يخوض سانتوس البرازيلي غدا التجربة التي انتظرها سنوات، حيث يلتقي فريق كاشيوا ريسول الياباني في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم للأندية المقامة حاليا في اليابان.
ورغم التاريخ العريق الذي يحظى به فريق سانتوس والألقاب العديدة التي نالها على مدار تاريخه ، لم يسبق للفريق أن شارك في البطولة بشكلها الحالي بل إنه فاز بكأس انتركونتيننتال مرتين فقط، في عامي 1962 و1963 حيث كانت هذه المباراة بديلا عن بطولة كأس العالم للأندية وكانت تقام بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية فقط قبل أن تبدأ بطولة كأس العالم للأندية في العقد الأول من القرن الحالي.
سنحت الفرصة أخيرا أمام سانتوس للحاق بركب المشاركين في بطولة العالم للأندية بشكلها الجديد بعدما توج الفريق بلقب كأس ليبرتادوريس لأندية أمريكا الجنوبية الموسم الماضي.
يستهل فريق سانتوس مسيرته في كأس العالم للأندية غدا بمواجهة يمكن أن يطلق عليها لقاء "السهل الممتنع" في ظل الفارق الكبير بين الفريقين في الإمكانيات وخبرة اللاعبين ومهاراتهم.
يسعى سانتوس لإعادة اللقب العالمي إلى أحضان القارة اللاتينية بعدما هيمنت عليه فرق أوروبا في السنوات الأربع الماضية ، الا انه سيكون مطالبا أولا بعبور عقبة أصحاب الأرض في مباراة الغد لبلوغ المباراة النهائية التي يلتقي فيها الفائز في المباراة الأخرى بالدور قبل النهائي والتي تجمع بين برشلونة الأسباني بطل أوروبا والسد القطري بطل آسيا.
اشتهر سانتوس على مدار التاريخ بأنه فريق الجوهرة السمراء بيليه، أسطورة كرة القدم البرازيلية والعالمية، والذي يأتي في مقدمة أبرز النجوم الذين تألقوا بقميص سانتوس حيث قاده للعديد من الإنجازات في منتصف القرن الماضي.
ولكن الفريق الحالي لسانتوس يضم بين صفوفه لاعبا أدخله كثيرون في المقارنة مع بيليه وهو المهاجم الشاب نيمار دا سيلفا )19 عاما( أبرز المواهب البرازيلية التي ظهرت في العقد الأخير.
ورغم صغر سنه، تعلق الجماهير البرازيلية آمالا عريضة عليه لإعادة الوجه المشرق لهجوم المنتخب البرازيلي ولذلك ستكون مشاركته مع سانتوس في البطولة الحالية تجربة في غاية الأهمية بعدما لعب دورا أساسيا في فوز الفريق بلقب كأس ليبرتادوريس.
يمتلك سانتوس العديد من المهارات الكروية الرائعة الأخرى مثل هنريكي جانسو والمهاجم المخضرم بورجيس ، لكن الأنظار كلها ستكون موجهة إلى نيمار الذي شغل الجميع على مدار الاشهر القليلة الماضية بسبب صراع الأندية الأوروبية، خاصة ريال مدريد وبرشلونة الأسبانيين على التعاقد معه قبل أن يؤكد اللاعب استمراره مع سانتوس حتى عام 2014 بتميد عقده مع الفريق.
تصطدم طموحات سانتوس غدا بصخرة كاشيوا ريسول الذي شق طريقه إلى المربع الذهبي بجدارة واستحقاق وعن طريق الفوز على أوكلاند النيوزيلندي بطل أوقيانوسية 2/صفر في الدور الأول للبطولة ثم التغلب بضربات الترجيح على مونتيري المكسيكي بطل اتحاد منطقة كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) بعد انتهاء مباراتهما في الدور الثاني بالتعادل 1/1 .
ولذلك ، يخوض الفريق مباراة الغد بمعنويات مرتفعة وآمال كبيرة في مواصلة انطلاقته الرائعة مستفيدا من سرعة لاعبيه ومساندة جماهيره وخبرة مديره
الفني البرازيلي نيلسينيو باتيستا الذي لعب لفريق سانتوس في الماضي وبالتحديد في الفترة من 1978 إلى 1982 كما سبق له تدريب الفريق لفترة قصيرة في عام 2005 .
لذلك، ستكون المواجهة مع سانتوس غدا ذات طابع خاص بالنسبة لنيلسينيو الذي سيتحمل عبئا كبيرا في مواجهة الهجوم القوي للفريق البرازيلي صاحب المهارات الفائقة.
يأمل نيلسينيو وفريقه في تفجير مفاجأة كبيرة والعبور إلى المباراة النهائية للبطولة على حساب سانتوس ليكون ثاني فريق من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية يتأهل للنهائي بعدما نجح مازيمبي الكونغولي في ذلك خلال بطولة العام الماضي على حساب انترناسيونال البرازيلي أيضا.
تجدر الإشارة إلى أن فرق البرازيل أحكمت سيطرتها على اللقب في النسخ الثلاثة الأولى من البطولة قبل أن تهيمن فرق أوروبا على اللقب في السنوات الأربع الماضية.
ولذلك ، ستكون مهمة سانتوس مضاعفة في لقاء الغد حيث يسعى لإعادة هيبة الكرة البرازيلية في البطولة بعدما سقطت أمام مازيمبي في العام الماضي ويسعى للتأهل إلى النهائي وتوجيه إنذار مبكر إلى منافسه في المباراة النهائية.