وضع جثمان البابا شنودة بكامل هيئته الكهنوتية على كرسيه اليوم حيث أديت الصلاة ، ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك فى حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومن المنتظر أن يظل الجثمان لمدة ثلاثة أيام، ليلقي عليه المشيعون الذين توافدوا من جميع أنحاء الجمهورية نظرة الوداع، ومن المنتظر تشييع الجثمان يوم الثلاثاء المقبل. ويفتح باب الترشح لمنصب البابا الجمعة المقبلة.
وتوفى البابا شنودة الثالث أمس عن عمر يناهز 89 عاما بعد صراع طويل مع المرض، وعبرت قطاعات عدة من الشعب المصري حزنهم على رحيل الفقيد الذي كان أحد رموز الحركة الوطنية المصرية، وكانت له مواقفه الوطنية المشهودة، منها رفض التدخل الأجنبي في شؤون الأقباط المصريين، ورفضه الحج إلى بيت المقدس إلا بعد تحريرها من الإسرائيليين، ودخوله القدس مع أخوانه المسلمين، ووقوفه مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وقد عرف الراحل بحكمته التي جنبت البلاد الكثير من الفتن، وهو صاحب العبارة المأثورة "مصر وطن يعيش فينا وليس وطنا نعيش فيه".
وبمجرد إعلان خبر وفاة البابا شنودة الثالث بطريرك الأسكندرية والكرازة المقدسة، بدأ النقاش حول خليفة البابا، ولكن النقاش تركز لى طريقة اختيار البطريرك الجديد.
وحسب "اللائحة" الكنسية يُنتخب بطريرك الأقباط من قبل المجمع المقدس الذي يبلغ عدد أعضائه 74 أسقفاً آنذاك.، وتنص اللائحة على أن المرشح لمنصب البابا يجب أن يكون راهباً، وألا يقل عمره عن 40 عاماً، ويكون قد أمضى 15 عاماً في الرهبنة، ولا يقل عدد المرشحين عن 5 ولا يزيد عن 7 ، وتشارك في انتخابهم مع المجمع فئة مختارة من الأقباط، من الأعيان، وكبار الموظفين، ورجال الدين.
ويبقى في المرحلة الأخيرة للانتخاب ثلاثة أسماء، وهم الذين حصلوا على أكثر الأصوات. أما المرحلة الأخيرة فتقوم بوضع الأسماء الثلاثة داخل صندوق في غرفة مظلمة، ويقوم طفل صغير باختيار أحد الأسماء حتى لو كان الأقل في عدد الأصوات، وهذا ما حدث مع البابا شنودة، حيث تم سحب اسمه بينما كان ترتيبه الثالث بعدد الأصوات التي نالها.
وهناك اعتراضات عديدة على هذه الطريقة فى انتخاب بطريرك الأقباط. ولكن البابا شنودة لم يرد إجراء أي تعديل في اللائحة حتى لا يُقال إنه أجرى تعديلاً على مقاس من يريده لخلافته.