القاهرة: الصحافة. اكتشفت الشرطة 48 شخصا من مرتكبي جرائم القتل علي "فيس بوك"، إذ يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لاصطياد ضحاياهم، والتباهي بأفكارهم الدنيئة. وقام مجموعة من العلماء بالمملكة المتحدة بتحديد ستة أنواع من الشخصيات القاتلة في دراسة عن كيف تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي علي السلوك الإجرامي، نشرتها صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، وصنفوا في النهاية هؤلاء المجرمين في الفئات التالية : "الفاعل، المخبر، الخصم، المتوهم، المفترس، النصاب" . "الفاعل"، وهو النوع الأول ويعد الأكثر شيوعا، ومسؤل عن 27.1 % من جرائم "فيس بوك"، وتصف هذه الفئة الشخص الذي يتابع التعليقات والصور التي تثير غضبه علي فيس بوك"، ومن ثم يتفاعل بعنف وقوة مميتة تجاهها . والمثال علي ذلك واين فورستر، الذي قتل زوجته عام 2008 بعد قراءة عدة منشورات لها علي الموقع، وادعت من خلالها انفصالهما. أما الفئة الثانية "المخبر": وهو من يستخدم "فيس بوك" ليخبر آخرين عن نيته في القتل، أو يخبرهم عن إتمام جريمته، أو الإثنين معا . ويعتقد الخبراء أن هذا النوع من المجرمين يستخدم "فيس بوك" كوسيلة لإظهار سيطرتهم علي الضحية والوضع بشكل عام . والمثال علي ذلك لاشاندا أرمسترونج، والتي طلبت الغفران علي صفحتها بعد مشاجرة مع شريكها . وبعد فترة قصيرة، قادت سيارتها تجاه نهر هادسون، وقتلت نفسها هي وأطفالها الثلاثة، بعد أن كتبت : "أنا آسفة، وأتمني أن يسامحني الجميع علي ما سأقوم به .. وهذا كل شيء". أما "الخصم"، فهو شخص له بعض العلاقات العدائية علي "فيس بوك" والتي تتحول مع الوقت الي مواجهات تؤدي الي عنف مميت . وفي بعض الأحيان يصل الأمر الي الاستعداد البدني عندما يكون الخصم "أوف لاين" أو غير متصل . وهذا ما حدث في أبريل عندما لقي اثنين من المراهقين حتفهم في شيكاغو بعد دخولهما في مشادة علي "فيس بوك" ، وتم العثور علي جثتي جوردان مينز (16 عاما) ، وأنطوني بانكهيد (18 عاما)، وهما صديقين مقربين عثر عليهما مقتولين في القبو . في ذلك الوقت، زعمت والدة المجني عليه جوردان أن ولدها تورط في مشادة مع قاتله في الليلة السابقة لقتله، وتمت هذه المشادة علي موقع التواصل الاجتماعي . اما "المتوهمين" وهم النوع الرابع : فالخط الرفيع بين الوهم والحقيقة أصبح غير واضحا لهم، وقد يكون القتل وسيلة للحفاظ علي خيالاتهم ، أو لمنع الآخرين من اكتشاف خدعهم، وفي نفس الوقت يخلق النوع الخامس "المفترس" صفحة مزيفة لإغراء ضحاياه واللقاء بهم . أما "النصاب" فهو من ينشر بعض التعليقات باسم شخص آخر . ويمكن ان يوهم الضحية بخلق وهم أن بعض الناس مازالوا علي قيد الحياة، وفي حالات أخري يتدخلون لمعرفة البيانات الشخصية لضحيتهم . وتقوم الدكتورة اليزبيث ياردلي، والبروفيسور ديفيد ويلسون من جامعة برمنجهام بدراسة هذه الحالات علي مستوي العالم . وكشفت الدراسة أن 26 جريمة قتل من أصل 48 والتي تمت عن طريق "فيس بوك" تمت في بريطانيا، وتقول الدكتورة اليزابيث أنها أرادت أن تعرف ما إذا كانت جرائم القتل التي تمت باستخدام "فيس بوك" مختلفة عن غيرها . ووجد الباحثون أن في معظم الحالات يكون الضحايا علي علم بهوية قاتليهم، وتعكس هذه الجرائم ما نعرفه بالفعل عن الجريمة، وعلي الرغم من ذلك فإن اعمار الضحايا صغيرة نسبيا، بينما ارتفعت نسبة الانتحار . وكانت النساء هن أغلب ضحايا مثل هذه الجرائم . وحثت الدكتورة اليزابيث علي عدم إلقاء اللوم علي مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت : "لقد اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك" وغيرها جزءا من حياتنا اليومية، ومن المهم معرفة أنه لا يوجد اي شيء نسيء بالنسبة لهذه المواقع . فإلقاء اللوم علب فيس بوك في هذه الجرائم أشبه بلوم السكين علي الطعن، بل يجب التركيز علي نوايا الناس في استخدام هذه الأدوات".