دعت منظمات حقوقية الحكومة العراقية إلى "التحقيق، وتطبيق العدالة،" بحق المسؤولين عن حملة استهداف وترهيب واستخدام العنف ضد شباب عراقيين ينتمون إلى ثقافة "الإيمو"، وقالت كل من منظمة "هيومن رايتس ووتش،" و"العفو الدولية"، إن الاعتداءات تلك أدت إلى تهيئة أجواء من الرعب في أوساط الضحايا المحتملين للحملة.
وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش "لقد أسهمت الحكومة في تهيئة أجواء الخوف والذعر التي أسفرت عنها أعمال العنف ضد الإيمو.. على السلطات العراقية أن تفتح تحقيقاً شفافاً ومستقلاً للتصدي لهذه الأزمة".
وفي إنجلترا، تعتبر كلمة "إيمو" اختصاراً لكلمة "إيموشينال،" إشارة إلى مراهقين وشبان يستمعون إلى موسيقى "ألترناتيف روك" ، وعادة ما يرتدون ثياباً سوداء ضيقة، ويقصون شعرهم بطرق غير مألوفة.
وقد أثار مقتل عدد من الذين ينظر إليهم باعتبارهم من "مثليي" الجنس، أو من شباب "الإيمو" في العراق مخاوف من تعرض هذه الجماعات للاستهداف، وسط تلكؤ أو عدم قدرة الحكومة على توفير الحماية لهم، بحسب تقرير أعدته شبكة CNN.
وفي حين قال مسؤول بارز في وزارة الداخلية العراقية، رفض كشف هويته، إن 14 شخصاً، ينتمون إلى الفئتين، قتلوا في بغداد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، قدر ناشطون عدد الضحايا بالعشرات، بما قد يتجاوز مائة قتيل منذ فبراير الماضي.
وقال ناشطون إن معظم عمليات القتل وقعت في ضواح شيعية كمدينة الصدر، والشعلة، واستهدفت أشخاصا ينظر إليهم كـ"مثليي الجنس، أو "الإيمو" التي وصفتها الداخلية العراقية بالظاهرة الشيطانية.
وأوضح ناشط مثلي لـCNN قائلاً: "تلقيت منذ عشرة أيام رسالة من عناصر مسلحة تهددني، ليس بالقتل فحسب مثل 'الشاذين' الآخرين، بل بالتقطيع إرباً."
وعرض الناشط، الذي رفض كشف هويته لدواع أمنية، على الشبكة قائمة جرى توزيعها في ضاحية "مدينة الصدر" تحمل أسماء 33 شخصاً من "المثليين والإيمو" كأهداف محتملة.
وجاء في التعميم التحذيري، الذي لم يتسن للشبكة التأكد من صحته:" نحذر بشدة كل الفاسقين من الذكور والإناث، إذا لم تتوقفوا فوراً عن هذا الفعل القذر في غضون أربعة أيام، سيحل بكم عقاب الله على أيدي المجاهدين".
وزادت حوادث الاستهداف في أعقاب بيان أصدرته الداخلية العراقية الشهر الماضي قالت فيه إن الوزارة ترصد ظاهرة "الايمو" وتشن حملة للقضاء عليها، في تهديد كان له تأثير فوري بين أوساط الشباب في العاصمة بغداد.
وقال مراهق عرف نفسه باسم "كامل" للشبكة إنه قام بقص شعره لاستبعاد الشبهات عنه، مضيفاً: "لم أكن الوحيد الذي قام بذلك، فكل أصدقائي بالمدرسة قرروا تغيير تصفيف شعرهم وملابسهم، لتفادي الإلتباس وحتى لا يُعتقد بأنهم من الإيمو أو المثليين".
وشرح بأن مجموعة من الرجال، عرفوا أنفسهم بأنهم من شرطة المجتمع دخلوا فصله الدراسي قبل أسبوعين، ودعوا التلاميذ للكشف عن أندادهم من يتصرفون بغرابة، واستطرد: "للوهلة الأولى اعتقدنا أن الأمر يتعلق بالإرهاب، ولاحقاً عندما قدموا المزيد من التفاصيل، علمنا بأنهم يتحدثون عن الإيمو."