رفضت الولايات المتحدة الجمعة خطة للاتحاد الأوروبي لإنهاء الدعم لشركة ايرباص وقالت إنها ستطلب تفويضا من منظمة التجارة العالمية لفرض عقوبات تجارية محتملة على الشركة تتراوح بين سبعة وعشرة مليارات دولار سنويا.
وقال رون كيرك ممثل التجارة الامريكي في بيان "توصلت منظمة التجارة العالمية إلى أن كل منحة تصنيع لطائرة جديدة تنتجها إيرباص هي دعم مناف لقواعد منظمة التجارة العالمية وتسبب آثارا عكسية ظالمة للصناعة والوظائف الأمريكية".
وأضاف كيرك "تحركنا اليوم يبرز ما كنا نقوله دائما وهو أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تقبل شيئا أقل من إنهاء هذا الدعم" في إشارة إلى منح عقود تصنيع الطائرات الجديدة لإيرباص.
واضاف أن الولايات المتحدة ما زالت مستعدة للدخول في مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي "بهدف إنهاء ذلك الدعم في اقرب وقت ممكن".
ووصف جون كلانسي المتحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل التهديد الأمريكي بالعقوبات بأنه "سابق لأوانه ولا ينسجم مع التسلسل المناسب للأحداث في نزاعات منظمة التجارة العالمية، وقال "وبرغم ذلك سنراجع الطلبات بعناية وندرس الخطوات التالية".
وقدم الاتحاد الأسبوع الماضي خطة للتوافق مع حكم لهيئة الاستئناف بالمنظمة ضد الدعم الحكومي الأوروبي لإيرباص في قضية رفعتها واشنطن عام 2004.
وإلى جانب شكوى مضادة من الاتحاد الأوروبي بشأن دعم أمريكي لشركة بوينج يعتبر الخلاف أطول وأكبر نزاع بشأن قطاع الطيران في العالم حيث يؤثر على أكثر من 100 ألف وظيفة في سوق تصنيع الطائرات المدنية التي يتجاوز حجمها تريليوني دولار.
وقال مكتب كيرك "راجعت الولايات المتحدة بعناية المعلومات المحدودة في إخطار (الاتحاد الأوروبي). ويبدو أن الاتحاد لم يسحب الدعم محل الخلاف وإنما قدم في الحقيقة دعما جديدا لانتاج ايرباص وتطويرها لطائرات مدنية كبيرة" في إشارة على ما يبدو إلى الطائرة إيرباص ايه-350 .
وتابع أنه نتيجة لذلك تسعى واشنطن للتشاور مع الاتحاد الأوربي بشأن خطة التوافق مع الحكم و"تطلب أيضا تفويضا من هيئة تسوية النزاعات بمنظمة التجارة في جنيف لفرض إجراءات مضادة سنويا ردا على زعم الاتحاد الأوروبي بأنه امتثل تماما للحكم في هذه القضية".
واضاف "حجم الاجراءات المضادة سيتغير سنويا لكن في الفترة الأخيرة كان سيتراوح بين سبعة وعشرة مليارات دولار. هذه الخطوة ستحفظ حقوق الولايات المتحدة لكن فرض الاجراءات المضادة فعليا لن يتم قبل الإجراءات الجديدة من منظمة التجارة."
وحكمت هيئة الاستئناف في المنظمة هذا العام بأن ايرباص حصلت على دعم غير قانوني بنحو 18 مليار دولار على مدى سنوات لمساعدتها في تطوير سلسلة من الطائرات بينها ايه-300 وايه-310 وايه-320 وايه-330 وايه-340 وايه-380 .
لكن الهيئة لم تفحص الدعم الحكومي الأوروبي لأحدث طائرات ايرباص وهي الطائرة ايه-350 التي خرجت إلى السوق بعدما قدمت الولايات المتحدة الشكوى إلى منظمة التجارة في 2004.
وقال متحدث باسم ايرباص إن الدعوة الأمريكية لفرض عقوبات تستند إلى "مزاعم فارغة" لأن الاتحاد الأوروبي اتخذ خطوات كافية لإلغاء الدعم غير القانوني الذي توصلت إليه منظمة التجارة.
بينما رحبت بوينج بالتحرك الأمريكي قائلة إن "الدعم غير القانوني لمنتجات ايرباص طائرة بعد طائرة يجب أن يتوقف.