أخر خبر |
غواصة تستكشف أعماق البحر على بعد 6 آلاف متر
- تاريخ الاضافة : 22 ديسمبر 2011
- القراء : 5,568
- أرسل لصديق
- طباعة
لطالما كان استكشاف أعماق المحيطات حلما يراود العلماء الذين يسعون إلى اكتشاف نوعية الحياة التي تعيشها الكائنات البحرية على عمق ستة آلاف متر تحت سطح الماء.
غير أن النزول بغاطسة إلى هذه الأعماق يمثل مشكلة ، إذ يجب أن تتحمل الغاطسة الضغط الهائل للمياه في هذا العمق.
لذا ، ابتكرت جامعة برلين التقنية فكرة غاطسة آلية تسمح بدخول المياه إليها ، للتغلب تماما على مشكلة الضغط.
وتستخدم هذه الغاطسة الجديدة ذات اللون الأصفر الزاهي ، والتي تتخذ شكلا يجمع بين سمات البطريق والطربيد التكنولوجيا الدقيقة في حيزها الداخلي الذي يبلغ طوله 5ر3 متر فقط للغوص في أعماق سحيقة.
تتميز الغاطسة بصغر حجمها إلى حد يكفي لوضعها في سيارة ، كما أنها تزن 500 كيلوجرام مما يجعلها خفيفة نسبيا.
خضعت الغاطسة الجديدة لعدة تجارب في بحر البلطيق ، ومن المقرر اختبارها في أعماق المحيط الأطلسي قبالة جزيرة ماديرا العام المقبل.
أهم مزايا الغاطسة انخفاض تكلفتها ، حيث ستكون ضئيلة للغاية مقارنة بمثيلاتها من الغاطسات .
يعتقد خبراء الأحياء أنه ربما يكون هناك آلاف الأنواع من الأحياء المائية تعيش في أعماق المحيط ، التي لا يمكن أن يصل إليها سوى عدد ضئيل من الغاطسات المأهولة.
يقول رئيس المشروع البروفيسور هاينز لير ، الأستاذ بمعهد البناء والتكنولوجيا الدقيقة والطبية التابع لجامعة برلين التقنية: "عادة ما يتم الوصول إلى الحد الأقصى (لتحمل الضغط) بعد بضعة مئات من الأمتار".
ولكن عند عمق ألفي متر تحت سطح الماء ، يجب أن تتحمل الغاطسات ضغط يزيد على 600 بار وكذا البرودة الشديدة ، فضلا عن أن المياه المالحة تعمل على تآكل المواد التي تصنع منها الغاطسات
رغم ذلك ، ثمة إقبال ملحوظ على الغاطسات القادرة على الوصول لأعماق البحار. فدائما ما تسعى بعض الشركات وراء استكشاف حقول النفط الجديدة أو المواد الخام النادرة.
كما أن الغاطسات تستخدم في صيانة خطوط الأنابيب المغمورة ، ويمكن من خلالها العثور على حطام السفن المنكوبة وتفتيشها باستخدام كاميرات لرؤية ما إذا كانت تحتوي على كنوز غارقة.
ويقول لير: "النوع الوحيد من الأبحاث التي لا نجريها هي الأبحاث العسكرية".
عادة ما تكون الغاطسات الآلية الحالية مزودة بهيكل خارجي محكم الغلق لمنع تسرب المياه ومصنوع من الحديد الصلب المقاوم للضغط ، مما يجعلها ثقيلة للغاية. كما أن فتح هذه الهياكل الخارجية لإجراء أي إصلاحات أمر معقد للغاية.
هذه العوامل دفعت جامعة برلين التقنية إلى ابتكار "تصميم ذكي" للغاطسة . فالمركبة الجديدة مزودة بإطار من التيتانيوم مغطى بطبقة اسفنجية تساعد على الطفو ، وهذا كله مطوق بهيكل خارجي انسيابي يقلل من مقاومة الماء أثناء تحرك الغاطسة . علاوة على ذلك ، يمكن فتح الهيكل الخارجي بسهولة لإجراء أي إصلاحات أو تعديلات.
وبمجرد أن تغوص الغاطسة الصغيرة ، فإنه تمتلئ بالماء. ويقول لير إن ذلك نوع جديد من التصميم ، وهو فريد من نوعه حتى الآن.
وقام باحثو جامعة برلين التقنية بتغطية الأجهزة الإلكترونية الموجودة بالغاطسة بطبقة سميكة من السليكون. كما أن كاميرات الفيديو الموضوعة في الغاطسة تتميز بتصميمها الجديد وتحتوي هي الأخرى على سائل.يقول لير: "ذلك يحافظ على التوازن بين الضغط الداخلي والخارجي".
زودت الغاطسة الجديدة بمحرك كهربائي يعمل ببطاريات الليثيوم أيون ، وهي مصممة للتشغيل المتواصل على مدار 50 ساعة. كما يمكن وقف تشغيل الغاطسة لتصبح في "وضع الاستعداد" ، حيث تستقر حينها في قاع البحر استعدادا لإعادة تشغيلها عند الحاجة إليها .
يمكن أيضا الاتصال من السطح بكمبيوتر الغاطسة على عمق خمسة آلاف متر ، كما تتميز المركبة بخاصية القيادة الآلية.
ومما يميز هذه الغاطسة أيضا إمكانية تركيب ذراع له خطاف لاستخدامه في نقل الأشياء.
يقول لير وقد ارتسمت الابتسامة على شفتيه: "ينبغي أن تكون قادرا على الحصول على سبائك الذهب الموجودة في حطام السفينة في نهاية الأمر".
- مواد ذات علاقة
لا توجد تعليقات مضافة
