القاهرة : رويترز.
احتفل المتحف المصري الكائن بوسط القاهرة والذي يضم القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون وأكبر مجموعة للاثار الفرعونية بالعالم بمرور ١١٣ عاما على تأسيسه.
وتضرر كثيرا قطاع السياحة -الذي يعد رافدا أساسيا للاقتصاد- منذ الثورة الشعبية في 2011 التي أسقطت نظام الرئيس السابق حسني مبارك، وعانت كثير من المعالم السياحية المصرية الشهيرة مثل اهرامات الجيزة، ووادي الملوك في الاقصر من تراجع أعداد الزائرين الأجانب.
ولا يزال المتحف المصري الذي اقيم في 1902 شامخا في ميدان التحرير الذي كان قلب ثورة 2011 لكن بالداخل تبدو علامات التدهور وفي الخارج يقف المرشدون السياحيون المحليون في حالة انتظار ممل.
وقال خبير المصريات طارق القماطي الذي يتحدث الانجليزية والألمانية بطلاقة ويعمل بمجال الارشاد السياحي منذ 20 عاما "لا استطيع ان أصف لك مدى سوء الوضع."
وأضاف "تراجع عدد السائحين الأجانب منذ 2010 بنسبة 90 % وربما أكثر. والأسوأ بالنسبة لي أن الألمان والانجليز لا يأتون على الإطلاق .. كلهم صينيون وهنود الآن."
ويقول القماطي إنه قبل الثورة كان يرشد في العادة 40 شخصا أو أكثر يوميا مما يضمن له دخلا بين 20 إلى 30 ألف جنيه مصري (٢٥٠٠ إلى 3800 دولار) شهريا وهو دخل مرتفع في مصر.
والآن يقول هو والمرشدون السياحيون الآخرون إن الحظ يبتسم لهم إذا أرشدوا ثلاثة أو أربعة أشخاص في اليوم. ويقول القماطي إن دخله تراجع إلى ما بين 1000 إلى 2000 جنيه مصري شهريا. ويجلس المرشدون معا في حديقة المتحف في انتظار الأفواج السياحية.
ويتعين على جميع المرشدين الحصول على درجة علمية في علم المصريات، ثم قضاء ما يصل إلى اربع سنوات للحصول على تصريح بممارسة العمل من الدولة. وهناك نحو 40 يعملون بالمتحف المصري أحد أكثر المواقع السياحية جذبا بالبلاد، وبالوضع في الاعتبار وجود 16 ألف مرشد سياحي في البلاد فان المتحف يعد مقصدا مميزا.
وقال القماطي (43 عاما) إن "المشكلة الآن هي اللغة." وأضاف "السياح الذين يأتون الآن إلى مصر صينيون وهنود. كبرت على تعلم اللغة الصينية."
وفي الداخل يعج المتحف الواسع بالكنوز الاثرية ويضم 1200 قطعة لكن المعروضات تقدم بطريقة سيئة ولا يصاحبها شرح كاف وبعض القطع موضوعة فوق بعضها البعض وهناك نوافذ زجاجية بالسقف مهشمة وطلاء الجدران بدأ في التآكل.
وقالت فاطمة أحمد نائب مدير المتحف خالد العناني الذي عين في المنصب مؤخرا "مثل جميع المتاحف بأنحاء العالم نحتاج إلى تمويل."
ويقول القماطي والمرشدون الاخرون إن ما ينقص المتحف هو دعم دولي. وأعرب عن أمله في أن يقدم المتحف البريطاني والمؤسسات الرائدة الأخرى الخبرة اللازمة للمساعدة في تطوير المتحف، وتشجيع الاوروبيين على القدوم مجددا.