أخر خبر |
أكدت كوني هيدجارد مفوضة الاتحاد الاوروبي لشئون المناخ أن الاتحاد الأوروبي مستعد للالتزام بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لما بعد عام 2012 ، ولكن فقط في حال تعهدت الاطراف الرئيسية الاخرى المسببة للانبعاثات، الولايات المتحدة والصين، باتخاذ خطوة مماثلة.
يشار الى أن تمديد بروتوكول كيوتو للأمم المتحدة حول تغير المناخ ، الذي ينتهي العمل به في ديسمبر 2012 ، يعد واحدا من المواضيع الرئيسية التي ستناقشها الدول المجتمعة في ديربان بجنوب أفريقيا في الفترة من 28 نوفمبر الجاري الى 9 ديسمبر المقبل.
وقالت هيدجارد لوكالة الأنباء الالمانية (د.ب.أ) في بروكسل قبل المؤتمر اننا مستعدون لفترة التزام ثانية ، ولكن هناك شروطا واضحة مرفقة".
يشار الى أنه عندما وافقوا الشهر الماضي على موقف مشترك في مؤتمر ديربان ، شدد وزراء البيئة بالاتحاد الأوروبي على أنه ما لم تنضم دول جديدة الى الاتفاق ، فإن فترة كيوتو الجديدة ستغطي 16 في المئة من الانبعاثات الضارة بالعالم.
وأعربت كندا واليابان وروسيا بالفعل عن رغبتهم في الخروج من الاتفاقية ، بينما لم تكن الولايات المتحدة والصين ، المسئولتان سويا عن 40 في المئة من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون العالمية ، ملزمة ببروتوكول كيوتو الأول ، وترفضان حتى الان الانضمام. وكانت الصين معفية من خفض
الانبعاثات باعتبارها من البلدان النامية ، فيما لم تصدق الولايات المتحدة مطلقا على المعاهدة.
وقالت هيدجارد "هل يمكننا في القرن الحادي والعشرين أن نواصل العمل بنظام حيث مجموعة من الدول ينطلق عنها انبعاثات عالمية أقل ، وتكون ملزمة بخفضها بشكل أكبر ، في حين أن مجموعة كبيرة من الدول ، مسئولة عن نسبة أكبر من الانبعاثات العالمية ، ليست ملزمة؟"
وأشارت الى أنه حتى الآن ، هناك فقط "النرويج وسويسرا ونيوزيلندا ، وربما عدد قليل آخر" مستعدون للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وأضافت الاخرون سيضطروا للالتزام على الاقل بخارطة طريق" توضح انهم سيلتزمون بأهداف معينة في مرحلة لاحقة.
يشار الى أن تمديد معاهدة كيوتو التي لا تغطي سوى مجموعة صغيرة من الدول المتقدمة سيكون بمثابة اجراء مؤقت لحين التوصل لصفقة عالمية أكثر طموحا مطلوبة من أجل الحد من ارتفاع درجة حرارة الارض بمعدل 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية بحلول نهاية القرن.
وعلى الرغم من التحدي المتمثل في تغيير سياسة الولايات المتحدة قبيل انتخابات رئاسية صعبة هناك وتغيير متوقع للقيادة في بكين ، كلاهما في عام 2012 ، فإن هيديجارد تصر أن الاتحاد الأوروبي يحرز تقدما.
وسخرت المفوضة الاوروبية قائلة "قبل عامين فقط ، كان القول بأنه في المستقبل غير البعيد يجب على جميع الاقتصادات الكبرى أن يكون لديها نفس النوع من الالتزامات القانونية.. فإنه كان من الصعب قول ذلك بدون تخريب الاجواء في الاجتماعات".
وأضافت قائلة : لكن الآن "المزيد والمزيد من الدول تتفهم وتقبل وتحترم موقف الاتحاد الأوروبي".
وأشارت الى أنه بعد مؤتمر الامم المتحدة العام الماضي ، قال تود ستيرن كبير المفاوضين الامريكيين ان بلاده قد توقع على اهداف كيوتو الجديدة اذا ما كانت الصين "ملزمة قانونا على قدم المساواة".
وأصرت أنه نتيجة لذلك يكون ابرام "صفقة ملزمة قانونا للجميع بشكل متساو ، لن يكون متناقضا مع ما قال الامريكيون انهم يريدون".
وحذرت من أنه في حالة فشل محاولات ضم الولايات المتحدة والصين في ديربان ، فإنه "سيكون لدينا وضع خطير للغاية".
وعلى الرغم من الشكوك حول فرص حدوث انفراجة ، وبعد فشل قمة كوبنهاجن 2009 التي استضافتها هيديجارد بصفتها وزيرة المناخ الدنماركية ، واحراز تقدم ضئيل في كانكون ، قالت المفوضة انه لا يوجد خيار آخر سوى التمسك باطار عمل الامم المتحدة.
وقالت "أي منتدى آخر لدينا لنحرز المزيد من التقدم؟ الجواب هو لا شيء.. لم أحضر أبدا أي مؤتمر للتغير المناخي حيث أحرزت كل ما كان بودي ، ولكنني أيضا لم أحضر مؤتمرا لم نستطع في النهاية رؤية تقدما ملموس".
واعترفت أيضا أنه في خضم أزمة منطقة اليورو ، فإن تركيز الاتحاد الأوروبي على تغير المناخ تضاءل الى حد ما. وقالت "من الواضح أن في الوقت الراهن ، إذا كنت تحاول تشكيل حكومة في إيطاليا أو اليونان فانها ليست القضية الرئيسية".
وأصرت على أنه لكنه لا يزال من المنطقي الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بسبب مكاسب توفير فرص العمل في الاقتصاد الأخضر صديق البيئة وترشيد استخدام الطاقة. وعلى الرغم من الأزمة ، فإن دول الاتحاد الأوروبي "إلى حد كبير" تقدم مساعدات الحد من التغير المناخي التي تعهدت بها عام 2010.
لا توجد تعليقات مضافة