تاكسي المعرفة فكرة مصرية لنشر الثقافة
القاهرة : وكالات .
وسط ضجيج أصوات أبواق السيارات التي تكتظ بها شوارع القاهرة في ساعة الذروة يرى البعض أن مبادرة دار نشر مصرية لتزويد سيارات الأجرة بكتب (تاكسي المعرفة) يمكن ان تكون حلا مفيدا للهرب من مشكلات المرور.
ولا تهدف مبادرة تاكسي المعرفة التي لا تسعى الى الربح الى جعل المصريين في حالة استرخاء أثناء رحلاتهم في سيارات الأجرة بقدر ما تسعى الى التشجيع على القراءة في بلد يعاني من أحد أعلى معدلات الأمية في العالم.
وشملت المرحلة الأولى من المبادرة تزويد عدد 120 سيارة أجرة حديثة ومريحة بيضاء اللون بالكتب لتجوب بها أنحاء القاهرة على مدى ثمانية أشهر.
وتوضع ما بين أربعة الى ستة كتب قصص قصيرة مصرية في حقيبة كتان تعلق في ظهر مقعد سائق سيارة الأجرة ليطالعها الركاب أثناء تجول السيارة في شوارع القاهرة الصاخبة.
ويرى سائق سيارة أجرة يدعى محمد السيد أن المبادرة ستشجع المصريين على القراءة، وأوضح السيد ذلك لتلفزيون رويترز قائلا "احنا كسائقين نساعد المجتمع بتاعنا انه هو يعلى شويه بالفكر بتاعه. لأن انتم تعرفون ان نسبة الأمية عندنا في مصر عالية جدا..فمن يبتديء يقرأ ويبتديء يتثقف..فالأمية ليست شهادات انما هي عدم الاطلاع. وعدم الاطلاع بتاعنا جعلنا في ذيل الأمم ..في ذيل المجتمعات. الأمم اللي قبلنا سبقتنا بالعلم والمعرفة..لما بتقرأ وبتعرف حاجة بتبتديء تتعلم منها وتبتديء تفهم منها."
ويتعين على سائقي سيارات الأجرة أيضا ملاحظة ردود فعل الركاب على المشروع وإبلاغ دار النشر بذلك.
وقال سائق سيارة أجرة يدعى أحمد عدس لتلفزيون رويترز "ابتدأت ناس فعلا بتقرأ.. لا أريد أن أقول لك كثير أو من أي منطقة أو من أي مكان؟ ولكن فيه ناس ابتدأت تقرأ وابتدأت تسأل..طب انت تضع الكتب دي في عربيتك طب هي للبيع؟. طب ممكن نستعيرها. طبعا أنا بأرجع للمكتبة نفسها وبأقول لهم فكرة عن اللي حصل معايا."
وقال عماد العادلي المستشار الثقافي لمشروع "مصر تقرأ على الطريق" الخاص بدار نشر ألف والمسؤول عن اختيار الكتب التي تزود بها سيارات الأجرة لتلفزيون رويترز ان ردود الفعل تشير الى تطلع الناس الى توسيع المشروع ليشمل وسائل مواصلات أخرى مؤكدا سعادة دار ألف بذلك.
وأضاف العادلي لتلفزيون رويترز "فيه بعض الآراء قالت انه ما ينفعش فقط ان احنا نقتصر على التاكسي لأن هو المشروع المفروض اسمه مصر تقرأ على الطريق. طيب انتم ليه اكتفيتوا بس بالتاكسي فقلنا احنا لازم نرى وسائل مواصلات أخرى..مش بس وسائل مواصلات..يعني احنا الآن بنسعى لتنفيذ مشروع قطار المعرفة ومشروع طائرة المعرفة بالتعاون مع شركة مصر للطيران وبالتعاون مع هيئة سكك حديد مصر بالاضافة لبعض الأماكن اللي بتضيع فيها فترات بينية كثير زي عيادات الأطباء أو ما شابه."
ويتولى وائل عبد الله مسؤولية إدارة العلاقات العامة في مشروع تاكسي المعرفة ويركز على زيادة كمية الكتب التي يتم التبرع بها للمرحلة الثانية من المشروع التي ستشهد توسعته ليشمل مزيد من سيارات الأجرة التي يبلغ عددها 46 ألف سيارة في العاصمة المصرية بالاضافة الى سيارات الأجرة في المدن الأخرى والمحافظات.
وقال وائل عبد الله لتلفزيون رويترز "في جزء التاكسي تحديدا يعني احنا ازاي نستوعب الفترة اللي جاية. يعني احنا عملنا بالفعل موقع الكتروني باسم تاكسي المعرفة..عملنا أشكال إطار معين إن ألف (دار النشر) ازاي ح تدير المشروع. الموضوع المهم هو كيف نوفر الكتب. في الأول كنا احنا حاطين مجموعة الكتب الأولى وكان هناك تبرع بمجموعة أخرى من مجموعة من الكتاب اللي تفاعلوا مع المشروع. لكن المشروع ما ينفعش يستمر كده..لازم المشروع يستمد قوته من تفاعل الجماهير المصرية اللي هي بتقرأ تحديدا اللي عنده نسخة واثنين من نفس الكتاب أو حتى قرأ الكتاب ومش ح يقرأه ثاني يبدأ يتبرع به. وده اللي احنا ح نعمله الفترة الجاية ازاي نعمل حملات تساعد الناس على التبرع للمشروع الخاص بتاكسي المعرفة."
وينفذ في القاهرة مشروع استبدال سيارات الأجرة القديمة سوداء اللون بسيارات أجرة بيضاء اللون حديثة في إطار مشروع حكومي بدأ منذ عام 2008 لخفض التكدس المروري ومعدلات التلوث في القاهرة.