يسود هدوء حذر العاصمة المصرية القاهرة، بعد يوم من المواجهات بين آلاف المحتجين وقوات الجيش قرب مقر وزارة الدفاع في العباسبة شرقي المدينة، وقد فرض الجيش حظر التجول الليلة الماضية في المناطق المحيطة بمقر الوزارة، بعد ان تمكنت قواته من تفريق آلاف المتظاهرين الذين اشتبكوا لساعات مع قوات الأمن
واعلنت وزارة الصحة المصرية أن جنديا كان من بين اثنين قتلا من جراء المواجهات التي استخدم فيها الرصاص والحجارة والغازات المسيلة للدموع بينما اصيب اكثر من ثلاثمائة شخص.
كما أعلن الجيش عن اعتقال العشرات بتهم الاعتداء على أفراد القوات المسلحة المكلفين بتأمين المنشآت العسكرية في العباسية وشارع الخليفة المأمون.
وبدأت الاشتباكات حينما حاول بعض المتظاهرين تسلق الاسلاك الشائكة التي تحيط بمقر وزراة الدفاع وتفصل بين الجانبين.
واتهم المتظاهرون الذين خرجوا أمس الجمعة المجلس العسكري بتدبير هجوم استهدف الاعتصام منذ أيام وخلّف نحو عشرين قتيلا. كما اتهم القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي المجلس العسكري بالفشل في إدارة شؤون البلاد.
وقد أمرت النيابة العسكرية في مصر بحبس 300 من المعتقلين الذين ألقي القبض عليهم خلال أحداث العباسية أمس الجمعة خمسة عشر يوما على ذمة التحقيقات، حسبما قالت مصادر حقوقية لبي بي سي.
ووجهت النيابة تهمة التجمهر ومحاولة اقتحام منشآت عسكرية، ومحاولة منع القوات المسلحة من أداء دورها، حسبما أفاد مصطفى شرارة المحامي الذي حضر التحقيقات، مؤكدا أن عدد المعتقلين الذين حققت معهم النيابة في حضوره خمسة وثلاثين، وأوضح أن هناك أعداد أخرى من المتهمين تم التحقيق معهم في ذات البناية.
وقال محمد عبد العزيز المحامي إن إجمالي عدد المتهمين الذين أمرت النيابة بحبسهم 179 شخصا، وقال شرارة إن من بين المعتقلين ثلاث عشرة فتاة، وأمرت النيابة العسكرية بحبسهن في سجن القناطر على ذمة التحقيقات، بينما أمرت بالإفراج عن قاصر وتسليمها لذويها.
وأمرت نيابة شرق القاهرة العسكرية بضبط وإحضار عدد من الناشطين منهم خيرت الشاطر وحازم أبو اسماعيل ونوارة نجم وأسماء محفوظ للتحقيق معهم بتهمة التحريض على أحداث العباسية.
وقد أثارت مواجهات الشوارع الشرسة المخاوف من ان تكتنف موجة جديدة من العنف انتخابات الرئاسة التي ستعقد في 23 و24 مايو الجاري.