"عرب أيدل" تقليد فج يسوق وهم النجومية


استمرارا لهواية التقليد العربية الشهيرة، بدأت قناة "إم بي سي" في تقديم برنامج "عرب أيدل" وهو نسخة معربة أو مقلدة من البرنامج العالمي "أميركان أيدل"، Arab Aidel ،  ويأتي ذلك كحلقة جديدة من سلسلة البرامج الفاشلة التي عربتها الفضائيات العربية، والتي تعتمد على التقليد الفج، وتسويق وهم النجومية والاكتشاف ، مثل "ستار أكاديمي" star academy ، و "سوبر ستار" super star ، و "مواهب العرب"    Arabs' Got Talent وغيرها. وهي برامج لم تنجح في تقديم موهوب حقيقي ، ولم تكن سوى برامج تسويقية هدفها تحقيق الربح.


يضاف إلى ذلك برامج أخرى تسوق وهم من نوع آخر وهو وهم الثراء، ومنها برنامج "من سيربح المليون"، وهي كلها برامج تجارية تبتز المشاهد بقيم مادية وشكلية كالمال والشهرة، دون وجود هدف إيجابي حقيقي.



إذا تتبعنا أسماء النجوم الذين فازوا في هذه البرامج، ومنهم ديانا كرزون، ومحمد الخليوي، وإبراهيم حكمي وغيرهم، سنكتشف أنه لا يوجد اسم واحد تمكن من وضع بصمة خاصة على الغناء، رغم اللقب الفخم الذي حصل عليه كل منهم ، والبروباجندا الإعلامية التي صاحبت إعلان الفوز.


يعتمد البرنامج Arab Aigel  وترجمتها "محبوب العرب" على زيارة عدة دول، واستقبال هواة في الغناء، وإجراء  تصفيات بينهم،  واختيار عدد منهم لدخول مرحلة أعلى من التصفية ستكون في بيروت، وذلك هدفا لاختيار نجم العرب أو "نموذج العرب" كما تنص الترجمة الحرفية.


البرنامج الذي يقدمه المطرب اللبناني راغب علامة، والمطربة الأماراتية أحلام، والمنتج والموزع المصري حسن الشافعي،  بدا في حلقته الأولى التي بثت اليوم متواضعا من حيث الإمكانات، فمقارنة سريعة بين الاستديوهات التي قدمت فيها النسخ العالمية، ومنها الأميركية، والغرفة التي صورت فيها النسخة العربية سيكتشف الفرق الشاسع بين الأصل والتقليد، والذي يشبه الفرق بين الطائرة والحمار.


الحلقة الأولى وبناء على المثل الذي يقول "الجواب يبان من عنوانه" تقدم لنا صورة من مستوى الحلقات المقبلة، فبالنظر إلى ماقدمته الحلقة من مشاركين متواضعي الإمكانات، وما تضمنته من تعبيرات وردود فعل مفتعلة  أثارت الاستياء، فإننا نتوقع بأن يحصد البرنامج الفشل بامتياز.


لجنة الاختبار غير المؤهلة للتقييم نظرا لتكونها من مطربين يحتاجون هم أساسا للتقييم وخلوها  من ناقد فني خبير، ظهرت بصورة أشبه بـ "القعدة" التي تخرج بـ "حاجة مفيدة" . فضلا عن السخرية المقيتة من مجموعة من الشباب يحلمون بالشهرة، ويفتقدون التوجيه السليم.


ظهرت أحلام في مكياج مبالغ فيه، وبدت عليها آثار عمليات التجميل، والتي انعكست على ملامحها المشدودة والتي تذكرنا بالنجمة صفية العمري التي خضعت لعملية تجميل حولت وجهها إلى ما يشبه الوجه الشمعي.


وظهرت في البرنامج نماذج مؤسفة لموهومين اعتقدوا أنهم نجوم وموهوبين، ومنهم المشارك الأردني ضعيف الموهبة الذي ظهر واثقا من نفسه معتقدا أنه نجم النجوم، وأن كبار المطربين أصدقائه، وهو نموذج لجيل كامل من الشباب العربي الذي افتقد القدوة والتوجيه . ولقى هذا المتسابق كم كبير من السخرية من مقدمي البرنامج، كما لقى تعليقات ساخرة على شبكات التواصل الاجتماعي التي وصفته بـ "المخزي".


الشاب الأردني واسمه "شمس الأسعد" لقى هجوما كاسحا ، حتى أن بعضهم أنشأ صفحة على "فيس بوك" بعنوان "كارهي شمس الأسعد .. بعرضك لا تعيدها"


وكان من الممكن تلافي هذا المستوى المزعج لو كان هناك اختيار جيد قبل البرنامج بحيث لا يظهر فيه إلا من لديه حد أدنى من الموهبة.


النماذج الضعيفة جدا التي يقدمها البرنامج تؤكد أن عدم وجود تصفيات تختار الجيد مقصود لإظهار نماذج هزلية تلفت الإنتباه، وأو أحد أساليب التسويق التجاري البعيد تماما عن هدف البرنامج المعلن وهو دعم الموهبة.


برامج التقليد التلفزيونية العربية الفاشلة تؤكد مجددا على حرص العرب العام على التقليد، وحلقة الاقتباس والتقليد والاستلهام والتعريب المفرغة التي تدور فيها  الفضائيات العربية، ونضوب بئر الإنتاج العربي من الإبداع.