نجيب محفوظ يفقد السلفيين 20 مقعدا في الانتخابات



قبل أيام من حلول الذكرى المائة لميلاد عملاق الأدب العربي نجيب محفوظ والتي تحل غدا، تسببت تصريحات أدلى بها المتحدث الرسمي للجماعة السلفية المهندس عبدالمنعم الشحات لقناة "النهار" المصرية حول أدب نجيب محفوظ جدلا، وألقت بظلالها على جولة الإعادة في المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية.


 الشحات هاجم فيه تصريحاته أدب نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل عام 1988، كأول أديب عربي يحصل على الجائزة العالمية، وزعم أنه أدب إلحادي، يشجع على الرزيلة، في فقد حزب النور السلفي 20 مقعدا كان يعول على استعادتها في جولة الإعادة، وذلك بناء على تصريح لرئيس حزب النور نفسه والذي أكد أنه طلب من الشحات عدم الإدلاء بأي حديث للأعلام. كما تسبب في خسارة الشحات نفسه في جولة الإعادة، أمام حسني دويدار في المنتزة الدائرة الأولى بالأسكندرية.


واصلت الصحف المصرية نشر ردود الفعل التي عبر عنها عدد كبير من المثقفين والناشطين تعقيباً على ما أدلى به الشحات، وأبدت التعليقات قلقها مما قد يحصل مع تزايد نفوذ الإسلاميين في السلطة ووصول الشحات نفسه للبرلمان.


وكان الشحات قد ظهر عبر فضائية "النهار" المصرية، ليرد على سؤال حول موقفه من كتابات محفوظ فقال: "أدب نجيب محفوظ أدب يشجع على الرذيلة وكله داخل أماكن المخدرات وشرب الحشيش وداخل بيوت الداعرات."


وقال الشحات إن رواية "أولاد حارتنا" هي عمل فلسفي ورمزي "فيه بعد إلحادي،" مضيفاً أنه هذه الأمر هو رأيه الخاص "ولا  يمكن لأحد الحجر عليه."


وتجنب الشحات الرد على سؤال عن موقفه حيال أدب نجيب محفوظ في حال وصوله إلى السلطة، فقال: "هل يجب على الدولة حظر أدب الإلحاد؟ السؤال يجب أن يوجه لمجمع البحوث الإسلامية.".


والشحات صاحب الرأي الشهير بأن تماثيل الفراعنة "حرام"، واقترح تغطية هذه التماثيل بمادة من الشمع لإجازتها، وهي التصريحات التي أثارت فزعا من التيار السلفي، وخوفا على قطاع السياحة المتعثر، وقد قال بعض العاملين في القطاع السياحي بالفعل أن هذه التصريحات كان لها تأثير سلبي على هذا القطاع.


ونقلت صحيفة الأهرام انتقاد عدد من المثقفين المصريين لما جاء على لسان الشحات، وأوردت أن الروائي إبراهيم عبد المجيد وصف الشحات بأنه "شخص مثير للشفقة" وقال " كلما رأيته على الشاشة أشعر بالإشفاق عليه."


ولفت الروائي ياسر عبد اللطيف، الحائز على جائزة ساويرس، للأدب أن حديث الشحات لا يحمل جديداً، فهو "يقال من أيام الشيخ عبد الحميد كشك، لكن خطورته مصدرها أن الشحات عضو مستجد في البرلمان."


أما صحيفة "المصري اليوم" فنقلت عن صلاح فضل، الناقد الأدبي، قوله إن هجوم السلفيين على التراث الثقافي يعود "إلى عدم نضجهم،" ووجه كلمة للشحات قال فيها: "لابد أن يعرف هذا الشيخ أن الأدب والفن لا يحكم عليهما بالمقاصد الشرعية، دون خبرة."


ونفي الدكتور يسرى حماد، المتحدث الرسمى باسم  حزب النور السلفى، قيام اللجنة العليا للحزب بمنع المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمى للدعوة السلفية، من الإدلاء بأية تصريحات لوسائل الإعلام، مؤكدا أنه يتحدث باسم الدعوة وليس الحزب .


وأضاف، أن الشحات ليس عضوا فى الحزب، لكنه خاض الانتخابات الأخيرة بالإسكندرية على قوائم الحزب، وبالتالى فهو لا يعبر عن الحزب بأى شئ، مؤكدا أن آرائه الفقهية لا تمثل الحزب، وأنه يجب التفريق بين الرأى الفقهى والمبادئ السياسية.


وحل حزب النور في المرتبة الثانية حتى الآن في الانتخابات التي مرت منها المرحلة الأولى، وتستمر حتى 10 يناير المقبل.


ولد نجيب محفوظ في 11 ديسمبر 1911 وتوفي 30 أغسطس 2006 وبدأ الكتابة من الأربعينيات واستمر في رسالته حتى عام 2004، ويجسد أعماله الحياة المصرية بكل تحولاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكانت أعماله الروائية محركا أساسيا في نهضة السينما المصرية من خلال عدد كبير من الأفلام التي أعدت عن كتاباته.