القاهرة : خاص .
نشرت صحيفة الميرور mirror البريطانية في 25 من نوفمبر الجاري تقريرا عن كيفية حذف البيانات الشخصية من الإنترنت ، وفي نفس اليوم التالي أعادت موقع صحيفة ديلي ميل dailymail على الإنترنت "mailonline" نشر التقرير باسم محرر آخر ، بنفس التفاصيل مع تغيير طفيف في العنوان ، وهو ما يعد ـ في العرف الصحفي العربي أو سلو بلدنا ـ سرقة صحفية .
التقرير الأول نشرته صحيفة "ميرور" في 13:23 , 25 NOV 2016 باسم المراسل JEFF PARSONS وكان عنوانه :
mirror :
How to DELETE yourself from the internet - website lets you log off permanently with one click
في نفس اليوم ، وبعد نشر التقرير الأول ساعات بالتحديد في 16:50, 25 November 2016 نشرت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية نفس التقرير بتغييرات بسيطة ، باسم مراسل آخر هو RYAN O'HARE FOR MAILONLINE ، وكان عنوانه :
dailymail :
How to DELETE yourself from the internet: Website erases your online existence with the click of a button
المتصفح لكلا التقريرين سيكتشف بسهولة أن أحدهما "أخذ"، أو "اقتبس" بل "سرق" التقرير من الآخر، وأسبقية النشر هنا تشير إلى صاحب التقرير الحقيقي ، وهو هنا صحيفة "ميرور".
لو كان التقرير معمما أعدته وكالة أنباء ، لكنا تفهمنا هذا النشر المشترك ، ولكن الواضح أن التقرير أعده مراسل ، وأخذه آخر ، بدليل وجود اسم مراسل على التقرير الأول ، واسم مراسل آخر على التقرير الثاني .
لا أدري القواعد المتبعة في الصحافة البريطانية ، وإن كانت تجيز هذا النقل أو الاقتباس أو السرقة ـ أيا كانت التسمية ـ بين الصحف ، ولكن كل ما أعرفه أن هذا الواقعة تعتبر جريمة في الصحافة العربية ، حيث يشدد رؤساء التحرير على عدم نشر تقرير سبق أن نشرته صحيفة أخرى ، فما بالك والتقرير مسروق .
أتمنى من زملائنا العاملين في الصحف العربية أن يفتونا في هذه الواقعة، وهل تعتبر سرقة صحفية أم اقتباس أم ماذا ؟، فربما نكتشف أن هناك اتفاق بين الصحيفتين على التعاون والنقل والنشر المشترك ، خاصة وأن الصحيفتين هما أكبر صحيفتين بريطانيتين ، ومن المتوقع أن الزملاء الصحفيين االبريطانيين لاحظوا هذا التشابه.
في كل الأحوال القضية جديرة بالمناقشة ، وفي حال النقاش ستفرض هه المحاور نفسها :
1ـ هل يمكن لصحيفة أن تأخذ عن صحيفة أخرى تقريرا وتعيد نشره ؟
2ـ قواعد النقل ، أو الاقتباس ، ومنها ذكر المصدر ، وتصنيف الحالة في حال تجاهلها.
3ـ ظاهرة النقل أو ما يعرف باسم "كوبي آند بست" التي ساعدت على نشرها الصحافة الألكترونية.
4ـ وجهة نظر الرافضين لإعادة نشر موضوع سبق نشره .
5ـ وجهة نظر المؤيدين لإعادة نشر تقرير سبق نشره.