أخر خبر |
في الوقت الذي كانت المظاهرات تعم العاصمة الفرنسية باريس اعتراضا على قانون يسمح للشواذ بالزواج ، أعلنت لجنة تحكيم مهرجان "كان" السينمائي الدولي بفوز فيلم يروي قصة سحاقيتين بجائزة السعفة الذهبية، وهو قرار يعكس التناقض الذي أصاب المجتمع الفرنسي حول هذه القضية.
الفيلم الفائز (حياة اديل) للمخرج الفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف كشيش يدور حول قصة حب جارفة بين امرأتين مثليتين، وقد اختير من بين 20 فيلما زاخرة بالمشاهد الجنسية والعنيفة والمأساوية تنافست على جائزة السعفة الذهبية إحدى أرفع الجوائز السينمائية بعد الأوسكار.
ورشح بعض النقاد الفيلم للفوز بالجائزة في الدورة السادسة والستين من مهرجان كان ولكنهم تشككوا فيما إذا كانت مشاهده الجنسية المثلية الصريحة ستثني لجنة التحكيم التي يقودها المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرج عن اختياره.
وفي خطوة غير معتادة قال سبيلبرج إن كشيش سيتقاسم الجائزة مع بطلتي فيلمه ليا سيدو وأديل اكزاخوبولوس نظرا لدورهما المحوري في نجاح الفيلم.
وقال سبيلبرج في مؤتمر صحفي "أعتقد أنه سيجذب الكثير من المشاهدين.. أرى أن هذا الفيلم يحمل رسالة قوية وإيجابية للغاية"، وأضاف "كان ذلك هو الاختيار الأمثل بين هاتين الممثلتين وهذا المخرج المذهل الواعي مرهف الحس"، وقال سبيلبرج إنه يؤيد زواج المثليين ولكنه قلل من شأن أي تلميح إلى أن الجائزة تروج لهذه القضية.
وقال مدير المهرجان تيري فيرمو إن الفيلم جاء في الوقت المناسب حيث نظم مئات الآلاف من المتظاهرين مسيرة في باريس اليوم الأحد احتجاجا على تقنين فرنسا لزواج المثليين مؤخرا.
وأبلغ فيرمو رويترز قائلا "كل من يعارض زواج المثليين أو إقامة علاقة حب بين شخصين من نفس الجنس يجب أن يشاهد الفيلم."
وعجز كشيش عن الكلام عندما صعد إلى خشبة المسرح لتسلم جائزته من الممثلة الأمريكية أوما ثورمان أمام جمهور يعج بالنجوم.
وعند تسلمه جائزة السعفة الذهبية وبجواره بطلتا الفيلم اكتفى كشيش بالقول "كما تعرفون دائما فاني... أحتاج دائما إلى بعض الوقت للتأمل قبل البدء. هذه عادتي. أعتذر"، وكشيش ممثل قام بأول أعماله الإخراجية في عام 2000.
وأهدى كشيش الجائزة إلى شباب تونس التي ولد فيها وأشاد بصمودهم في انتفاضات الربيع العربي واصفا إياهم بأنهم أناس "لا يريدن سوى العيش والكلام والحب بحرية."
وجاء في المركز الثاني الفيلم الكوميدي (داخل لوين ديفيس) للأخوين الأمريكيين كوين ليفوز بالجائزة الكبرى.
وذهبت جائزة أفضل ممثل للأمريكي بروس ديرن (76 عاما) عن دوره في فيلم (نبراسكا) للمخرج الكسندر باين والذي جسد فيه شخصية أب مسن مدمن للمشروبات الكحولية يقوم برحلة مع ابنه عبر منطقة الغرب الأوسط في الولايات المتحدة للحصول على جائزة يانصيب.
وفازت الممثلة الفرنسية برنيكي بيجو بجائزة أفضل ممثلة عن تجسيد شخصية الزوجة في الفيلم الدرامي (الماضي) للمخرج الإيراني أصغر فرهادي.
وكان المركز الثالث من نصيب فيلم (الولد سر أبيه) للمخرج الياباني كوري ايدا هيروكازو ليفوز بجائزة لجنة التحكيم بينما حصد المكسيكي أمات اسكلانت جائزة أفضل مخرج عن فيلم (هيلي) الذي يدور حول حرب عصابات المخدرات.
وانتقد نقاد ومتابعون منح الجائزة لفيلم وصف بـ "الإباحي" ، مؤكدين أن من معايير التقييم التي يجب مراعاتها في أي مهرجان البعد الأخلاقي،، مشيرين إلى أن منح الجائزة الأولى لمثل هذا الفيلم ترويج غير مباشر للشذوذ الذي لم يزل مرفوضا لدى غالبية من يعيشون على هذا الكوكب.
شاهد الصور :
لا توجد تعليقات مضافة