القاهرة: الصحافة في خطوة وصفت بالغباء الإعلاني طرحت مجموعة "بنيتون" الإيطالية للملابس حملة إعلانية تقدم صورا مزيفة مركبة لبعض الشخصيات العامة وهم يقبلون بعضهم البعض من الشفاة. الشركة ادعت أن حملتها هذه موجهة للتصدي لثقافة الكراهية . باعتبار أن الشخصين المتقابلين الذين وضعا في موضع التقبيل المخزي يمثل كل منهما تيار مضاد للآخر. من الصور التي نشرتها الحملة، وأثارت الاستياء. صورة البابا بنديكوس السادس عشر وهو يقبل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وصورة أخرى لشخصيات عامة وهي تقبل أخرى مثل الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي ظهر في إحدى الصور وهو يقبل الرئيس الصيني. ولكن بضغط من الفاتيكان أعلنت مجموعة بنيتون الايطالية أمس انها سحبت من حملتها الدعائية صورة مركبة يظهر فيها البابا بنديكتوس السادس عشر وهو يقبل شيخ الأزهر في القاهرة لكنها أبقت على صور أخرى بينها صورة قبلة بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل. وأعربت مجموعة الملابس الايطالية المعروفة بحملاتها الاستفزازية عن "أسفها لكون استخدام هذه الصورة قد جرح مشاعر المؤمنين" معلنة عن "سحب الصورة فورا من الحملة الدعائية"، وأعلن متحدث باسم المجموعة التي نشرت صورا مركبة يظهر فيها ايضا نيكولا ساركوزي يقبل انغيلا ميركل، ومحمود عباس يقبل بنيامين نتانياهو "نذكر بأن معنى هذه الحملة هو حصرا التصدي لثقافة الكراهية بكل أشكالها". وكان الفاتيكان هدد المجموعة "بتحرك أمام السلطات المختصة" منددا "بقلة احترام خطيرة للبابا، وبجرح مشاعر المؤمنين". وانتقد المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيدريكو لومباردي في بيان أيضا "الاستخدام غير المقبول لصورة الحبر الأعظم التي تم التلاعب بها، واستخدمت في إطار حملة دعائية لأغراض تجارية". وأوضح الفاتيكان أن "الصورة تشكل قلة احترام خطيرة للبابا وإهانة لمشاعر المؤمنين ودليلا واضحا على طريقة انتهاك أبسط قواعد الاحترام الواجب للشخص للفت الانتباه عبر الاستفزاز الإعلاني". وقد بثت مجموعة بنيتون صورة دعائية مركبة يظهر فيها البابا يقبل شيخ الأزهر السني احمد الطيب على فمه باسم مكافحة "الكراهية" مما اثار انتقاد الأوساط الكاثوليكية. وهذه الصور المركبة تدخل في إطار حملة دعائية جديدة لمجموعة بنيتون تحت عنوان "لا للكراهية" عرضها في باريس اليساندرو بنيتون نائب رئيس المجموعة، وكان يفترض أن تعلق في متاجر المجموعة في كافة أنحاء العالم. وقال اليساندرو بنيتون "انها صور رمزية تتضمن التماسة رجاء ساخرة واستفزازا بناء لتحفيز التفكير في الطريقة التي تمكن السياسة والإيمان والأفكار حتى لو كانت متعارضة ومختلفة من حمل الناس على الحوار والتأمل"، وصورة البابا وشيخ الأزهر رفعت لفترة وجيزة على يافطة من قبل أربعة شبان على جسر قرب الفاتيكان. وعرضت صورة أخرى مثيرة للصدمة أمام كاتدرائية ميلانو تظهر الرئيس الأميركي باراك أوباما يقبل نظيره الصيني هو جينتاو، وبعيد بث الصور على الانترنت في ايطاليا، طالبت جهات كاثوليكية بتعليق هذه الحملة الدعائية. وتساءل لوكا بورغوميو رئيس هيئة مشاهدي التلفزيون الكاثوليك الايطاليين "هل من المعقول ألا تتمكن بنيتون من تصميم إعلان أفضل من هذا؟". وتشمل الحملة الدعائية أيضا صورة لقبلة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبين ساركوزي وميركل، وبين أوباما والرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز. وكانت بنيتون ومصورها اوليفييرو توسكاني اشتهرا بصورهما المركبة الاستفزازية في التسعينات، ومن بينها صورة لراهبة شابة جذابة ترتدي ثوبا ابيض وهي تقبل كاهنا شابا يرتدي ثوبا كهنوتيا اسود. والمصور توسكاني ملتزم التوعية بقضايا الحرية الجنسية ومرضى الايدز وعموما مكافحة التمييز حيال المجموعات أو الأعراق أو الثقافة. والعلاقات بين البابا وشيخ الأزهر صعبة، خصوصا منذ أن عبر بنديكتوس السادس عشر عن تضامنه مع ضحايا الاعتداء الذي استهدف كنيسة القديسين في الأسكندرية، وأسفر عن 21 قتيلا في أول يناير الماضي، وقد اعتبر شيخ الزهر ذلك التضامن تدخلا في الشؤون المصرية.