لم يكن أحد بتصور أن يكون "القرآن الكريم" المحطة الأخيرة لنجمة البوب الأميركية العالمية "مادونا"، بعد أن كانت تعتنق الكاثوليكية، ثم درست البوذية، ثم أقنعها زوجها السابق المخرج البريطاني جاي ريتشي، باعتناق مذهب صوفي يهودي اسمه "كابلا" الذي تعتنقه ١٧ عاما الماضية. مادونا (٥٥ عاما) صرحت لوسائل إعلام عالمية أنها تدرس القرآن، للبحث عن إجابات للعديد من الأشئلة لديها، وعللت ذلك بأهمية أن يتعرف الإنسان على ديانات ومعتقدات الآخرين ، ولكن يبدو أن "القرآن الكريم" لن يكون مجرد محظة في قراءات النجمة العالمية، حيث يتوقع البعض اعتناقها الاسلام، لتحصل بذلك على السلام النفسي الذي تبحث عنه منذ سنوات . يعزز هذا الاعتقاد قيام مادونا وضمن نشاطها التطوعي في أنحاء العالم ببناء مدارس للبنات في دول إسلامية، ويعزز هذا الاعتقاد أيضا ارتباطها منذ عام 2010 بفرنسي مسلم من أصل جزائري يتكلم العربية، وأصغر منها بأكثر من 28 سنة، اسمه إبراهيم زيبات. كما أن مادونا وصفت القرآن الكريم في حوار مجلة "هاربرز بازار" بكتاب مقدس. تعرفت مادونا على إبراهيم حين كان بين راقصين تقدموا للمشاركة في أحد عروضها، وأثار إعجابها حين رأته يرقص في حفل الافتتاح، ومن وقتها نسجت معه ارتباطا عاطفيا، بمتابعة شبه يومية من وسائل الإعلام التي سمت الشاب toy boy أو "الفتى اللعبة" بسب فارق السن. إبراهيم قال عن مادونا لصحيفة "صن" البريطانية قبل عام إنه "برغم كونها نجمة عالمية، إلا أنها إنسانة متواضعة، وهي امرأة كبقية النساء.. هي فنانة مذهلة وشهرتها عالمية، لكنها فوق كل شيء مجرد امرأة" متجاهلا أنها تملك أيضا ما يسيل لعاب المشاهير، وهي ثروة قدرتها مجلة "فوربس" الأميركية بحوالي مليار دولار. لكن المال لم يساعد مادونا على امتلاك الأهم، وهو التناسق الروحي، فمع أنها مسيحية من الكاثوليك ووالدها كان متدينا، إلا أنها لم ترث منه إيمانه الروحي بما يكفي على ما يبدو، لذلك قالت لصحيفة "الصن" إنها لم تعثر على أجوبة كثيرة عما يختلج فيها من تساؤلات، وإنها أبحرت في عالم الروحانيات بحثا عما يريحها، فمارست اليوجا، ودرست البوذية، حتى وفن الحروب. وكشفت الفنانة بأنها لجأت منذ 2004 إلى "كابالا" اليهود، وهو تصوّف "قادها إليه بحثها الروحاني الطويل. تأثرت بإبراهيم الذي يؤدي الصلوات الخمس، ولا يدخن، ولا يحتسي أي خمور، فلجأت إلى القرآن علها تجد فيه ما يجعلها ترتاح وتريح. تؤمن مادونا بأهمية دراسة جميع الكتب المقدسة ، عن ذلك تقول "صديقي لي من اليمن يقول لي دائما ، المسلم الجيد هو يهودي جيد، واليهودي الجيد هو مسيحي جيد ، وهكذا دواليك". في آخر مقابلة لها ، مع مجلة "هاربر بازار" ، وقالت "الناس جعلونة عصبية، وقد أفعل شيئا خطيرا ؟ وأصبحت أسأل نفسي أسئلة كثيرة، هذه الحالة دفعتني لأن أكون على علاقة جيدة مع الله".