أخر خبر |
توفي أمس في مستشفى قصر العيني التعليمي الجديد بالقاهرة الكاتب المصري ابراهيم أصلان عن عمر يناهز 77 عاما بعد مرض استمر نحو عشرة أيام، وكان الكاتب الراحل تعرض لنزلة برد ودخل المستشفى لكنه أصيب بالتهاب رئوي أدى إلى هبوط في الدورة الدموية أدى إلى الوفاة.
وقال نجل المتوفي هشام اصلان وهو صحافي في جريدة الشروق، أن والده "تناول دواء لمعالجة أزمة برد إلا ان هذه الأدوية اثرت على عضلة القلب وأربكت وظائفه، خصوصا وانه خضع قبل سنوات لعملية قلب مفتوح".
وأصلان الذي أخلص لفن القصة القصيرة وصار أحد أبرز رموزها في العالم العربي لم يتلق تعليما جامعيا إذ ولد في محافظ الغربية في دلتا مصر ونشأ في حي إمبابة الشعبي الذي كان مسرحا لكثير من قصصه القصيرة ورواياته وبخاصة روايتاه (مالك الحزين) و"عصافير النيل"
وتحولت الرواية الأولى الى فيلم (الكيت كات) الذي أخرجه المصري داود عبد السيد واختير من بين أهم مئة فيلم مصري في القرن العشرين. أما الرواية الثانية فحولها المخرج المصري مجدي أحمد علي الى فيلم بالعنوان نفسه نال جوائز في مهرجانات دولية.
وكان أصلان مخلصا لوصية الكاتب الأمريكي ارنست هيمنجواي والمصري يحيى حقي في الكتابة عما يعرف، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة عبر لغة مختزلة بعيدة عن التكلف.
وظهرت بصمته الفنية الخاصة منذ قصصه الأولى التي تحمس لها الكاتب المصري علاء الديب، ونشرها في مجلة (صباح الخير) ثم صدر عنه عدد خاص من مجلة "جاليري 68" تضمن مختارات من قصصه ودراسات عنه.
وقبل صدور مجموعته القصصية الأولى (بحيرة المساء) عام 1972 أصبح أصلان من رموز جيل الستينيات الأدبي في مصر واشتهر بقلة انتاجه الأدبي. ومن مجموعات أصلان القصصية (يوسف والراء) و"وردية ليل" وله كتب منها (خلوة الغلبان) و"حكايات من فضل الله عثمان" و"شيء من هذا القبيل" و"حجرتان وصالة".
والروائي الراحل المتميز بشح كتاباته، حيث يطلق عليه بعض معجبيه لقب "الكاتب بالمحو" أي انه يكتب ثم يمحو ثم يعيد كتابة عمله الأدبي أكثر من مرة ليقدمه لقرائه مكتملا، وهو ما دفع عددا من النقاد والمثقفين إلى دعمه وهو الموظف البسيط ليصبح واحدا من أبرز الرموز الثقافية في مصر والعالم العربي.
بدأ مشواره الأدبي بكتابة القصة القصيرة، واصدر أول مجموعاته القصصية "بحيرة المساء" التي جذبت بشدة له الكاتب والمفكر يحيى حقي الذي وقف إلى جانبه وساهم بنشر الكثير من أعماله القصصية في مجلة "المجلة" كان يرأس تحريرها.
وفي نهاية الستينات ساهم الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل للآداب والناقدة الراحلة لطيفة الزيات في نقل أصلان من عمله كموظف بسيط في البريد للتفرغ للإنتاج الثقافي.
وحظيت باكورة رواياته "مالك الحزين" باهتمام المثقفين المصريين والعرب وجمهور القراء، وقد اختيرت واحدة من بين أهم مئة رواية عربية.
وعمل إبراهيم اصلان رئيسا للقسم الأدبي في جريدة الحياة اللندنية منذ بداية التسعينات وحتى رحيله، وكان تولى أيضا منصب مدير سلسلة نشر في هيئة قصور الثقافة مهتمة بنشر الإبداعات العربية وكان لنشره رواية "وليمة الأعشاب البحر" لحيدر حيدر أزمة أثارها التيار الاسلامي.
وبعد اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس حسني مبارك أواخر 2010 اختير ليكون احد المشرفين على انتقاء الكتب التي يمكن للهيئة المصرية العامة للكتاب أن تنشرها.
ويتميز إبراهيم أصلان بحسب عارفيه بأنه مثقف كبير ومحدث بارع وناقد فني من الطراز الرفيع في الفن التشكيلي.
ومن كتبه التي صدرت مؤخرا عن دار الشروق "عصافير النيل" التي تحولت الى فيلم قام باخراج وكتابة السيناريو له المخرج مجدي احمد علي، ورواية "حكايات فضل الله عثمان" و"وردية ليل" المستوحاة من عمله كساعي بريد و"خلوة الغلبان".
وحصل أصلان على عدد كبير من الجوائز كان آخرها جائزة ساويرس في الرواية عن "حكايات من فضل الله عثمان". وكان حصل على جائزة طه حسين من جامعة المنيا عن أولى رواياته "مالك الحزين"، وقبلها حصل على جائزة الدولة التقديرية عن مجموع أعماله، وكان آخرها جائزة الدولة التقديرية في مصر، وجائزة كافافيس الدولية.
لا توجد تعليقات مضافة