بوتفليقه في الخريف : نرفض الربيع العربي




في تصريحات تكشف هلع الأنظمة الدكتاتورية من الثورة العربية، والخوف من أن يأتي عليها الدور، فينهض الشعب للحصول على حقوقه . بدأت بعض الأنظمة الدكتاتورية العربية في شن حملة "إعلامية" لتشويه الربيع العربي، والتقليل من منجزاته . بل والتأكيد على أن هذا الربيع لم يأتي على دوله إلا الخراب.


في الجزائر التي تعاني من حكم الجنرالات والتي يفتقر فيها الشعب إلى حكم ديمقراطي، وبعد تحرر أكبر دولتين مغاربيتين مجاورتين هما تونس وليبيا، والتحديات التي يفرضها ذلك  وصف رئيس الوزراء الجزائري والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي احمد اويحيى الربيع العربي بـ " الطوفان على العرب" الذي احتل العراق ودمر ليبيا وقسم السودان وهو اليوم يكسر مصر، وأوضح اويحيى في مهرجان انتخابي بالجزائر العاصمة أن "الهدف الوحيد" من الانتخابات التشريعية في العاشر من مايو هو "الحفاظ على استقرار الجزائر".


وانتقد اويحيى أمام حوالي ثلاثة آلاف شخص في قاعة حرشة الرياضية الذين يدعون الى "ربيع عربي في الجزائر" كما حدث في تونس ومصر وليبيا، وقال "هذا ليس ربيعا عربيا بل طوفان على العرب، والأمور تتضح كل يوم"، متحدثا عن "احتلال العراق، وتدمير ليبيا، وتقسيم السودان ، وتكسير مصر"، وتابع "نقول للاشقاء العرب..عندما كنا نذبح لم تاتوا حتى لتعزيتنا، اذن لا تعطونا الدروس اليوم".


ودعا اويحيى الجزائريين الى التصويت بكثافة يوم العاشر من مايو للرد على نداءات المقاطعة و"لتبقى الجمهورية"، واشار اويحيى الى عباسي مدني رئيس الجبهة الاسلامية المحظورة والمقيم في الدوحة، قائلا "هو يتنعم في قطر ، وينادي الى مقاطعة الانتخابات"، وقال "يوم 10 مايو إما أن تجاوبوا الخارج، وإما ان يلوح الخارج بورقة الديمقراطية لتكسير الجمهورية".


وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليفة قد شكك منذ أسابيع في التطورات الحاصلة في المنطقة على مستوى الديمقراطية وحقوق الإنسان، واصفًا إياها بـ"الديمقراطية المستوردة"، وقال قبل أسابيع من الانتخابات التشريعية في البلاد: "إنَّ الشعب الجزائري على غرار كافة الشعوب المضطهدة يعلم أن التنمية والديمقراطية لا تأتيه من أية جهة خارجية كانت، بلغت ما بلغت من درجات التطور والديمقراطية، وما يحدث اليوم تحت ذريعة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان يبقى موضوعًا فيه ما يقال"، معتبرًا أنَّ الديمقراطية مثلها مثل التنمية لا تمنح هبة، ولا تستورد مصنعًا جاهزًا.


وأضاف: "إنَّ الإصلاحات، التي تَمّت مباشرتها خلال هذا العام من أجل مشاركة أكبر للنساء، والجامعيين والشباب، وحالات التنافي مع العهدة الانتخابية، وتحسين ظروف ممارسة الحقوق السياسية بتعديل قانون الانتخابات، وقانون الأحزاب والجمعيات، تصبّ كلها في اتجاه التعميق الجاري للمسار الديمقراطي".


وأشار الرئيس الجزائري إلى أنَّ بلاده على أبواب استحقاقات سياسية هامة تأتِي في ظل تحديات داخلية وخارجية حساسة"، مشيرًا إلى أنَّ الجزائر كانت دومًا متفاعلة مع حركة التاريخ، وأنَّها اليوم من البلدان السبّاقة في خوض تجربة ديمقراطية تعددية واسعة.