أخر خبر |
طالبت قوى سياسية ومجتمعية بالإفراج عن الداعية المصري الشيخ الدكتور عمر عبدالرحمن المحبوس حاليا في الولايات المتحدة الأميركية بعد أن حكمت عليه محكمة أميركية بالسجن مدى الحياة بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993 ، وأكد نشطاء أن الإفراج عن المصريين المسجونين في دول العالم وعلى رأسهم الشيخ عمر عبدالرحمن يجب أن يمثل أولوية لدى الحكومة المصرية خاصة بعد الثورة.
وأكد ابن الشيخ عمر الدكتور "عبدالله" أن والده كان من أشد معارضي مبارك، وتعرض للتنكيل بسبب ذلك، مؤكدا أنه بدلا من تكريم والده باعتباره رمزا للثورة تتجاهل الحكومة المصرية قضيته.
وتعقد أسرة الدكتور عمر عبد الرحمن مؤتمراً صحفياً اليوم بعنوان "الدكتور عمر عبد الرحمن بين جرائم أميركا وتجاهل مصر"، بمقر اعتصامها أمام السفارة الأميركية، بمشاركة المنتدى العالمي للوسطية، وذلك لمطالبة المجلس العسكري، ومجلسي الشعب والشورى للتدخل لعودة الدكتور عمر عبد الرحمن إلى وطنه، خاصة بعد سماح السلطات المصرية للأميركان المتهمين في قضية التمويل الأجنبي بالعودة إلى بلادهم.
وقال الدكتور عبد الله، نجل الشيخ عمر، إن والده كان معارضا ثائرا على نظام مبارك، وضغط النظام السابق على واشنطن حتى يتخلصوا منه، واستجابت أمريكا لهذا الضغط.
وأضاف: "بدلا من أن يكون والدي أحد أبطال الثورة الحقيقيين الذين من الواجب أن يسارعوا بعودتهم تجاهلت السلطات المصرية قضيته حتى هذه اللحظة بالرغم من عمل وقفات عديدة، وعشرات المؤتمرات، واعتصام مفتوح منذ شهر رمضان حتى يومنا هذا، والأعجب من ذلك عدم تحرك البرلمان بشكل فعال حيث يمثله الأغلبية من التيار الإسلامي.
وكان أعضاء لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب قد شنوا هجوما عنيفا على الحكومة والمجلس العسكري بعد واقعة رفع حظر السفر عن المتهمين الأمريكيين في قضية تمويل منظمات المجتمع المدني.
وطالب أعضاء اللجنة بسحب الثقة من الحكومة وإقالتها، واستدعاء كل من وزراء الطيران والداخلية والعدل وممثل عن المجلس العسكري، كما طالبوا بالإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن المحبوس في الولايات المتحدة وعدد من السجناء المصريين في السجون الأمريكية، وسرعة إصدار قانون استقلال السلطة القضائية.
ولد الشيخ عمر عبد الرحمن بالجمالية بمصر ، 3 - 5 - 1938، وفقد البصر بعد عشرة أشهر من ولادته وقد أكمل حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد الديني بدمياط ومكث به أربع سنوات حصل بعدها على الشهادة الابتدائية الأزهرية ، ثم التحق بمعهد المنصورة الديني ومكث فيه حتى حصل على الثانوية الأزهرية عام 1960، ثم التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ودرس فيها حتى تخرج منها في 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
حتى أوقف عن العمل في الكلية عام 1969 ، وفي أواخر تلك السنة رفعت عنه عقوبة الاستيداع ، لكن تم نقله من الجامعة من معيد بها إلى إدارة الأزهر بدون عمل.
واستمرت المضايقات على هذا الحال ، حتى تم اعتقاله في 13/10/1970 بعد وفاة جمال عبد الناصر في سبتمبر عام 70 ، حيث وقف الشيخ على المنبر وقال بعدم جواز الصلاة عليه، فتم اعتقاله بسجن القلعة لمدة 8 أشهر وأفرج عنه في 10/6/1971.
وبعد الإفراج عنه ، وعلى رغم التضييق الشديد الذي تعرض له بعد خروجه من السجن إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة طلب العلم ، فتمكن من الحصول على الدكتوراه، وكان موضوعها؛ " موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة " ، وحصل على "رسالة العالمية" بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، إلا انه مُنع من التعيين.
واستمر المنع حتى صيف 1973 حيث استدعته الجامعة وأخبرته عن وجود وظائف شاغرة بكلية البنات وأصول الدين ، واختار أسيوط ، ومكث بالكلية أربع سنوات حتى عام 1977 ، ثم أعير إلى كلية البنات بالرياض حتى سنة 1980، ثم عاد إلى مصر.
وفي سبتمبر 1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ، فتمكن من الهرب ، حتى تم القبض عليه في أكتوبر 1981 وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا ، وحصل على البراءة في القضيتين وخرج من المعتقل عام 1984.
واستمر الشيخ على هذا المنوال ، بين التضييق والمطاردة والسجون، حتى استقر به المطاف في سجون أميركا ، بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993، بعد أن وجهت له أربع تهم ، هي : التآمر والتحريض على قلب نظام الحكم في الولايات المتحدة، و التآمر والتحريض على اغتيال حسني مبارك، والتآمر على تفجير منشآت عسكرية، والتآمر والتخطيط لشن حرب مدن ضد الولايات المتحدة.
واعتقد البعض عندما رفعت السلطات المصرية حظر السفر عن 19 أميركيا متهما في قضية التمويل الأجنبي، أن هناك صفقة عقدت بين السلطتين المصرية والأميركية تم بموجبها مقايضة المتهمين الأميركيين بالدكتور عمر عبدالرحمن وأكثر من 500 مصري مسجونون في سجون أميركا، ولكن اتضح عدم صحة ذلك.
لا توجد تعليقات مضافة