أشعل قتل مراهق أسود أعزل على يد الشرطة احتجاجات عنيفة في ولاية ميسوري الأمريكية . حيث خرج المئات من المتظاهرين يحتجون على الجريمة التي تكشف جانبا من القمع الذي تتعامل به الشرطة الأمريكية مع المواطنين . ولمواجهة الأمر، أمر حاكم ولاية ميسوري الأمريكية، جاي نيكسون، بنشر قوات الحرس الوطني في مدينة فيرغسون، التي تشهد اضطرابات عنيفة ومظاهرات وأعمال شغب منذ أيام. وتشهد الاضطرابات في فيرغسون تصعيدا متواصلا، وخاصة خلال الساعات الماضية، مع نشر تقرير تشريح المراهق ميشال براون (18 سنة)، الذي أوضح أنه استهدف بست طلقات نارية من ضابط الشرطة دارين ويلسون (22 سنة) وأطلقت الشرطة النار على شخصين كانا من بين المشاركين في المظاهرات بالمدينة ليل الأحد، في حين استخدم المحتجون قنابل المولوتوف ضد عناصر الأمن، وقال قائد وحدات الدوريات الأمنية بالمدينة، رون جونسون، إن العديد من المتاجر والمحال التجارية تعرضت للنهب أو التخريب. وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المئات من المحتجين الذين كانوا يحاولون ليل الأحد الوصول إلى المقر الرئيسي للشرطة، رغم قرار حظر التجول المفروض في المدينة. وكانت الأحداث قد بدأت في التاسع من أغسطس/آب الجاري بإطلاق عنصر أبيض البشرة من عناصر الشرطة النار على المراهق الأسود البشرة ست مرات، وأثبتت التقارير التشريحية التي طلبتها أسرة القتيل أن الأخير أصيب برصاصتين في رأسه، مع أنه لم يكن مسلحا. وخرج الحشود غاضبة بعد دفن براون، على وقع خطبة ألقاها ابن عمه قال فيها إن القتيل لم يكن مجرما ولا مطلوبا للعدالة، ومع ذلك تعرض للقتل بتلك الطريقة، الأمر الذي دفع بالكثير من المراقبين إلى القول بأن دوافع عرقية قد تقف خلف الأحداث الجارية. واختلفت الروايات حول الطريقة التي قتل بها الفتى، وقال أحدهم أن الشرطي دوريان جونسون (22 سنة) كان يسير مع براون وقت الحادث. وتفيد رواية الشرطة بأن ويلسون طلب من براون الانتقال من الشارع إلى ممر جانبي، وأن براون وصل إلى سيارة الدورية وتعارك مع ويلسون للاستيلاء على سلاحه. ثم أطلق ويلسون الذي أصيب بجرح في وجهه، النار على براون مرات. وقال جونسون وشاهد آخر على الأقل، إن ويلسون مد يده من نافذة سيارته لشد براون وإن الشاب كان يحاول الإفلات من يد الضابط عند إطلاق النار عليه. وأضافا أن براون كان يرفع يديه في علامة على استسلامه، لكن الضابط خرج من سيارة الدورية وأطلق عليه رصاصات. فوضى ميسوري قوبلت بشماتة عريضة من العرب الذين امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات والصور والكومكسات التي تدور كلها حول الشماتة في أمريكا التي تطارد الدول باسم الدفاع عن حقوق الانسان، بينما هي أول من ينتهك هذه الحقوق بقتل شاب أعزل بست رصاصات . البعض كتب ساخرا مبشرا بربيع أمريكي أسوة بالربيع العربي، متوقعين عزل أوباما على الطريقة مبارك وزين العابدين بن علي ومعمر القذافي . يعزز من ذلك الاعتقاد أعمال الفوضى والنهب الواسعة التي تعرضت لها المتاجر في الولاية الأمريكية . وهو ما حدث بالضبط خلال الثورات العربية. وفي إطار ذلك سخرت العديد من التعليقات من منظمات حقوق الانسان التي لم تعلق على هذه الواقعة ، بينما ينتشر أعضاؤها في الدول العربية لرصد انتهاكات حقوق الانسان.