الإندبندنت : أميركا لم تعد قادر ة على الحروب

خصصت صحيفة الاندبندنت صفحتها الاولى لموضوع غير بريطاني، وعنوانه الرئيسي "اوباما: الولايات المتحدة لم تعد قادرة على خوض حروب العالم"، وفي تقرير لمراسلها في واشنطن تتوسع الصحيفة في تغطية الخطة التي اعلنها الرئيس الامريكي باراك اوباما لتقليص الجيش الامريكي.


وبعد حربي العراق وافغانستان في العقد الاول من القرن الحادي والعشرين، يقول اوباما ان بلاده لن تكون لديها الموارد لخوض حربين في آن واحد.


وتقضي الخطة الجديدة بتقليص القوات الامريكية بنحو نصف مليون فرد وستركز على مكافحة الارهاب ومواجهة تحديات صاعدة في اسيا بقيادة الصين، وتنقل الصحيفة قول اوباما: "نطوي صفحة عقد من الحروب" ويضيف ان بلاده تواجه الان "لحظة انتقالية".


وان كان اوباما اكد للاصدقاء والاعداء ان الولايات المتحدة ستحتفظ بقوة تضمن لها تفوقها على منافسيها، وتقول الصحيفة ان خفض القوات سيعني تقليل الوجود الامريكي في اوروبا وقوامه 80 الف فرد.


ويعني التحول في الاستراتيجية الامريكية بالتركيز على اسيا مواجهة صعود الصين كقوة عظمى عسكرية محتملة، وبالتالي تراجع التركيز الامريكي على اوروبا والشرق الاوسط.


وتشير الصحيفة الى ان احد اسباب خطة خفض القوات وتعديل الاستراتيجية العسكرية هو سبب مالي، فميزانية وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) المقترحة لعام 2013 المقررة بنحو 662 مليار دولار تفوق الميزانيات الدفاعية لاكبر 10 دول في العالم تلي الولايات المتحدة كقوى عسكرية.


الصحيفة التالية التي تنشر خبرا خارجيا على صفحتها الاولى، وان في ترتيب ثالث، هي الفاينانشيال تايمز ويتعلق بايران.، عنوان التقرير: "سيول وطوكيو تتجهان الى النفط السعودي لتقليل الاعتماد على ايران".


يقول التقرير ان اليابان وكوريا الجنوبية تبحثان عن موردين جدد للنفط لتقليل الواردات من ايران استجابة للضغوط الامريكية.


فقد اعلنت اكبر شركة مصافي تكرير في اليابان الخميس انها تجري محادثات مع السعودية وموردين اخرين للبحث عن بدائل نفطية.


وسيستغل وزير الخارجية الياباني كويشيرو جيمبا زيارته للشرق الاوسط كي "يمهد الطريق للحصول على مزيد من النفط من السعودية".


الا ان كوريا الجنوبية مترددة في الاستجابة الكاملة للضغوط الامريكية، وان اعلنت انها ستقلل وارداتها النفطية من ايران حسب ما ذكر تقرير الفاينانشيال تايمز، وتستورد كوريا الجنوبية 10 في المئة من احتياجاتها النفطية من ايران بينما تستورد اليابان 11 في المئة من احتياجاتها من ايران.


ويقوم وزير الخزانة الامريكي تيموثي غيثنر الاسبوع القادم بزيارة للصين واليابان لبحث تشديد العقوبات على ايران.


ورغم اتفاق دول الاتحاد الاوروبي على فرض حظر نفطي على ايران الا ان رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي قال ان بلاده تؤيد فقط حظرا تدريجيا لحماية مصالح نفطية لشركة ايني الايطالية بمليارات الدولارات.


وتنقل الصحيفة عن احد المحللين في سوق النفط قوله ان سعر برميل الخام قد يصل الى 150 دولار اذا نفذ الاوروبيون الحظر النفطي على ايران وتبعتهم دول اخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية.


في صفحة الرأي بالديلي تلغراف يتساءل كون كوفلين في عنوان مقال مطول: "هل يمكن لايران ان تغلق مضيق هرمز؟".


يستعرض الكاتب تطور القدرات العسكرية الايرانية منذ اخر محاولة قامت بها طهران لغلق المضيق الذي يمر عبره اكثر من ثلث صادرات النفط في العالم.


ويقول ان القدرة العسكرية الايرانية تطورت كثيرا عن ايام المحاولة السابقة في الثمانينيات التي قامت بها ايران بسبب مساعدة امريكا والغرب لصدام حسين في حربه مع ايران.


ووقتها استخدمت ايران الالغام البحرية والقوارب المطاطية للحرس الثوري في محاولة لوقف الملاحة في المضيق الا ان القوة العسكرية الامريكية المتمثلة في الاسطول الخامس وقيادته في البحرين تمكنت من افشال المحاولة الايرانية.


انما الان لدى ايران صواريخ يمكنها استخدامها، كذلك الطائرات المائية التي يمكن ان تغير على السفن في الممر المائي الهام.


ويشير ايضا الى قرب الانتخابات البرلمانية في ايران والتي يرى انها قد تدفع قادة ايران الى التصعيد مع الغرب.


لكن كوفلين يقول ان الايرانيين يدركون جيدا انه مهما كانت قوتهم فلا يمكن ان تضاهي القوة الامريكية، وان حاملة طائرات امريكية توازي كافة القوة الجوية الايرانية.


ويذهب كوفلين الى القول انه حتى لو تمكنت ايران من تطوير راس نووية تضعها على صاروخ فالارجح ان الصواريخ الامريكية المضادة للصواريخ والمنتشرة في الخليج يمكن ان تسقط الصاروخ الايراني لدى اطلاقه، مع ذلك لا يمكن التقليل من اهمية التهديد الايراني بغلق المضيق اذا تعرضت ايران لعقوبات اشد


ويقول الكاتب ان تعطيل الملاحة عبر المضيق لعدة ايام يمكن ان يؤدي الى ارتفاع اسعار النفط بمقدار النصف على الاقل.


ويشير الى ان الوضع الاقتصادي المتردي في اوروبا وامريكا ربما يكون التهديد الاكبر للغرب مع الوضع الكارثي الناجم عن ارتفاع اسعار النفط في حال تهديد الملاحة عبر مضيق هرمز.


تخصص الاندبندنت احدى افتتاحياتها بعنوان "تصعيد مثير لقلق حول ايران"، تقول افتتاحية الصحيفة ان الجدل بشأن البرنامج النووي لايران مستمر منذ زمن حتى كاد ان يكون سمة اساسية في الدبلوماسية الدولية. الا ان التصعيد بدأ بتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية نهاية العام الماضي حول سعي ايران لتطوير سلاح نووي، عكس ما تقوله ايران عن سلمية برنامجها النووي، ومع تصعيد العقوبات الامريكية والاوروبية، زادت حدة التهديدات التي يمكن ان تقود الى تفجر صراع مسلح.


وتضيف الاندبندنت ان اسرائيل طرف ثالث في الصراع بين ايران والغرب لانها ترى انه اذا لم يتصرف العالم حيال برنامج ايران النووي فانها ستعمل منفردة.


وتقول الصحيفة ان ما يضيف الى التوتر ان هذا العام يشهد انتخابات برلمانية ايرانية ترى ان التنافس فيها سيكون بين المتشددين والاكثر تشددا، وكذلك انتخابات رئاسية امريكية يزايد فيها أي مرشح جمهوري على الرئيس الديموقراطي في موضوع ايران.


لكن الاندبندنت تميل الى موقف ادراة اوباما بشأن ايران، وتخلص في نهاية الافتتاحية الى ان التهديدات الايرانية لا تعدو كونها تعبيرا عن الاحباط بسبب تاثير العقوبات الواضح.