وقف تطور التصلب العصبي المتعدد .. للفئران



توصل باحثون أستراليون ، بعد اجراء دراسات على الفئران ، إلى طريقة جديدة لوقف تطور تلف الأعصاب الذي يجعل"التصلب العصبي المتعدد" مرضا مسببا للضعف والوهن.


يقول ستيفن بتراتوس ، الذي يقود فريق الباحثين التابع لجامعة موناش الأسترالية ، إنه على يقين من أن إجراء التجارب السريرية في غضون أقل من عقد من الزمان سيظهر فعالية طريقة العلاج الجديدة مع الإنسان.


تمكن فريق باحني ملبورن ، بالتعاون مع زملاء لهم في الولايات المتحدة وكندا ، من تحديد بروتين يدعى "سي.آر.ام.بي-2" الذي يكون معدلا في مرضى التصلب العصبي المتعدد.
ويعتقد الباحثون أن البروتين يتسبب في تلف الخلايا العصبية عندما يتفاعل مع بروتين معين آخر في الدماغ أو الحبل الشوكي أو الأعصاب البصرية.


وقد تمكن الباحثون من وقف كل من تعديل البروتين وتفاعله مع البروتينات الأخرى. وبتجريب العلاج الجيني الجديد على الفئران ، وجدوا أن تلف الأعصاب يمكن أن يتوقف.
يقول بتراتوس: "ما فعلناه هو أخذ ذلك الجين ، وجعله مقاوما للتلف ، ثم إعادته مجددا باستخدام آلية نقل فيروسية إلى الجهاز العصبي".


وأضاف: "ما اكتشفناه في تلك الفئران هو أنه عندما حاولنا استحداث المرض لم نر أي تلف في الخلايا العصبية أو الألياف العصبية".


لقي البحث ، الذي نشر في أحد عدد من مجلة "برين" الطبية ، ترحيبا من المدير التنفيذي لمؤسسة أبحاث التصلب العصبي المتعدد في أستراليا جيريمي رايت.


وقال رايت: "إنها واحدة من أكثر الانفراجات التي شهدناها إثارة... فهي تثبت ما يقوله العلم بشأن المرض - ألا وهو أن جهاز المناعة ينحرف قليلا عن طبيتعه ، ولا تكون جميع آليات التحكم الوراثي به في وضعها الصحيح"، وأضاف أن البحث ساعد في تفسير مدى فعالية العقاقير المستخدمة حاليا.


تزيد نسبة احتمال إصابة النساء بمرض التصلب العصبي المتعدد ثلاث مرات عن الرجال ، وهو مرض يعتقد أنه يحدث بسبب خلل في جهاز المناعة ليهاجم خلايا "المايلين" حول النهايات العصبية.


وتحاول العقاقير المستخدمة حاليا إضعاف جهاز المناعة بأكمله ومن ثم تضعف من هجماته. أما الانفراجة التي أحدثها بتراتوس فتنطوي على طريقة مختلفة.


يوضح رايت قائلا: "ذلك هو أول علاج نبدأ فيه في تحديد هجمات معينة على جزيئات معينة... إذ أننا نقوم بمنع الهجمات وليس بمحاولة إضعاف جهاز المناعة ، مما يعني أننا لا نضيع العلاج على بقية الجهاز المناعي".


قام بتراتوس أيضا بعمل أبحاث مماثلة حول ألزهايمر ، وهو مرض آخر من الأمراض العصبية التنكسية ، والذي وافقت السلطات المعنية على طريقة العلاج الجيني التي خضع فيها بعض المرضى في الولايات المتحدة لتجارب سريرية حول وسائل علاج جينية لمرض ألزهايمر.


إن ضمان موافقة السلطات يعني أن إجراء تجارب سريرية على مرضى التصلب العصبي المتعدد قد يبدأ في غضون أقل من عشر سنوات.


يقول بتراتوس: "إنه الشكل التطوري لمرض التصلب العصبي المتعدد الذي لا يستجيب إلا قليلا للغاية لأساليب العلاج التقليدية".


وأضاف:"إذا كنت تعاني من تلف محدود في الألياف العصبية(وتلقيت الجرعات اللازمة من العلاج عبر الحقن التي تتوقع أنها تشكل العلاج) فإنك لن تضع نهاية للتطور (تطور التلف). إنه تطور ينقلك من حالة القدرة على التنقل والحركة إلى الجلوس على كرسي متحرك"