رغم البداية المتعثرة لموسم 2011 في بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا-1 وتأجيل سباق جائزة البحرين الكبرى قبل إلغائه ، جاءت بداية الموسم من حيث انتهى سابقه في عام 2010 .
وتسببت الأحداث السياسية في البحرين مطلع عام 2011 في تأجيل السباق البحريني الذي كان مقررا في الجولة الأولى للبطولة لتتحول نقطة انطلاق فعاليات الموسم إلى سباق جائزة أستراليا الكبرى في ملبورن.
ومثلما انتهى الموسم السابق في 2010 بفوز رائع للألماني سيباستيان فيتيل سائق فريق ريد بول وتتويجه بلقب البطولة للمرة الأولى في مسيرته ، جاءت البداية على نفس الوتيرة حيث أحرز فيتيل لقب السباق الأسترالي ليكون الأول له من بين 11 سباقا فاز بلقبها على مدار البطولة في عام 2011 ليواصل هيمنته على البطولة ويؤكد أنه الملك المتوج الجديد لعالم فورمولا-1 .
وفي نهاية موسم 2010 ، أصبح فيتيل أصغر سائق يتوج بلقب بطولة العالم لفورمولا-1 ونجح قبل نهاية موسم 2011 في أن يصبح أصغر سائق يتوج بلقب البطولة مرتين وفي موسمين متتاليين.
وخلال السباق الأسترالي ، حل البريطاني لويس هاميلتون سائق فريق ماكلارين في المركز الثاني بينما حل الروسي فيتالي بتروف سائق رينو ثالثا.
وكانت هذه النتيجة رائعة للغاية بالنسبة لفريق رينو بعد التصادم المروع الذي تعرض له البولندي روبرت كوبيكا السائق الآخر للفريق في أحد الراليات خلال شهر فبراير الماضي لينتهي موسم اللاعب قبل أن يبدأ بسبب حاجته للعلاج والراحة لشهور طويلة.
وحل الألماني نيك هيدفيلد سائق وليامز السابق مكان كوبيكا في الفريق الفرنسي ولكنه اضطر لإخلاء مكانه في وسط الموسم ليشغله برونو سينا.
ومع وصول موسم 2011 إلى نقطة النهاية ، نجح فيتيل في تحطيم رقم السائق البريطاني السابق نايجل مانسيل في عدد مرات الانطلاق من المركز الأول في السباقات بموسم واحد حيث انطلق مانسيل من المركز الأول في 14 سباقا بموسم 1992 بينما انطلق فيتيل من المركز الأول في 15 سباقا من بين 19 سباقا أقيمت في موسم 2011 .
كما كان فيتيل قريبا من معادلة الرقم القياسي لشوماخر في عدد السباقات التي يفوز بها أي سائق في موسم واحد حيث فاز في 11 سباقا مقابل 13 فوزا لشوماخر في سباقات موسم 2004 .
ومنذ فوزه بالسباق الأسترالي في بداية الموسم ، لم تظهر أي مؤشرات عن إمكانية تخلي فيتيل عن صدارة الترتيب العام للبطولة.
وسنحت الفرصة أمام فيتيل لحسم لقب البطولة قبل خمسة سباقات من نهايتها.
ونجح فيتيل بالفعل في الفوز بالسباق السنغافوري ليفعل المطلوب منه ولكن منافسه البريطاني جنسون باتون سائق ماكلارين أفسد احتفالاته وأرجأ لحظة التتويج إلى السباق التالي من خلال احتلاله المركز الثاني ليتوج فيتيل باللقب منطقيا وينتظر التتويج الرسمي.
وبعدها بأسبوعين فقط ، قضى فيتيل على آمال باتون رسميا وتوج باللقب من خلال السباق الياباني في سوزوكا حيث فاز باتون بالسباق بينما حل فيتيل
ثالثا ولكنه حصل على النقاط الكافية لحسم اللقب العالمي لصالحه قبل أربعة سباقات من نهاية الموسم.
وقال فيتيل وقتها "الفوز باللقب هنا يمثل أمرا رائعا. هناك الكثير من الأشياء التي تريد قولها في هذه اللحظة ولكن من الصعب أن تتذكر أي من هذه الأشياء في الوقت الحالي.. من الرائع أن ننجز الآن بالفعل الهدف الذي وضعناه لأنفسنا في هذا العام".
وفي السباق التالي بكوريا الجنوبية ، قاد فيتيل فريقه ريد بول لحسم لقب البطولة لفئة الصانعين (الفرق) ليكون اللقب الثاني على التوالي للفريق في البطولة.
وحقق ريد بول أيضا رقما قياسيا جديدا حيث أصبح أول فريق ينطلق سائقوه من المركز الأول في موسم واحد برصيد 18 سباقا حيث انطلق فيتيل من المركز الأول في 15 سباقا بينما انطلق زميله الأسترالي مارك ويبر من المركز الأول في ثلاثة سباقات بينما كان الانطلاق من المركز الأول في السباق الباقي بالموسم من نصيب هاميلتون سائق ماكلارين وذلك في السباق الكوري.
وكان حادث التصادم الذي تعرض له كوبيكا قبل بداية الموسم هو الحادث الوحيد الخطير الذي يتعرض له أحد سائقي فورمولا-1 في عام 2011 بينما فقد سائقان آخران حياتهما في حوادث سباقات أخرى.
ولقي دان ويلدون الفائز بسباق "إندي 500" حتفه في سباق بطولة "إندي كار" العالمية في لاس فيجاس في 16 أكتوبر الماضي.
وبعدها بأسبوع واحد ، تعرض الإيطالي ماركو سيمونسيللي سائق الدراجات النارية "موتو جي.بي" لحادث تصادم مع سائقين آخرين خلال سباق جائزة ماليزيا الكبرى للموتو جي.بي ولقي حتفه أيضا.
وحرص سائقو فورمولا-1 على تأبين السائقين على هامش سباق جائزة الهند الكبرى في نهاية أكتوبر الماضي من خلال دقيقة حداد عليهما.
وقال باتون ، الذي حل ثانيا خلف فيتيل ، إنه كان يرغب في إهداء هذا السباق إلى روح الفقيدين خاصة وأنه أول سباق لفورمولا-1 في الهند.
وأوضح باتون "الأسبوعان الماضيان كانا غاية في الصعوبة وتعرضنا لخسارتين فادحتين خاصة بالنسبة لدان.. كنت أعلم دان منذ الصغر. كان يجب أن نهدي هذا السباق الهندي إلى دان وكذلك إلى ماركو".
وقال الأسترالي كاسي ستونر سائق الموتو جي.بي إن وفاة سيمونسيللي أظهرت له القيمة الغالية للحياة. وأوضح "جعلتني أشعر بالحزن من داخلي".
ونجح ستونر في الفوز بلقب موتو جي.بي بينما فاز ستيفان برادل بلقب موتو2 وفاز الأسباني نيكولاس تيرول بلقب البطولة لفئة 125 .
وواصل سيباستيان لوب هيمنته على بطولة العالم للراليات حيث فاز بخمسة سباقات في الموسم وتوج بلقب البطولة للمرة الثامنة.
ومع اقتراب عام 2011 من نهايته ، أعلن السائق الفنلندي كيمي رايكونن عن عدم استمراره في بطولات العالم للراليات وعودته لعالم فورمولا-1 بداية من عام 2012 بعد غياب عن البطولة دام عامين.
وتعاقد رايكونن مع فريق رينو وقد تضيف عودته المزيد من الإثارة لبطولة
فورمولا-1 في موسم 2012 الذي ينتظر أن يشهد استمرار سيطرة فيتيل وريد
بول على البطولة.