فيونكا داكن : أفضل الأوقات لزيارة مصر

• تاريخ الاضافة : 08 مارس 2012
• القراء : 10,529
• أرسل لصديق
• طباعة

في المناطق القديمة المحيطة بفندق "مينا هاوس" جلست تقريبا وحدي على البار أشاهد عازف الكمان وهو يعزف مقطوعته . لقد كان وقتا مناسبا للسياحة في مصر من بعد الثورة في أوائل 2011 ، ولكن مازال السياح يفكرون بشأن الزيارة ، حاليا لا تفرض وزارة الخارجية أية قيود من أي مكان، كما أن المصريين على أتم استعداد للترحيب بضيوفهم بأذرع مفتوحة، وعلى أتم استعداد للاهتمام بشكل أفضل من زي قبل .

وبعد يوم متعب من السفر، تظهر الراحة والسلام في فندق مينا هاوس، والذي يضم القصر التاريخي والحدائق الحديثة، مما يعطي شعورا واضحا أننا انتقلنا بالزمن الى العصر الماضي، ويعزز ذلك المعرفة بأن أناس مثل ونستون تشرشل، وقيلد مارشل قد قضوا وقتا في مثل هذه الغرف الواسعة، والأجنحة الرائعة التي تقع في الطابق العلوي.

تم بناء مينا هاوس عام 1869م كفندق للاستجمام الملكي، ثم كفندق منذ عام 1880، ولقد أصبح مينا هاوس الان محاطا من جانب واحد من قبل الزحف العمراني، وملعب الجولف الشهير الذي يمتد في ظل الاهرامات، ومن الجانب الآخر بالصحراء الغربية الواسعة.

وفي المساء تتألق الأهرامات في الأضواء ، وتبدو للحظات في الأفق خلال رحلتنا في الفوضى والزحام الذي سببه نظام حركة المرور في القاهرة، ولكن في الواقع أن مثل هذه الفوضى والزحام هي ما يعطي للقاهرة طعما مميزا ، وخلال هذه الرحلة نستمع باهتمام لمرشدنا السياحي وهو يصف كيف تمكن هو وزملائه بهدوء من إجلاء خمسمائة عميل في أربعة أيام فقط وقت الثورة،  وقد تحدث بفخر شديد عن سلمية الثورة، وسعادته لقدرته أخيرا على المشاركة في العملية السياسية للبلاد، وكانت تلك هي مشاعر كل من تحدثنا معهم .

وبعد عام من الثورات العربية :

أيقظني شخص ما قائلا " هناك هرم ضخم هناك " . حيث احتل الهرم الاكبر خوفو المنظر في نافذة حجرة النوم ، وقد كان فعلا منظرا ساحرا،  حيث وقفنا نحن الاربعة نشاهده، ولا تكاد أعينا تغمض من فرط الأعجاب . إن قصة وتاريخ مصر القديمة، بألهتها وملوكها ، ومعابدها وألغازها الهيروغليفية، والاكتشافات المذهلة ، فعلا قصة من الصعب روايتها حتى لأحفادي، ولكن عن الاستماع لدليلنا السياحي خلال رحلتنا في القاهرة، فإن كل هذه القصص سرعان ما تعود للحياة.

وخلال وجبة الإفطار في مطعم الفندق الرائع والذي يسمى " خان الخليلي" وجدنا العديد من السياح البريطانيين والأوربيين، وقد اختفى الزحام والطوابير لمشاهدة المعالم السياحية الرئيسية، وفي زيارتنا للهرم الأكبر كنت واحدا ضمن أول 150 سائح ممن سمح لهم بدخول الهرم،  حيث انحنينا مرتين خلال الصعود رأسيا لأعلى للوصول إلى قبر صغير في قلب الهرم .

وفي المتحف المصري – الذي هو أساس أي رحلة سياحية الآن – استغرق الأمر ثواني بدلا من عشر دقائق كالمعتاد، وأصبحنا أمام قناع توت عنخ أمون، ثم توقفنا لنتأمل منحوتة تم صنعها عام 3200 قبل الميلاد، والتي تحتفي بتوحيد مصر العليا ومصر السفلى،  وقفنا لنتأمل حيث شرح مرشدنا : " نحن شعب الوادي ولسنا قباءل الصحراء مثل جيراننا: قمنا بالاتحاد كدولة واحدة لأطول فترة أكثر من أي أمة اخرى على الأرض" .

وفي أيام " جراند تور " يستغرق السياح الأوربيون أسابيع للابحار عبر النيل من القاهرة حتى أسوان، أما الآن فإن الرحلات متاحة فقط من الأقصر (حيث نأخذ الطائرة)، ويقضي معظم الناس من ثلاثة الى سبعة أيام مبحرين في النهر مشتركين في واحد من ربعمائة قارب، بعضها كبيرا جدا والآخر صغير وقديم، قوارب جميلة وجذابة، ولكنها صغيرة بما يكفي لمجموعة واحدة من السياح المسافرين على متن اليخت.

وحتى الآن لم يكن الحظ " وليس لعنة الفراعنة " مصاحبا لنا في مصر . فقد كان ايضا النيل ومدينة الأقصر على غرار الأهرامات أيضا، في منتهى الهدوء كما لو كنا في القرن التاسع عشر ، وفي الواقع كان الجو هادئا جدا لدرجة أننا انتقلنا من السفينة السياحية المحجوزة لنا، لنبحر في قارب رائع وجديد خاص بمجموعتنا وحدنا.

لقد كان قاربا حديثا أكبر بقليل من الفلوكة التقليدية، كان قد اختفى منذ سنوات، ولكن تم العمل على تطويره في الأربع سنوات الماضية ليناسب الاستخدام الخاص للعائلات أو مجموعة من الأصدقاء . لقد تغيرت النزهات النيلية حيث تمكنت هذه القوارب من الإبحار في الاماكن الضحلة التي لا تستطيع الإبحار بها القوارب العادية .

تجولنا حول رصيف السفن الرائع والمحجر حيث كان يستمزج الحجر الرملي المستخدم لبناء المعابد، وجزيرة مليئة بأشجار المانجو والليمون والموز، والتي أكنا منها عندما وصلنا الى الشاطئ على ضوء الشموع ، كما رأينا الأولاد يسبحون في النهر.

كان قاربنا يحمل العلامة التجارية " زين النيل شاتوه " ، وكان الزجاج مزين بشكل رائع مع خمس غرف نوم مزدوجة، وجناح الملك فاروق حيث أرضية من الباركيه،  وحوائط مزينة بأضواء الكريستال، وصور قديمة للملك المصري المخلوع وعائلته،  وعند سحب القاطرات في حالة عدم الابحار؛ تتوقف أصوات المحركات، ويطفو القارب بهدوء على سجادة من المياه الزرقاء، والتي تنافس في جمالها الزمرد عند استخراجه مباشرة من الصحراء الصفراء.

كان قائد المركب " الريس " يلبس جلابية زرقاء فاتحة مع عمامة بيضاء كالثلج، ويستطيع الابحار في النيل حتى وإن كان مغمض العينين، وكان على سطح القارب أيضا كميات من الطعام، وحوض استحمام بالماء الساخن، وغرفة جلوس أنيقة لجلسات الماء، كما يوجد شرفة مظللة بالخارج .

أما "بهاء" ، فقد كان أفضل فرد في الطاقم، وهو  عالم مصريات ذو شخصية مرحة، وكان يبرز دائما كلما مررنا بأي معلم تاريخي لنقف عنده على طول الرحلة، شعرنا جميعا برحلة سلسة ، وخصوصية، واسترخاء أثناء الانتقال ، كما استمتعنا بمعالم سياحية على مستوى عالمي.

مرت الأيام في التنقل على ضفاف النيل، والتوقف لزيارة المعابد، ولا يخلو الأمر من عراك مع بعض الباعة المتجولين والذين لا يعترفون بـ " لا شكرا " كرد عليهم . حتى مثل هذه المتاعب الصغيرة يتم نسيانها بمجرد الصعود على متن القارب من جديد، ومشاهدة الضفاف الخصبة تبتعد تدريجيا.

في معالم الأقصر الرئيسية بما في ذلك وادي الملوك والملكات، ومعابد الكرنك، وحتبشبسوت ، قمنا بزيارتها كلها وكنا وحدنا، حيث المتنزهات والحدائق الخالية الا من الحراس فقط . وحده فقط معبد الأقصر كان مزدحما بمجموعة من الماليزيين يلوحون بأيديهم لأداء طقوس غريبة.

في مرحلة ما بعد الثورة في مصر ؛ أصبح هناك عدد هائل من المسائل التي لابد من معالجتها، ومما لا شك فيه أنه سيكون هناك الكثير من العثرات على طول الطريق، ولكن السياحة مهمة جدا في مصر، وقد شعرنا بالتأكيد بالترحاب والأمان، ومع الحرية الجديدة التي حصل عليها كل مواطن وهي " حرية التعبير " أصبحت مصر أكثر من مجرد وجهة لمشاهدة المعالم السياحية القديمة، وطبعا مع التركيز على معالم الماضي البعيد . إن كنت ترغب في الشعور بما اختبرناه وعشناه ، فلابد أن تستغل الفرصة في زيارة قريبة في ظل هذا الانخفاض الملحوظ في الأسعار .

متطلبات النزهة النيلية :

أولا : الوصول الى هناك :

تطير الرحلة ( B mi  رقم 08448484888 ) الى القاهرة مباشرة من مطار هيشرو، وثمن تذكرة الذهاب والعودة 398 جنيه إسترليني، وللتواصل مع الطيران المصري الداخلي على الموقع (  egyptair.com) لمزيد من المعلومات عن رحلات الطيران من القاهرة الى الأقصر وأسوان والعكس .

ولحجز نزهة نيلية مع مرشد وقائد للمركب عليك الاتصال بالمكتب المحلي على الرقم 0020226329739 ويدعى " مرحبا تورز " ، أو الحجز عن طريق الانترنت من الموقع :  marhabatours.com  .

ثانيا : أحزمة السفر :

أبسط طريقة لقضاء أجازة في مصر ، وخاصة لزائرين أول مرة ، و للمزيد من الحماية خلال هذه الفترة من عدم الاستقرار السياسي ، هي حزم الأمتعة والحجز مع شركة سياحية موثوقة.

وتقوم شركة " أبريكرومبي أندكينت ايجيبت للسياحة " برحلة لمدة ستة ليالي : ثلاثة أيام في القاهرة ، وثلاثة أيام في نزهة نيلية ، مقابل 1995 جنيه استرليني للفرد في الحجرة المزدوجة، شاملة الذهاب والعودة ، والإفطار والإقامة الكاملة شاملة الانتقالات والرحلة النيلية .

وتقدم أيضا شركة زين النيل شاتو رحلة نيلية من سبع ليالي وتكلفتها 17.500 جنيه استرليني، شاملة كل الوجبات، والرحلات، مع دليل للرحلة، وذلك تكلفة الرحلة مع أشغال كامل " أي سعر الرحلة لـ 12 فرد " ، مما يعني أن تكلفة الفرد الواحد هي 1.460 جنيه استرليني ، بينما تتكلف الرحلة على " مركب الشمس " لمدة سبع ليالي أيضا 1.230 جنيه استرليني للفرد شاملة كل الوجبات والانتقالات .

ثالثا : الوقت المناسب للزيارة :

أعلى معدلات الزيارة تكون من شهر أكتوبر إلى إبريل حيث يكون الطقس رائعا في كثير من الأحيان ، دافيء ، جاف وخالي من الحشرات، مع نهار مشمس وأمسيات لطيفة . راجع الموقع الرسمي لوزارة الخارجية البريطانية لمعرفة أي تحذيرات قبل السفر  ( fco.gov.uk )  .

رابعا :- خط السير داخل مصر :

في القاهرة وعلى الجانب الآخر من فندق فور سيزنس هناك فلوكة وتكلفة الفرد 3 جنيه في الساعة ، من المفضل القيام بهذه النزهة حتى غروب الشمس .

أما بخصوص التعامل مع الباعة المتجولين فمن الأفضل الشراء أو التزام الصمت . إذا رغبت في الشراء وإذا سألك البائع من أين أنت ؟ من الأفضل أن تقول أي شيء إلا المملكة المتحدة ، وقتها سيقلل لك السعر للنصف.

يقبل أصحاب المحلات كل العملات تقريبا، وطبعا الجنيه الاسترليني والدولار ، ولكن من الأفضل الاحتفاظ بعدد من الجنيهات المصرية من أجل المشتريات الصغيرة أو البقشيش ، والتي يعتمد عليها ومتوقعة في كل مكان.

الهدايا التي تجلبها معك في رحلة العودة :

من المهم الحفاظ على نقودك ومحفظتك جدا، وخاصة في زحام القاهرة الشديد . أما في نقادا " 13 شارع رفاعة ، الدقي " ستجد منسوجات يدوية رائعة من الحرير والقطن والمفارش، وفي منطقة خاتون " 3 شارع محمد عبده " ستجد حرف يدوية وشالات وإضاءة ذات طابع مصري في البيت العثماني القديم في الحي الإسلامي ، وفي معرض مونايا " 14 شارع المنتزه الزمالك " ستجد تشكيلية من أجمل الاكسسوارات والأدوات المنزلية .

أفضل المرشدين السياحيين :

أفضل المرشدين بالطبع هم خريجي الجامعة وعلماء المصريات، وهم الافضل دراية وتواصلا ،  وتختلف أتعابهم ولكنها ليست غالية ، كما يمكنهم ترتيب وسيلة النقل أيضا، وهناك دليلان وهم الأكثر ممن يوصى بهم وهم : بلال صدقي " مرشد للقاهرة ورقمه ( 250333420020 ) " ، وبهاء جابر " مرشد بمدينة الأقصر والنزهة النيلية ورقمه 58600521 " ، ومن المتوقع أن تدفع 125 جنيه في اليوم للدليل السايحي وقائد السيارة .

أفضل الفنادق في القاهرة :

- سيمراميس انتركونتينتال:

إن كنت علي استعداد للتخلي عن منظر النيل، وأخذ بانوراما المدينة بدلا عنه، سيصبح هذا هو فندقك، حيث يعرض أسعارا مناسبة للجميع،  كما يعرض قائمة طويلة لوسائل الراحة، وتبدأ أسعارها من 122 جنيه للفرد في الغرفة المزدوجة،  ورقمه 05525227957171 .

- مينا هاوس أبوريو :

الجزء التاريخي من "القصر" مغلق حاليا للتجديد، ولكن يمكن الاقامة في غرف الفندق المطلة علي الحديقة، كما يمكنك السباحة في الحوض، وتناول الطعام في المطعم، والذي يقدم ستة أنواع مختلفة من المأكولات، ويطل علي منظر رائع للأهرمات. سعر الفرد في الغرفة المزدوجة يبدأ من 160 جنيه، ورقمه 33773222.

- فور سيزونس:

إن كنت تود سماع زئير الأسود ورؤية بركة أفراس النهر في حديقة الحيوان من غرفتك الواسعة، علي أحد الجوانب، أو إن كنت ترغب في منظر النيل علي الجانب الآخر، إذا سيكون فندق الفور سيزونس وجهتك.

ويحتوي الفندق أيضا علي أفضل المطاعم بما فيهم التيلاندية، وحمامات سباحة خارجية، ومراكز ، ومولات للتسوق . سعر الفرد في الغرفة المزدوجة يبدأ من 210 جنيه، ورقمه 35671600.

أفضل المطاعم في القاهرة:

- الفيشاوي :

ويوجد في قلب الحي الإسلامي في القاهرة ، ومفتوح طوال الأربع وعشرين ساعة، ويعتبر أقدم كافيه في المدينة كلها، حيث تم تأسيسه عام 1773 ، ويعطي جوا رائعا لتناول الشاي والشيشة (في حي الحسين) .

- أبو السيد :

إن كنت ترغب في تدخين الشيشة، وشرب الخمور،  مع الاستمتاع بالأطباق المصرية مثل الحمام المحشي ، وكل ذلك في جو عربي رائع ( شارع 26 يوليو ) .

- حجرة المغول :

ان كنت ترغب في تناول الطعام الهندي التقليدي من مكان رائع ذو شهرة راسخة منذ أمد طويل ( موجود في مينا هاوس ) .

هــــــل تعلــــم ؟

إن " النيـل " مقتبس من الكلمة اليونانية " نايلوس " أو الوادي بالعربية . وقد أسماها المصريين " الاسود " لخصوبته .

وعليك أن تتجنب :

-         حركة المرور في القاهرة : - ببساطة " انها مروعة " .

-         ركوب الجمال في الأهرامات : - من المعروف انه يكلف جنيها واحد للركوب وعشرة جنيهات للنزول .

-         الأصوات المرعبة في عروض الصوت والضوء في أهرامات الجيزة، ومعظم المعابد الرئيسية .

-         " سيارات الأجرة المكونة من لونين الأبيض والأسود،  وهي غير مرخص بها " . وعليك اختيار السيارات الصفراء فقط ، أو السيارات البيضاء التي تحتوي على شريط أسود متقلب .

-         لا تشرب من ماء الصنبور ، ولا تتناول الفواكهة غير المقشرة أو السلطة .