أدارت جماعة الأخوان المسلمين الة حملة انتخابية هائلة في سعيها للفوز بانتخابات الرئاسة المصرية، لكنها تبذل جهودا مضنية لكسب الأصوات بعدما شابت صورتها بعض الشوائب إلى جانب كون مرشحها محمد مرسي لا يتمتع بقبول واسع.
وفي بعض الأحيان بدا مرسي (60 عاما) وهو مهندس مرتبكا في عيون بعض العامة منذ دخل السباق بعد استبعاد المرشح الرئيسي للجماعة خيرت الشاطر. ويقول منتقدو مرسي انه يفتقر للشخصية الجذابة.
وتحاول الجماعة التغلب على مشكلة أوسع تواجه صورتها حيث يتعرض الاخوان لانتقادات شديدة من اخرين بشأن تعامل الحركة مع الحكم العسكري المستمر منذ 14 شهرا منذ تسلم المجلس الاعلى للقوات المسلحة السلطة من الرئيس السابق حسني مبارك.
وعقب صلاة الجمعة انتشر نشطاء من الجماعة خارج احد مساجد القاهرة يوزعون منشورات لحملة مرسي مرفقة بورقة تحاول تفنيد الاتهامات الموجهة للجماعة ومن بينها أنها نقضت وعودها وأنها تسعى للهيمنة على الحياة العامة.
وقال عصام خليل أحد المنظمين في حملة للجماعة "نرى أن شعبيتنا تراجعت قليلا. لكننا في سبيلنا لاستعادتها"، واضاف "لدينا مجموعة من النشطاء انتشروا بالشارع يقابلون الناس وينظمون اجتماعات ومسيرات ويعرضون فيديوهات في الساحات"، ومضى يقول "الامور تتحسن يوميا..
وتشير استطلاعات الرأي المتاحة الى تأخر مرسي وراء مرشحين اخرين بينهم الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى والمرشح الاسلامي المستقل عبد المنعم أبو الفتوح الذي انفصل عن الجماعة العام الماضي لخوض الانتخابات.
وتعكس تلك الاستطلاعات حجم التحدي الذي يواجه الجماعة في الوقت الذي تسعى فيه لتكرار المكاسب التي حققتها في الانتخابات البرلمانية في وقت سابق هذا العام حيث فازت بنحو نصف المقاعد وتحقيق مكاسب في السلطة التنفيذية من خلال انتخابات الرئاسة التي ستجرى يومي 23 و24 مايو.
ويعتقد بعض المعلقين أن فرصة الجماعة ضئيلة بعدما طرحت مرشحا يقول كثيرون انه لا يتمتع بقبول يذكر خارج نطاق أعضاء الجماعة في وقت تكافح فيه الجماعة أيضا مفاهيم سلبية لدى جمهور الناخبين الاوسع.
ويواجه مرسي انتقادات تتهمه بالفظاظة وأحيانا بالافتقار الى الرؤية الواضحة في خطاباته العامة كما وصف بأنه موظف في الاخوان أكثر منه شخصية ذات رؤية.
وتعتمد أحاديثه بكثافة على مرجعيات دينية تعكس مسوغاته المحافظة. لكنه فشل في كسب تأييد حزب النور السلفي الذي أيد منافسه ابو الفتوح.
لكن الجماعة تقول انها ما زالت داخل السباق. وأصبحت حملة مرسي بدرجة كبيرة جهدا جماعيا يبعث برسالة مفادها أن حركة تخوض هذه الانتخابات وليس مجرد فرد. وشعارها هو "نهضة مصرية بمرجعية اسلامية".
ويقول قادة الجماعة ان استطلاعات الرأي في هذه الديمقراطية الوليدة لا يمكن الوثوق فيها. ويشيرون أيضا الى أن الحركة التي يبلغ عمرها 84 عاما تتمتع بانتشار سياسي أعمق مما يتمتع به منافسوها وان كثيرا من الناخبين لم يحسموا قرارهم حتى الان.
وقال عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة على هامش تجمع حاشد لها في القاهرة ان الاراء تتغير من يوم لاخر، واضاف أن قوة مرسي تكمن في أن حزبا قويا يدعمه.
وجاء قرار الجماعة بخوض السباق الرئاسي متأخرا للغاية. وكان القرار محور نقاش طويل داخل مجلس شورى الجماعة واعتمد بأغلبية بسيطة للغاية. وبعد صدور قرار خوض الانتخابات ايدت أغلبية كبيرة الشاطر ليكون مرشحها. الا أن لجنة الانتخابات استبعدته بسبب ادانته جنائيا في قضية خلال عهد مبارك.
وظهرت مصادر القوة والضعف لدى حملة مرسي هذا الاسبوع عندما دشنت جماعة الاخوان المرحلة الاخيرة من حملتها بحشد كبير في مدينة المحلة الكبرى الصناعية في دلتا النيل شمالي القاهرة.
وامتلا الاستاد الرياضي في المدينة بالاف المؤيدين الذين ارتدى كثيرون منهم قمصانا عليها صورة مرسي. وشكل مئات النشطاء صفوفا للسيطرة على الحشد. وكان هذا استعراضا للقوة التنظيمية يفسر الاداء الجيد للغاية للجماعة في الانتخابات البرلمانية.
ولوح انصار الجماعة بعلمها الاخضر وعلم مصر مع ارتفاع الاصوات بالتكبير ليصل الهتاف ذروته مع صعود مرسي الى المنصة بصحبة محمد بديع المرشد العام للجماعة، وكال بديع الثناء على مرسي في كلمته ووصفه بأنه خريج حضانة الاخوان.
ومن جانبه قدم مرسي نفسه على أنه زاهد في المنصب. وقال مخاطبا الحاضرين انه يسمع ويطيع رأي الجماعة حتى وان كان هذا ضد رغبته مضيفا أنه ماض في هذا الطريق ارضاء لله وبدافع الخوف على الامة وعلى الشعب.
الا أنه وعند هذه اللحظة كان المئات من الحاضرين يتدفقون خارجين من البوابات مفضلين مواجهة الزحام على الاستماع للرجل الذي يسعى ليكون رئيس مصر القادم.
وخارج الاستاد أوضحت مظاهرة مناهضة للاخوان المشكلة التي تواجهها الجماعة في العلاقات العامة.
وعلى الطريق الى داخل مدينة المحلة بدت علامات تشير الى أنه لا يزال يتعين على الجماعة بذل المزيد من الجهد.
واستقبل أنصار الجماعة الذين اصطفوا لعدة كيلومترات على طول الطريق حملة للنشطاء المؤيدين لمرسي الذين حملت سياراتهم ملصقات حملته الدعائية. غير أنه كانت هناك معارضة أيضا حيث كتب على لافتة علقت بين عمودي انارة "الاخوان كاذبون".