حلم عادل إمام : السفارة الإسرائيلية تركت العمارة


في تطور جديد لقصة السفارة الإسرائيلية التي افتتحت في القاهرة بموجب معاهدة كامب ديفيد عام 1979 أنزل العلم الإسرائيلي أمس من أعلى المبنى الذي كان موقعا لها على نيل القاهرة، بعد أن أغلقت إسرائيل موقعها بالضبة والمفتاح.


وبذلك تحقق بذلك حلم النجم المصري عادل إمام الذي قام عام 2005 ببطولة فيلم "السفارة في العمارة" والذي طالب فيه بإزالة سفارة إسرائيل من عمارته ، بسبب القلق الذي يعبش فيه هو ولاقي السكان بسبب تواجد مثل هذه السفارة.


وكانت إسرائيل قد طلبت من مصر رسميا الإذن بإرسال جميع محتويات سفارتها في القاهرة إلى إسرائي، وقالت مصادر بوزارة الخارجية المصرية ومطار القاهرة، إن إسرائيل طلبت من مصر إذنا بإرسال طائرات لنقل محتويات سفارتها في القاهرة.


ونقل عن مصادر مسؤولة بمطار القاهرة الدولي قولها، إن السفير الإسرائيلي يعقوب أميتاي أنهى إجراءات سفره علي الطائرة المتجهة إلى تل أبيب، يرافقه طاقم السفارة الذي يتكون من تسعة أفراد، بينهم القنصل ديفيد أيالون.


وأضافت المصادر أن طائرتين عسكريتين إسرائيليتين أقلعتا من مطار القاهرة، في طريقهما إلى تل أبيب، وعلى متنهما محتويات مقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بعد إخلائه.


وجاءت هذه الخطوة بعد مرور ستة أشهر على واقعة اقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة من قبل متظاهرين حطموا الجدار الذي بنته السلطات المصرية لحماية السفارة، وأنزلوا العلم الإسرائيلي، وتم اقتحام مكتب ملحق بالسفارة وبعثرة محتوياته، وذلك بعد قتل إسرائيل لستة جنود مصريين على الحدود المصرية الإسرائيلية في أغسطس الماضي خلال مطاردتها لمصريين هاجموا بعض جنودها وقتلوا منهم بعضهم، واضطر السفير الإسرائيلي حينئذ إلى الخروج من مصر.


وحدث ذلك أيضا بعد أسبوع من إصدار لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب  بيانا طالبت فيه بطرد السفير الإسرائيلي، واستدعاء السفر المصري في تل أبيب، ووقف تصدير الغاز إلى إسرائيل، ومراجعة كافة الاتفاقيات المصرية الإسرائيلية، ردا على اعتداء إسرائيل الأخير على غزة الذي أوقع قتلى وإصابات.


وأصبح السفير الإسرائيلي يأتي للقاهرة مرة واحدة أسبوعيا، كل اثنين ويعود لبلاده الخميس من نفس الأسبوع بالطائرة، لعدم عثوره على سكن حتى الآن حيث يقيم وقت زيارته بأحد الفنادق.


واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة تعكس تدهورا في العلاقات بين البلدين منذ الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في الحادي عشر من شهر فبراير قبل الماضي.


واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن قيام السفارة بنقل محتوياتها من القاهرة إلى إسرائيل بعد ستة أشهر من الهجوم على مقرها, يشير إلى احتمال أن تظل تل أبيب بلا سفارة في مصر لفترة طويلة، خاصة أنه لم يتم العثور حتى الآن على مقر جديد تتوافر فيه المواصفات التي يريدها رجال المخابرات.


ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان، قوله: " أزلنا محتويات مبنى السفارة القديم بالتنسيق مع السلطات المصرية"، وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ايغال بالمور إن "إسرائيل قررت عدم العودة إلى مقر السفارة القديم .. نحن نبحث عن مكان جديد، وفي نفس الوقت تم نقل محتويات السفارة حتى إيجاد مقر جديد، لان هذا الأمر سوف يستغرق بعض الوقت.. فالأمر معقد للبحث عن مكان جديد للسفارة، فالمقر الجديد يجب أن تتوافر فيه العديد من الاحتياجات، من بينها سهولة الوصول وتأمينه بشكل جيد، مضيفا: "إنها تأخذ وقتا..إنها ليست سهلة كما هو الحال في المكان القديم"، وهو ما يشير إلى أن إسرائيل لن يكون لها مقر جديد في مصر الجديدة.


وكشفت صحيفة " معاريف " عن مؤشرات لبوادر أزمة دبلوماسية في العلاقات المصرية – "الإسرائيلية" وذلك على خلفية نقل محتويات السفارة "الإسرائيلية" بالقاهرة إلى تل أبيب.


وأشارت الصحيفة إلى أن إخلاء مبنى السفارة "الإسرائيلية" من المحتويات تؤكد على تدهور العلاقات بين البلدين، وأضافت أنه رغم كل هذه الدلائل إلا أن مصادر "إسرائيلية" رسمية تحاول إخفاء ذلك من خلال التأكيد على عدم وجود أي تغير في العلاقات بين البلدين.


وكانت صفحة على فس بوك قد ظهرت مؤخرا باسم "نعم لإغلاق السفارة الإسرائيلية بالقاهرة"، بلغ عدد معجبيها عدة آلاف


غير أن مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون المراسم السفير أشرف الخولي، وصف الخطوة بأنها إجراء روتيني لا صلة له بالعلاقات الثنائية، داعياً إلى عدم تهويل الأمر وإعطائه أكبر من حجمه، وفق ما نقلته عنه وكالة يو بي آي.