أظهرت تحقيقات أولية أن المشتبه في قيامه بمهاجمة المدرسة اليهودية في مدينة تولوز الفرنسية، فرنسي مسلم من أصل جزائري، وأنه قام بهذا الهجوم وهجومين سابقين على جنود فرنسيين ردا على الاعتداء الإسرائيلي الأخير على غزة، وانتقاما من الجيش الفرنسي الذي يشارك في القوات الدولية العاملة في أفغانستان.
وقال محققون فرنسيون أن مرتكب الإعتداء على المدرسة اليهودية في مدينة تولوز هو الفرنسي المسلم من أصول جزائرية محمد مراح وعمره 24 عاما، وأن المتهم أعلن انتماءه لتنظيم القاعدة، وأنه قام بهجومه والهجومين السابقين على جنود فرنسيين انتقاما للاعتداء الإسرائيلي على غزة، وانتقاما أيضا من الجيش الفرنسي الذي يشارك في القوات الدولية العاملة في أفغانستان.
وكان مجهول قد هاجم أول من أمس مدرسة يهودية دينية، فقتل ثلاثة أطفال إضافة إلى حاخام، وتسبب الحادث في استنفار في الشرطة الفرنسية ، خاصة بعد اعتداءين سابقين على جنود فرنسيين في حادثتين منفصلتين، تسببا في مقتل جنديين فرنسيين من أصل مغاربي، وجندي فرنسي ثالث. وقالت الشرطة أن المهاجم في الوقائع الثلاث واحد، وأنه كان ينفذ اعتداءاته وهو يستقل دراجة نارية.
وفي المقابل عبر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عن رفضه المتاجرة بالقضية الفلسطينية، والقيام بأعمال إرهابية باسمها، وهي التصري الذي أشادت به إسرائيل، وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لمسؤولين من منظمة يهودية إن المسلح الذي قتل سبعة أشخاص بالرصاص في فرنسا كان يعد لشن هجوم جديد اليوم .
وقالت نيكول يارديني ، المسؤولة بالمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية الفرنسية ، في حوار هاتفي مع قناة "بي.اف.ام" التلفزيونية الفرنسية عقب اجتماعه مع الرئيس الفرنسي ، إن ساركوزي أشار إلى أن هذا المسلح "كان يخطط للقتل صباح اليوم".
وأضافت يارديني أن ساركوزي لم يحدد من الذي كان يستهدفه المسلح ! ، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مطلع على التحقيق ، رفض ذكر اسمه، القول إن المسلح كان يخطط لاستهداف جندي.
وأشار العديد من وسائل الإعلام إلى أنه تم العثور على متفجرات في سيارة تخص شقيق الشخص المشتبه بتنفيذه حوادث إطلاق النار.
كانت قناة "بي.إف.إم" الإخبارية قالت في وقت سابق اليوم إن الشرطة ألقت القبض على المشتبه به ، وذلك بعد 11 ساعة من محاصرته في منزل بمدينة تولوز جنوب غرب البلاد. غير أن وزير الداخلية الفرنسي كلود جيان نفى ما نشر من تقارير حول اعتقال المشتبه به، وذكرت تقارير أن عناصر من الشرطة تحاصر منزله، وتتفاوض معه لتسليم نفسه.
ويعتقد أن الرجل ، الذي تردد أنه فرنسي من أصول جزائرية ، هو منفذ هجوم إطلاق النار الذي شهدته مدرسة يهودية أمس الأول الاثنين والذي أسفر عن مقتل معلم دين وثلاثة أطفال ، كما يشتبه بأنه مرتكب هجومين أسفرا عن مقتل ثلاثة جنود في تولوز ومدينة مونتوبان المجاورة الأسبوع الماضي.
وكانت مسؤولة العلاقات الخارجية بالإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قد أثارت الغضب في إسرائيل عندما تحدثت عن واقعة الهجوم على المدرسة اليهودية ، وضربت مثلا بوقائع أخرى سقط فيها أطفال، واستشهدت في نفس السياق بالأطفال الذين يسقطون في غزة، وفي سوريا، في إشارة ضمنية إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين توقع أيضا ضحايا من الأطفال.
وقد استغل بعض رجال اليمين المتطرف في السياسة الفرنسية الحادثة، وطالبوا بوقف المهاجرين إلى فرنسا، وتعهد الرئيس الفرنسي ساركوزي هو أيضا بتخفيض المهاجرين بفرنسا إلى النصف، وذلك حتى يكسب اليمين المتطرف خاصة وأن الانتخابات الفرنسية ستتم بعد شهرين.
وعبر مراقبون عن خوفهم من أن يكون لهذا الحادث إنعكاسات على الجالية المسلمة في فرنسا، والتي يقدر عددها بأكثر من خمسة ملايين مسلم.