خبراء: الصخر الزيتي يحيل النفط للتقاعد

أكد عدد من الخبراء والمراقبين على أن عملية استغلال الصخر الزيتي، المتوفر بكميات كبير على مستوى العالم وخصوصا في دول الشرق الأوسط، سيكون له الأثر الكبير على خفض أسعار النفط العالمية، بالإضافة إلى تخفيض العبء على الدول النفطية المطالبة برفع إنتاجها اليومي طرديا مع ارتفاع معدلات الاستهلاك اليومي.


وقال رئيس تطوير شركة نفط الهلال بدر جعفر لـ CNN بالعربية، "أن الارتفاع الحالي لأسعار النفط يزيد من جدوى معظم التكنولوجيا غير التقليدية أكثر من أي وقت مضى، فوصول سعر النفط إلى 110 دولارا للبرميل، جعل من الممكن تطوير التكنولوجيا الخاصة برمال النفط والصخر الزيتي والنفط من المكامن واطئة النفاذية، وقد تتيح الأسعار المرتفعة للنفط أيضا إنتاجه بالطرق التقليدية بتكلفة مضغوطة من البيئات الوعرة مثل المياه شديدة العمق و القطب الشمالي."


وأضاف جعفر، "أكبر ترسبات معروفة من الصخر الزيتي في منطقة الشرق الأوسط توجد في الأردن، ومن المعتقد أيضا أن سوريا والمغرب ومصر بها ترسبات له، ويتطلب استخراج واستغلاله تكنولوجيا متطورة في حفر آبار في طبقات الصخر، وتركيب سخانات تقوم بتسخين الصخر الزيتي إلى ما بين 350 إلى 370 درجة مئوية، حيث يقوم الصخر عند هذه الحرارة بإطلاق النفط الذي يتم بعد ذلك تجميعه في آبار الإنتاج."


وأكد جعفر على أنه لا يوجد حاليا أثر لاستغلال الصخر الزيتي على مستويات إنتاج النفط على مستوى العالم، نظرا إلى محدودية استغلاله، مبدياً عن اعتقاده أن تحويل الصخر الزيتي إلى نفط خام على مستويات صناعية يتم حاليا بصورة رئيسية في استونيا والصين والبرازيل، وهي دول تستخدم ما يعرف بالعمليات خارج الموقع.


وتتضمن تلك العمليات التعدين السطحي للصخر الزيتي وسحقه ثم تسخينه في أفران صناعية حتى يبدأ تكون النفط، وهي عملية عالية التكلفة وتتطلب وجود ترسبات الصخر الزيتي على السطح لإجراء التعدين.


وقال الخبير الاقتصادي هاني الخليلي لـ CNN بالعربية، "الارتفاع الكبير في تكاليف استخراج النفط، والأسعار العالمية التي تتراوح بين 100- 120 دولار للبرميل، تجعل من استخراج الصخر الزيتي ذو جدوى حقيقية في هذه الظروف."


وأضاف الخليلي "أن الدراسات تشير إلى أن كلفة استخراج برميل النفط الواحد من الصخر الزيتي تكلف حوالي 70 دولار، وهي قيمة باهظة في الوقت الذي كان فيه سعر برميل النفط يتراوح بين 30-50 دولار، وارتفاع الأسعار الحالية لتتخطى حاجز الـ 100 دولار والتوقعات التي تشير إلى ارتفاع أسعار النفط على مستوى العالم، لتصل إلى 150 دولار للبرميل خلال السنوات الثلاث القادمة."


وأشار الخليلي إلى "أن عملية استغلال الصخر الزيتي في الوقت على الأقل لتحقيق اكتفاء ذاتي للدول سيخفف من حدة الطلب على النفط وبالتالي التأثير على الأسعار العالمية، بالإضافة إلى تخفيف العبء نسبيا على الدول المنتجة والمصدرة للنفط من خلال تخفيض معدلات الإنتاج اليومي."


في تقريرها السنوي رفعت ''أوبك'' من توقعاتها السابقة لاستهلاك النفط العالمي بنحو 1.9 مليون برميل يوميا بحلول عام 2015، إلى 92.9 مليون برميل يوميا مقارنة بتقريرها السابق، الجزء الكبير من هذا النمو في الطلب على النفط سيأتي من الأسواق الناشئة.


وجاء في التقرير توقعات ارتفاع الطلب على النفط في الصين بنحو 21 في المائة إلى 11.6 مليون برميل يوميا بحلول عام 2015 من 9.6 مليون برميل يوميا حاليا، في حين يتوقع التقرير حدوث تغير طفيف في الطلب على النفط من دول منظمة التعاون والتنمية خلال هذه الفترة، حيث يتوقع استقرار الطلب عند 46 مليون برميل يوميا بحلول عام 2015.


وحذر التقرير من أن يتخطى الطلب على النفط في البلدان النامية الطلب في الدول الصناعية بحلول عام 2016، بالإضافة إلى التحذير من نتائج استمرار المستويات العالية للديون السيادية الأوروبية وتباطؤ الاقتصاد الأمريكي على نمو الطلب العالمي على النفط.