قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان اليوم الخميس إن اعتداءات تعرض لها الصحفيون في اليمن بما فيها جريمة قتل لم تحل حتى الآن تهدد بتقويض التقدم في مجال الحريات الإعلامية في حين تجري الحكومة إصلاحات ديمقراطية. وأضافت المنظمة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها أن التهديدات والمضايقات والاعتداءات الجسدية والاختفاءات ومحاولات القتل من بين الهجمات التي أبلغ عنها الصحفيون والنشطاء المحليون ولم يدنها الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتولى هادي السلطة عقب احتجاجات شعبية أجبرت سلفه علي عبد الله صالح على التنحي في أواخر 2011. وبينما صار اليمنيون بصفة عامة يتمتعون بقدر أكبر من حرية التعبير منذ تولي هادي منصبه إلا أن تلك الحرية تآكلت جراء تصاعد التهديدات وأعمال العنف بحق وسائل الإعلام. وقال جو ستورك القائم بأعمال المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش "إخفاق الرئيس هادي في معالجة الاعتداءات على الصحفيين اليمنيين لا يقتصر أثره على حرمانهم من العدالة لكنه أيضا يزرع في الوسط الإعلامي ككل شعورا بالخوف من اعتداءات أكثر وأخطر." وأضاف "إذا كان للتقدم في مجال حرية التعبير أن يحدث أثرا حقيقيا ومستديما في المجتمع اليمني فإن على الحكومة أن تدين كافة الاعتداءات على الصحفيين وأن تحقق فيها باستفاضة وبما يضمن تقديم المسؤولين عنها للعدالة." وقال مسؤول حكومي إن الاعتداءات على الصحفيين تنفذها جماعات مسلحة لا صلة لها بالسلطات. وأضاف أن على وزارة الداخلية الاضطلاع بمسؤولية تقديم تلك الجماعات للعدالة. وقال راجح بادي مستشار رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة إن أوضاع الحريات ليست مثالية لكنها أفضل منها في عهد النظام السابق. وذكر تقرير هيومن رايتس ووتش أن مسؤولين يمنيين رفيعي المستوى قالوا للمنظمة في صنعاء في فبراير شباط إن انعدام الامن والاستقرار السياسي يظل التحدي الأكبر الذي يواجه الحكومة. وقال المسؤولون إن هذا يعوق جهودهم للتحقيق في الاعتداءات ليس على الصحفيين وحدهم بل أيضا على قوات الامن والوزراء. وقالت المنظمة إن عددا قليلا من المسؤولين اتهموا وسائل الإعلام اليمنية بالافتقار إلى المهنية والإضرار بعملية الانتقال السياسي في البلاد. وذكرت أنه في إحدى الحالات قتل الصحفي المعارض وجدي الشعبي (28 عاما) في منزله بمدينة عدن في فبراير شباط مع صديق له. وسمعت زوجة الشعبي طلقات نارية في الغرفة التي كان زوجها وصديقه يتحدثان فيها. ونقل تقرير المنظمة عن الزوجة قولها "رأيت رجلين في ثياب مدنية وسترات عسكرية ومعهما بنادق. رآني الرجلان وبدآ يطلقان النيران في اتجاهي لكنني تمكنت من الفرار إلى غرفة النوم واختبأت مع صغاري"، ولم يلق القبض على أحد في هذه القضية.