منع كرمان من دخول مصر ضربة لتنظيم الإخوان
- تاريخ الاضافة : 09 أغسطس 2013
- القراء : 3,805
- أرسل لصديق
- طباعة
القاهرة : علي الدميري
من البلد التعيس الذي كان سعيدا في يوم من الأيام ظهرت توكل كرمان .. الإخوانية التي أثارت المصريين بصفاقتها وشتائمها التي تبثها يوميا عبر موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر"، و"فيس بوك".
كرمان التي حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 2011 صدفة في محاولة مكشوفة من الغرب لتدويل القضية اليمنية، رغم افتقاد السيدة لأي مقومات حقيقية ، تركت بلدها "اليمن" البلد المثقل بالفقر، والجهل ، والإرهاب، والقوى المتناحرة التي يدعو بعضها إلى الانفصال .. للتفرغ لمهاجمة ثورة 30 يونيو ٢٠١٣ التي أسقط فيها المصريون بشجاعة التنظيم الذي تنتمي إليه .. "تنظيم الإخوان" .
"السمع والطاعة" المبدأ الغبي الذي يدين به الإخوان هو من حرك كرمان لاشك ، لتتدخل في شؤون دولة أخرى لا ترتبط بها بأي علاقة .فهي عضو حزب الإصلاح اليمني التابع للإخوان، وهو التنظيم الذي كان يطمح إلى تقسيم مصر، وإذلالها، وتحويلها إلى بلد صغير ضعيف في وهم فضفاض اسمه "الخلافة" . وهو التنظيم الذي ابتلى به اليمن كما ابتليت به بعض البلدان العربية .
الغريب أن كرمان بدأت تعليقاتها على الثورة المصرية بنقد الإخوان، بل مهاجمتهم . فكانت أول من أقر بفشل الجماعة في الحكم، ودعت مرسي للاستقالة، ودعت كذلك الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، إلى تعليق العمل بالدستور، وتشكيل مجلس رئاسي انتقالي من الحائزين على أكثر من 10% في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. ولكن بمجرد اندلاع ثورة 30 يونيو وسقوط حكم "الإخوان" تغير موقفها للنقيض، فبدأت في مهاجمة الحكومة المصرية الجديدة ، و"العسكر" وادعت أن ماتم في مصر في 30 يونيو "إنقلاب"
كرمان تناست أن رئيس اليمن الحالي عبد ربه منصور هادي، من العسكر الذين تهاجمهم الآن ، فهو نفسه وزير دفاع الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونائبه، وتناست أيضا أن بلدها أصبح ولاية أميركية بعد أن قامت الدول الكبرى بالضحك على الشعب اليمنى، وأقصت علي عبدالله صالح بموجب ماسمى بـ "السيناريو اليمني" وعينت رجلا مواليا لها، والدليل على ذلك العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأمريكية على الأراضي اليمنية، لاستهداف أعضاء من تنظيم القاعدة، والتي تعد انتهاكا واضحا للسيادة اليمنية، وكان آخرها مقتل ثمانية أشخاص بطائرة أميركية بدون طيار، بزعم انتمائهم لتنظيم "القاعدة".
وبمجرد نجاح المصريين في إسقاط مرسي وجماعته في ثورة 30 يونيو قلبت الآية ، وأظهرت عن وجهها القبيح ، فقالت : "ما حدث ويحدث انقلاب على الديمقراطية. أعترف أنني وقعت ضحية لمؤامرة كبيرة لم أكن أعرف أبعادها"، وحاولت إشعال الوقيعة بين الجيش والمصريين، قائلة إنها تبدي أسفها على "شباب 25 يناير، الذين تم اختزالهم بعد 30 يونيو ليؤدوا فقط دور كومبارس، في مشهد بائس يتحكم فيه العسكر بالقرار الكلي".
تغير آراء كرمان للنقيض من مهاجمة الإخوان إلى الدفاع عنهم وراءه لاشك علامة استفهام كبيرة . وهو ما أثار استغراب العديد من المتابعين، حتى في الصحافة اليمنية نفسها ، واتهمها البعض أنها حصلت على مقابل مادي لدعم الإخوان في موقفهم الصعب بعد هزيمتهم في أكبر دولة عربية .
وشنت القوى الوطنية المصرية حملة مضادة ضد كرمان ، واشتعلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات التي تسخر منها ومن مزاعمها ، من بينها "توكل كرمان زوجة يمنية بائسة وجدت نفسها فجأة في مظاهرة"، وأنشأ البعض مجموعة على موقع "فيس بوك" تطالب بسحب جائزة نوبل منها، وقام البعض الآخر بعمل عريضة على موقع "أفاز" لتجميع ١٠٠ ألف توقيع ، لتقديمها لإدارة جائزة نوبل في السويد مطالبة بسحب الجائزة منها .
ولكن كرمان بلغت بها الجرأة لتتحدى المصريين في عقر دارهم ، فأعلنت انها ستنضم إلى اعتصام "رابعة" لمساندة الرئيس المخلوع وجماعته التي قررت إثارة الفوضى بعد تهديدها السابق "مرسي أو الفوضى".
فرد عليها بعد النشطاء والاعلاميين منهم رئيس تحرير جريدة "الأسبوع" مصطفى بكري الذي توعدها، وقال لها "لو حضرت إلى مصر سوف نضربك بالقباقيب" في إشارة إلى واقعة تاريخية عندما ضرب المصريون شجرة الدر بالقباقيب.
وطالب البعض بفرض تأشيرة دخول، وموافقة أمنية مسبقة على اليمنيين عند دخول مصر . من هؤلاء الاعلامي حمدي قنديل الذي طلب العذر من اليمنيين لو طالب المصريون بذلك ، مؤكدا أن كرمان تسيء للعلاقة بين الشعبين.
وشرعت الإخوانية كرمان في تنفيذ تهديدها، وتوجهت إلى القاهرة، لتناصر التنظيم الإرهابي الذي تنتمي إليه، ولكنها تلقت صفعة قوية هي و"بشرى" ابنة الإخواني السوداني حسن الترابي في مطار القاهرة ، حيث تم منعها من الدخول، وترحيلها على نفس الطائرة .
كرمان صدمت بهذا الموقف الذي لم تتوقعه ، فهي تعلم جيدا سماحة المصريين ، وحرصهم على أن تكون بلادهم مفتوحة للجميع . ولكنها لم تعلم أن مصر الجديدة لن تسمح لأصحاب الفكر الضال بتجاوز الحدود.
وبدت كرمان في مطار القاهرة في قمة التوتر، وانعكس ذلك على ما قالته ومنه "كيف تمنعوني .. انا شخصية عالمية" ، وبعد أن استوعبت الصدمة توجهت على طائرة أخرى هي وصديقتها الإخوانية إلى دبي. فهناك فوجئت بموقف مماثل لما وجدته بالقاهرة، حيث قامت السلطات الإماراتية باحتجازها في مطار دبي، ومنعها من الدخول، وترحيلها على نفس الطائرة إلى صنعاء.
وانتقد في المقابل صحفيون يمنيون مواطنتهم اليمنية، وتبرأوا من موقفها ضد الثورة المصرية ، وأكدوا أنها نموذج يسيء لليمنيين أشد إساءة . واعتبر مراقبون خطوة منع الناشطة اليمنية ضربة لتنظيم الإخوان وإشارة إلى بدء مواجهة مصرية لهذا التنظيم داخل البلاد وخارجها.
الصورة : توكل كرمان في مطار صنعاء بعد منعها من دخول مصر وترحيلها على نفس الطائرة (الصحافة)