أخر خبر |
لم يشعر العديد من المواطنين المصريين بالطقوس والروحانيات الرمضانية التي تتميز بها البلاد بهذا الشهر، بسبب استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، رغم وجود رئيس منتخب للبلاد، محمد مرسي.
وبينما عبر بعض المواطنين ممن تحدثوا لموقع CNN بالعربية، خاصة بمنطقة "الحسين" الشعبية بوسط البلد، عن غضبهم من الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي وارتفاع أسعار السلع الرمضانية والتموينية، والانخفاض الحاد بقطاع السياحة، وبعض الأمور السياسية، فان البعض الآخر قال إن رمضان دائما لا يخلو من ظروف ومواقف حادة تأخذ بعض الوقت، ولكنها لا تؤثر في الشكل العام للشهر الكريم.
وقال محمد علي، الذي يعمل بأحد محلات العطارة، إن "أجواء رمضان لم تختلف عن العام الماضي كثيرا، فمنذ قيام الثورة والعمل متوقف، ولا يوجد زبائن، ولا يوجد أمل للتغيير، كما لن يكون هناك بالمستقبل."
وأضاف:"مرسي لن يعمل شيئا، وبشائر المائة يوم الأولى لمشروع النهضة لا تبشر بالخير،" متوقعا أن تقوم ثورة أخرى بعد انتهاء المائة يوم الأولى للرئيس المنتخب.
وعدد بعض ما يواجهه الرجل العادي في البلاد، مثل انقطاع التيار الكهربائي لأوقات كثيرة يوميا، وازدياد أزمة المرور بشكل غير معقول، فضلا عن عدم التعامل مع رئيس واحد، بل مع "مرشد جماعة الإخوان المسلمين ورجاله،" على حد تعبيره.
من جانبها، قالت هالة سالم، صاحبة محل لبيع الحلوة بخان الخليلي السياحي الشهير، "إن طقوس وروحانيات الشهر الكريم لدي المصريين، كما هي، وخاصة في منطقة الحسين، والتي يكون لها مذاقها الخاص المختلف عن أي مكان آخر في هذا الشهر من العام."
غير أن سالم اشتكت من ضعف عملها بسبب انخفاض عدد السائحين، مشيرة إلى أن هذا الأمر يؤثر على دخلها بنسبة 90 في المائة عما كان عليه قبل الثورة.
وذكرت أنها لم تكن من مؤيدي مرسي، ولكنها تتمنى التوفيق له بتحسين أحوال البلاد، وعودة حركة السياحة والسائحين مرة أخرى، حيث يتوقف أرزاق العاملين في المناطق الشعبية التي تستقطب السياح، مثل خان الخليلي والجمالية والصاغة والحسين، عليها.
أما رضا عبد العزيز، الذي يعمل بأحد البازارات السياحية، فقال إنه لم يشعر بفرحة المواطنين بقدوم شهر رمضان بمنطقة الحسين، بسبب انخفاض عدد الزائرين، الذين أصبحوا يقتصرون فقط على المصريين منذ رمضان الماضي، الأمر الذي يتسبب في انخفاض الدخل بشكل كبير.
ولفت عبد العزيز، والذي لم يتمكن من إكمال تعليمه بمعهد السياحة والفنادق، إلى ان المحلات خاوية من الزبائن، بسبب عدم وجود سياح أجانب، إذ تأتي الحافلات السياحية الكبيرة، والتي تتسع الواحدة منها لنحو 54 سائحا، ولا يخرج منها سوى ستة أفراد فقط.
وقال بـسلوب شعبي: "الناس عندها كبت.. سنتين في ثورة.. ومرسي محلش ولا ربط..والشرطة مش عاوزة تشتغل.. حتى مسلسلات رمضان مش نافعة، شكلها عامل زى أفلام السيما، وكل خمس دقايق إعلانات، مش عارف أشوف حاجة، إلا فرقة ناجب عطالله، أو شربات لوز، وذلك بالمقارنة مع برامج ومسلسلات زمان."
أما ـحمد إبراهيم، وهو سائق تاكسي، فظهر عليه الانفعال الشديد، وقال بأسلوب بسيط وشعبي: "رمضان بعهد مرسي (زفت)، ومكسبناش حاجة، ولا خدنا حاجة، ولا حاجة نافعة، ومن سيء لأسوأ."، وأضاف انه متعثر بدفع الإقساط، كما لا يستطيع العمل في ظل التكدس وزحمة المرور غير الطبيعية التي تتسبب في إهدار الوقت، منتقدا أيضا إفراج مرسي عن بعض المتشددين المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد وتركه لمعتقلي الثورة.
كما أشار إلى انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من أربع ساعات يوميا، حتى في أوقات السحور وصلاة الفجر أو أثناء الإفطار، في ظل الارتفاع الحاد بدرجة الحرارة، ما يدفعه للمبيت بشرفة المنزل، فضلا عن عدم التمكن من تشغيل مولدات المياه.
أما الحاج محمود إبراهيم، وهو متقاعد، فقال: "نحن نعيش أسوأ رمضان في حياتنا بسبب الانقطاع الدائم والمتكرر للتيار الكهربائي، فضلا عن ارتفاع سلع رمضان مثل اليميش وقمر الدين(الفاكهة المجففة)."
وعند سؤاله عما إذا كان الأمر ذاته يتكرر بعهد الرئيس السابق حسني مبارك أيضا في ظل ارتفاع درجة الحرارة، قال: "لم يكن بهذا الشكل، ولم يكن يستمر انقطاع الكهرباء لأكثر من نصف ساعة، ويعود بمجرد اتصال عبر الخط الساخن (الشكاوى)، المخصص لهذا الأمر."
وأشار إبراهيم إلى الاضطرابات الأمنية المنتشرة بالبلاد، وقال إن "بعض البلطجية قاموا بمهاجمته، ولم يحترموا شيبته وحصلوا على كل ما تبقى لديه من أموال.
وأضاف بأسلوب عاطفي وشعبي: "أنا طافح الدم فيها.. عليه العوض في مصر.. مش هتقوملها قومة، ومرسي بوظ الدنيا.. وضعيف الشخصية.. وينفذ تعليمات مرشد الإخوان، ومكتب الإرشاد."
هذه النظرة السلبية من بعض فقراء مصر ومحدودي الدخل اختلف معها البعض الآخر، حيث قال عمرو محمد، وهو معيد بكلية حاسبات ومعلومات، إن "رمضان هذا العام، في ظل وجود رئيس جديد اسمه محمد مرسي، لا يختلف عن رمضان زمن رئيس سابق اسمه حسني مبارك.. فالمصريون لهم طابع وطقوس خاصة برمضان بمختلف العصور، وتحت أي ظرف من الظروف."
وأضاف محمد: "رمضان دائما لا يخلو من ظروف ومواقف، تأخذ بعض الوقت ولكنها لا تؤثر في الشكل العام للشهر الكريم عند كل المصريين."
من جانبه، تساءل سليم علي حسن، وهو خريج كلية طب أسنان، عن "سر الهجوم على مرسي، وهو لم يتسلم السلطة إلا منذ 35 يوما فقط؟ لافتا إلى أن رمضان هو رمضان، وانقطاع الكهرباء كان يحدث بعهد حسني مبارك، وحتى قبل تسليم السلطة للرئيس المنتخب، والذي لم يحصل على صلاحياته كاملة حتى الآن."
ولفت حسن إلى الكم الهائل للمسلسلات الرمضانية، والتي تجاوز الإنفاق على إنتاجها حاجز مليار جنيه في ظل ظروف الثورة، إضافة إلى كم الحرية والإبداع و الصراحة بالكثير من المشاهد والبرامج الذي أتيح في ظل حكم الإخوان والسلفيين.
وقال حسن، إن شكوى بعض المواطنين سواء في الخدمات، مثل الكهرباء والغاز، والمياه والمحروقات والمطالب الفئوية والسياسية، تأتي في إطار الزخم السياسي الحاصل الآن في مصر من تشكيل حكومة جديدة، ومجلس رئاسي وعمل اللجنة الدستورية.
أما نهى عبد الفتاح، وهي مدرسة لغة انجليزية، فقالت: "رمضان هو رمضان، رغم أوضاع البلد والذي يتمثل في الحفلات والخيام والنوادي وسهرات أحياء الحسين، فضلا عن الطقوس الدينية المتمثلة في صلوات التراويح والفجر، والتي تزخر بها جميع المساجد المصرية من أقصاها إلى أقصاها."
غير أنها أشارت إلى وجود عدة مشكلات يعاني منها المواطن العادي، وتحتاج حل سريع، خاصة أزمة المرور والكهرباء وخاصة بالمناطق الفقيرة، حيث لا تستطيع الحكومة مثلا قطع التيار الكهربائي عن أحياء المهندسين (أحد الأحياء الراقية بالقاهرة)، في ظل ارتفاع درجة الحرارة مثلا بشكل دائم، مثلما يحدث بالمناطق الفقيرة.
لا توجد تعليقات مضافة