على مدى سنوات مضت كان شارع اجور رود في لندن - ولا يزال- مركزا للجالية العربية في عاصمة الضباب لدرجة أنه أصبح يعرف باسم شارع العرب. لكن هذا الشارع الذي تصطف على جانبيه المقاهي والمطاعم العربية بات أصحاب المتاجر به يشعرون أكثر ببرودة شتاء العام الجاري نظرا لتضرر أعمالهم بسبب الاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية منذ بداية عام 2011.
وقدر سليم ابراهيم الذي يملك متجرا للبقالة في الشارع وضع الشارع هذا العام بأنه أسوأ عشر مرات مما كان عليه في السنوات المنصرمة.
وقال ابراهيم لتلفزيون رويترز "والله بالنسبة للتأثير..هذا الشتاء الشغل أقل من السنوات اللي فاتت. الاحتمال المؤثر (ان) العامل الرئيسي الأوضاع اللي جايه تصير في الدول العربية. لان الوضع هنا خاصة باجور رود يكون المبيعات أكثر شيء للناس العرب اللي جاية من الخليج والدول العربية. فهذا السبب بداية الشتاء احنا هاسة (هذا الوقت) الشغل ميت بالمرة. هو العامل الرئيسي الأوضاع اللي بتكونب الخليج أو بالشرق الأوسط بصورة عامة."
وعلى الرغم من ان ذروة الموسم في شارع اجور رود تكون في شهور الصيف فان أصحاب الأعمال به يقولون ان حركة تجارتهم كانت أقل من المعدل المعتاد على مدى العام.
وقال مدير مطعم لبناني في الشارع يدعى عباس لتلفزيون رويترز "طبعا المشاكل اللي صارت بالدول العربية. المظاهرات أو الاحتجاجات أو الثورات حسب ما بيسموها لها انعكاسات سلبية خاصة على الشغل خاصة بهذا الشارع..شارع اجور رود لأن أغلب المطاعم عربية والأغلب لبنانية وفيه مصرية وفيه سورية. الموظفون لهم أهل ببلادهم ان كان بمصر ولا بسوريا ور بلبنان. هذه كلها بتعمل حالة نفسية عند الموظف..فمنه مثلا انه بيكون قلقان على أهله الموجودين هناك أو بيرجع بها الظروف او عنده اخوة صغار أو أمه عاجزة أو شيء..منه بيحس ان المسؤولية صارت أكثر تجاههم..انه لازم يشتغل ساعات عمل إضافية ويحاول يتصل بهم باستمرار ويشوف (يرى) شو فيه..قادر يأمن لهم هناك أو قادر يسفر أحد منهم لبره (للخارج) او يأمن لهم مادة أكثر لأنهم محتاجين للشغل أو لأن المحلات معطلة هناك.."
وأضاف عباس "ولكن التضحيات كبيرة بالبلاد العربية طبعا ونحن مع هذا اللي بيصير ولازم يصير تغيير."
وعلى الرغم من تأثر شارع اجور رود بالربيع العربي فان الكثيرين لا يزالون يؤيدون الحركات المؤيدة للديمقراطية التي أطاحت حتى الآن برؤساء كل من تونس ومصر وليبيا.
وقال سائح كويتي يدعى عبد الله الربعي لتلفزيون رويترز "يعني عقب الربيع العربي اللي هم يسمونه أول كان فيه شحن على بعض الجاليات اللي هنا العربية بس اللي أشوفه الحين كل مرة صار بينهم ألفة تقريبا..يعني الواحد صار يرتاح للثاني. كانوا مثل المقموتين "مقهورين" شوية."
ولا يتفق الجميع مع هذا التأثير للربيع العربي على شارع اجور رود حيث مازال كثير من المتاجر الخاصة بالأثرياء على حالها دون تأثر.
ويقول صائغ عراقي يدعى نجاح جواد ويملك محل مجوهرات في اجور رود "التأثير بالنسبة لأجور رود نتيجة الثورات العربية التي حصلت..ما يسمى بالربيع العربي هو ليس له تأثير مباشر في الوقت الحاضر على الشارع خصوصا لأن رواد هذا الشارع من البداية هم الخليجيين والنيجيريين وبقية بعض الدول اللي ترتاد هذا الشارع. وكثير من الأملاك الخليجية متواجدة في هذا الشارع.. لذلك الثورات اللي حصلت في شمال إفريقيا ليس لها تأثير مباشر وإنما هناك تخوف في المستقبل لما سيحدث في الخليج ربما يكون تأثير مباشر ليس على هذا الشارع وإنما على عموم الاقتصاد في بريطانيا وبقية الدول وخصوصا هناك تضخم واضح وبطالة كبيرة في هذه الدول..هناك تخوف اقتصادي لما سيحصل في المنطقة في القريب العاجل."
ويذكر ان محل مجوهرات جواد هو الذي أمد ملكة جمال عرب لندن في 2011 بالتاج.