باريس: الصحافة. على غرار التفويض الذي طلبه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمواجهة الإرهاب، العام الماضي، فوض الفرنسيون اليوم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي طلب من شعبه تفويصا لمواجهة الإرهاب، ودعا الفرنسيين للتظاهر والتعبير عن ذلك. شارك في المظاهرة المليونية اليوم آلاف من الفرنسيين من جميع الديانات، عدد من زعماء العالم وبينهم رجال دولة مسلمون ويهود، وذلك بعد الاعتداء الذي شنه إرهابيون على صحيفة "شارلي إبدو" والذي أسفر عن مقتل ١٢ ، وهو الهجوم الأكبر من نوعه التي تتعرض له فرنسا منذ عقود. وشارك نحو 2200 من أفراد الجيش والشرطة في دوريات في شوارع باريس لحماية المسيرة من أي مهاجمين محتملين وتمركز قناصة على أسطح المباني وانتشر مخبرون بالزي المدني وسط الحشود. وفتش نظام الصرف الصحي في المدينة قبل المسيرة ومن المقرر إغلاق محطات قطارات الأنفاق حول مسار المسيرة. وقال فرانسوا أولوند "باريس اليوم هي عاصمة العالم. سينتفض بلدنا بأكلمه وسيظهر أفضل ما فيه." وقتل 17 شخصا بينهم صحفيون وأفراد شرطة خلال ثلاثة أيام من العنف الذي بدأ بهجوم بالأسلحة النارية على صحيفة شارلي إبدو المعروفة بانتقاداتها الساخرة للإسلام والأديان الأخرى يوم الأربعاء وانتهى بخطف رهائن في متجر للأطعمة اليهودية يوم الجمعة مما أدى إلى مقتل أربع رهائن. وقتل أيضا المسلحون الثلاثة الذين نفذوا الهجمات. وقتل منفذو الهجمات التي وصفها محللون محليون بأنها "هجمات الحادي عشر من سبتمبر الفرنسية". واستهدف المهاجمان وهما شقيقان مولودان في فرنسا من أصول جزائرية الصحيفة الأسبوعية لنشرها رسوما مسيئة للنبي محمد. وخلال الليل علقت لافتة مضاءة على قوس النصر وكتب عليها "باريس هي شارلي". ونشر تسجيل فيديو يظهر فيه رجل يشبه المسلح الذي قتل في متجر الأطعمة اليهودية. وبايع الرجل تنظيم الدولة الإسلامية وحث مسلمي فرنسا على أن يسيروا على خطاه. وأكد مصدر في شرطة مكافحة الإرهاب الفرنسية أن الرجل هو القاتل أميدي كوليبالي وأنه كان يتحدث قبل الهجوم. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي ضمن 44 زعيما أجنبيا في المسيرة مع أولوند. ومنهم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس مالي ابراهيم بوبكر كيتا. ورغم التضامن الواسع مع الضحايا فقد ظهرت بعض الأصوات المعارضة. ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي الفرنسية تصريحات ممن يشعرون بالاستياء من شعار "أنا شارلي" الذي تم تفسيره بأنه يعني حرية التعبير أيا كان الثمن. ويشير آخرون إلى أن مشاركة زعماء دول تطبق قوانين إعلامية قمعية في المسيرة هو ضرب من النفاق. ومن ناحية أخرى قالت الشرطة اليوم الأحد إن مبنى صحيفة هامبورجر مورجن بوست الألمانية تعرض لحريق متعمد بعد أن أعاد نشر رسوم شارلي إبدو مثل مطبوعات أخرى كثيرة.