تصريحات أشتون حول قتل الأطفال صفعة لإسرائيل




في خطوة تدل على أن الغرب بدأ ينظر للصراع العربي الإسرائيلي بمنظور واحد بعد سنوات طويلة من الكيل بمكيالين، قارنت مسؤولة العلاقات الخارجية بالإتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بين هجوم إسرائيل الأخير على غزة والذي أوقع قتلى وإصابات، وبين الهجوم الذي وقع أمس على مدرسة يهودية في مدينة تولوز الفرنسية وأوقع قتلى وإصابات.


وجاءت المقارنة بمثابة صفعة على وجه إسرائيل، فالمقارنة تعني أن كلا الواقعتين جريمة، وأن إسرائيل دولة قاتلة للأطفال، وأعلنت الحكومة الإسرائيلية عن غضبها الشديد بسبب تصريحات كاترين أشتون عن حادثة مدينة تولوز الفرنسية، وقتل فيها أطفال بسبب إشارتها في هذه التصريحات إلى أحداث غزة.


واستنكر وزير الدفاع ايهود باراك بشدة التصريحات التي أدلت بها اشتون، والتي قارنت فيها بين الاعتداء في المدرسة اليهودية بمدينة تولوز، وحوادث أخرى قتل فيها أطفال بما في ذلك أحداث وقعت في سورية، وقطاع غزة.


وأوضح باراك أن هذه المقارنة "مثيرة للسخط وبعيدة عن الواقع"، مشددا على
أن الجيش الإسرائيلي في غزة "يلتزم أكبر درجات الحذر للحيلولة دون فقدان أبرياء لحياتهم" ، ودعا اشتون إلى مراجعة هذه التصريحات.


ووصف افيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي تصريحات اشتون بأنها "غير مناسبة"، مؤكدا أن الأطفال الذين كان يجب على اشتون أن تذكرهم هم "أطفال جنوب إسرائيل الذين يعيشون في ظل خوف دائم من هجمات الصواريخ المنطلقة من غزة".


كانت اشتون قالت أمس على هامش اجتماع للشباب الفلسطينيين في بروكسل "عندما نفكر في ما حدث اليوم في تولوز، ونتذكر ما حدث في النرويج قبل عام،  وعندما نعرف ما يجري في سورية، وعندما نرى ما يحدث في غزة وفي مناطق أخرى من العالم فإننا نفكر في الشباب والأطفال الذين يلقون حتفهم".


وكان مجهول فتح النار أمس أمام مدرسة يهودية في تولوز جنوبي فرنسا فقتل أربعة أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال ومدرس دين، ووصف الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الهجوم على مدرسة يهودية في مدينة "تولوز"، والذي أسفر عن سقوط أربعة قتلى على الأقل، بأنه "مأساة وطنية"، داعياً إلى الوقوف دقيقة صمت في جميع المدارس بفرنسا، حداداً على أرواح الضحايا.


وشدد ساركوزي، الذي وصل إلى موقع الهجوم في المدينة الجنوبية، على "ضرورة اتخاذ كل ما يلزم من أجل القبض على القاتل"، وأعرب عن مواساته لأسر الضحايا الذين سقطوا نتيجة الهجوم، الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه بعد.


وقال الرئيس الفرنسي وفقا لموقع CNN : "بالطبع نقدم تعازينا إلى عائلات أولئك الضحايا.. إلى الأم التي فقدت زوجها واثنين من أبنائها في نفس اليوم، إلى مدير المدرسة الذي شاهد بعينيه فتيات صغيرات يلفظن أنفاسهن أمام عينيه".


وكانت محطة "بي إف إم" الشقيقة لـCNN قد ذكرت أن شخصاً مسلح، على متن دراجة، فتح النار على المدرسة، وولى هارباً، وأشارت إلى أن من بين القتلى طفلان، ولم تتوفر المزيد من التفاصيل بشأن الحادث.


وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الفرنسية، بير هنري برانديت: "إنها مأساة بشعة، يقال إن رجلاً وصل أمام المدرسة بعد الساعة الثامنة صباحاً، وفتح نيرانه على الأشخاص المتواجدين هناك"، بحسب القناة الفرنسية.


ويُعد هذا الهجوم هو الثالث من نوعه الذي يستهدف أقليات عرقية في نفس المنطقة، خلال الأيام العشرة الأخيرة، بينما لفتت منظمة "كريف" إلى أنه تم الإبلاغ عن 380 حادث مناهض للسامية وقع العام الفائت في فرنسا، حيث تتواجد أكبر جالية يهودية في أوروبا.


وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إيغال بالمور: "نتابع بصدمة الأنباء الواردة من فرنسا، ونثق في قدرة السلطات الفرنسية على الكشف عن هذه الجريمة وتقديم المنفذين للعدالة."


و أعرب الحاخام الأكبر للجالية اليهودية في فرنسا، جيل بيرنهايم، عن "صدمته" و"امتعاضه" من الحادث، وأكد أنه سيتوجه إلى مدرسة "أوزر هاتوره" الخاصة، للإطلاع على ملابسات الحادث.


وربطت السلطات الفرنسية بين هذا الحادث وحادثتين آخرتين وقعتا الأسبوع الماضي، عندما أطلق مسلح النار في موقعين على جنود فرنسيين فأوقع ثلاثة قتلى من أصول مغاربية وإصابة رابع، ، وأكدت أن الجاني في الحوادث الثلاثة واحد،  وأنه يقوم بجرائمه وهو يقود دراجة نارية.


ونددت السلطة الفلسطينية بالاعتداء، كما نددت به المنظمات الإسلامية الفرنسية. واستنكر الفاتيكان الحادث، كذلك فعل البيت الأبيض.