الشابة موناليزا عبده (19 عاما) حالة فريدة من نوعها في إسرائيل لا بسبب اسمها غير المألوف فحسب، لكن لأنها تطوعت للخدمة في صفوف الجيش الإسرائيلي رغم أنها فلسطينية من عرب إسرائيل.
تنتمي موناليزا إلى اسرة مسيحية من عرب إسرائيل تعيش في مدينة حيفا، ولم تكتف بالتطوع للخدمة العسكرية بل ناضلت للالتحاق بسلاح المشاة والانضمام إلى وحدة مقاتلة.
ويخضع القانون الإسرائيلي كل من يبلغ سن الثامنة عشرة للتجنيد الإجباري في صفوف الجيش، لكن عرب إسرائيل يحصلون تقليديا على إعفاء من الخدمة بأمر وزير الدفاع، وتشير تقديرات وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن ما بين خمسة وعشرة في المئة من البدو الذكور في إسرائيل يتطوعون في الجيش، لكن عدد المسيحيين من عرب إسرائيل في الخدمة العسكرية لا يزيد على 100 فرد.
وقالت موناليزا عبده خلال مقابلة مع تلفزيون رويترز في قاعدة كتسيوت العسكرية "أنا أعيش هنا. ألا يفترض أن أشارك.. هل يفترض أن أكتفي بالأخذ.. ألا أحصل على مساعدة من الدولة.. الدولة تساعدنا. أنا إسرائيلية في كل شيء."
وتتمركز كتيبة كاركال بالجيش في جنوب إسرائيل، وتنتشر بالقرب من الحدود المصرية والأردنية، ومهمتها الرئيسية هي مكافحة تهريب المخدرات، ومحاولات التسلل إلى داخل إسرائيل.
وموناليزا عبده هي ثاني امرأة من عرب إسرائيل تخدم في صفوف كتيبة كاركال، وفي الجيش الإسرائيلي عموما.
وقالت موناليزا إنها نادرا ما تواجه انتقادات من عرب إسرائيل لانضمامها إلى الجيش، لكن والدتها تقابل الكثير من التعليقات غير الودية.
وأضافت "أمي تفول للناس في محيطها إننا ينبغي ألا نكتفي بالأخذ بل يجب أيضا أن نعطي. هي تتجاهل من يقولون خائنة ولا تبالي. هي فخورة بي، وتقول لهم إني على الطريق الصحيحة. أنا لا أرتكب خطأ، والناس يعلقون أحيانا وهي تتجاهل تلك التعليقات."
وأنهت موناليزا تعليمها الثانوي في مدرسة يهويدية في حيفا، وقالت إن كل أصدقائها يهود، ولم يفاجئهم تطوعها في الجيش الإسرائيلي.
وبدأت موناليزا خدمتها العسكرية جندية غير مقاتلة خوفا من ألا تستطيع تحمل صعوبة تدريبات القتال، ثم قررت بعد ستة أشهر أن تسعى للانضمام إلى وحدة مقاتلة.
وقالت الفتاة "كثيرون يقولون لي لماذا تفعلين ذلك بنفسك.. كان يمكن أن تكوني مدنية.. هذا هو ما يقتلني.. أنا هنا الآن، والوضع صعب علي. أشعر بالحر وبالبرد عندما أكون في الميدان، وأحيانا أشعر بالجوع وبالتعب وبالألم، وأفكر في كل الذين لم يتطوعوا ويجلسون الآن في بيوتهم يقضون وقتا لطيفا. كأنهم موجودون هنا لكنهم لا يشعرون بأنهم يعيشون هنا بالفعل، وبدون امتنان لأي كان. أحيانا يجعلني ذلك أشعر بالغضب."
وقالت قائدتها في الوحدة السارجنت دانييل فلوتزكي "الجنود يجبونها ويقبلونها كأي جندية أخرى... كما لو كان لا يوجد اختلاف أو أي أمر آخر. أنا أيضا كذلك. على العكس.. كونها عربية وأنها تطوعت ولم تجند.. ليست خاضعة لقانون التجنيد الإجباري، لكنها تطوعت.. هذا مدهش في رأيي."
وعلى عكس الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية التي استولت عليها إسرائيل عام 1967 يحمل العرب الذين يعيشون في إسرائيل الجنسية الإسرائيلية، لكن كثيرين منهم يشكون من تفرقة في إنفاق الحكومة على البنية الأساسية والتعليم.
وحذت أخت موناليزا حذوها بالتطوع للخدمة في الجيش الإسرائيلي وهي بسبيلها لاستكمال تدريبها تمهيدا للالتحاق بكتيبة كاركال أيضا، لتكون ثالث امرأة من عرب إسرائيل تلتحق بوحدة مقاتلة في الجيش.