القاهرة : الصحافة.
وضعت الشرطة والجيش في ملاوي الرجال والنساء البيض تحت حمايتهم، في محاولة يائسة لوقف تجارة ذبحهم، والتجارة بأجزاء من أجسادهم في السوق السوداء شرق أفريقيا.
وأمرت شرطة ملاوي بإطلاق النار على أي شخص يقبض عليه بتهمة مهاجمة المصابين بالمهق، في حين حث رئيس وزراء تنزانيا المواطنين لقتل أي شخص يوجد بحوزته أجزاء من أجسام بيضاء.
وفي بوروندي، قامت الحكومة بإيواء الشباب البيض من مختلف أنحاء شرق أفريقيا في سكن خاص تحت حماية الجيش في محاولة لردع المهاجمين، وقد اتخذت بوروندي أيضا خطوات لحماية المصابين بالمهق من قبل إيوائهم في مساكن تحت الحماية.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" تأتي هذه التطورات جذرية في غضون تقارير الأمم المتحدة حول خمسة عشر شخصا على الأقل من المهق، معظمهم من الأطفال، لقوا مصرعهم، أو أصيبوا، أو اختطفوا في شرق أفريقيا خلال الأشهر الستة الماضية.
والسبب في ذلك هو استخدام أجزاء من أجسام المصابين بالمهق في السحر الأسود والشعوذة، إذ يعتقد أنها تجلب الحظ، والحب، والثروة.
والمهق اضطراب خلقي يصيب حوالي واحد من كل عشرين ألف شخص في العالم، وهو أكثر شيوعا في أفريقيا، وجنوب الصحراء الكبرى، ويصيب حوالي واحد من كل 1400 تنزاني.
جاءت أحدث الأوامر من ملاوي، حيث أمر المفتش العام للشرطة ليكسين كاشاما بإطلاق النار علي من يؤذون المصابين بالمهق ، واعتبارهم من "المجرمين الخطرين"، جاء ذلك وفقا لتقارير وسائل الإعلام المحلية، مضيفا انه طلب من الشرطة استخدام أسلحة بما يتناسب مع الجريمة، قائلا : "أطلقوا النيران علي أي مشتبه به يمارس العنف ضد المهق، أو يختطفهم" .
وأضاف : "لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي، ومشاهدة أصدقائنا من المهق يُقتلون مثل الحيوانات كل يوم، ندرك تماما أن هؤلاء المجرمين ليس لديهم رحمة، وبالتالي لابد من معاملتهم بالمثل، وبما يستحقوه ".
وجاءت تصريحات كاشاما بعد شهر واحد من القبض على رجل من مالاوي لمحاولة خنق حتى الموت صبي أبيض يبلغ من العمر 16 عاما، وقد أدلى بتصريحات مشابهة من قبل رئيس الوزراء التنزاني ميزينجو بيندا عام 2009 عندما حث المواطنين على قتل أي شخص على الفور إذا ما وجد معه أطراف بيضاء .
ودعت جماعة حقوقية لحماية أكبر للمصابين بالمهق، إذ أن قتل المشتبه بهم ليست طريقة لردع المجرمين، كما عرضت مبالغ كبيرة من المال لتأمين أجزاء الجسم لأنها من المرجح لاتزال في خطر.
ووفقا لتقرير الصليب الأحمر قامت جماعة "ويتش دوكتورز" بدفع 75 ألف جنيه استرليني كتأمين علي أطراف الألبينو.
وقالت فيكي نيتما، المدير التنفيذي لمجموعة "تحت نفس الشمس"، وهي منظمة كندية لا تهدف للربح للدفاع عن حقوق البيض، "يجب الاقتصاص من أولئك الذين ارتكبوا جرائم الخطف والتشويه والقتل في حق البيض".
وأضافت :" لابد أن تذكر أن كل أولئك المجرمون ضبطوا متلبسين وماهم إلا أسماك صغيرة بالمقارنة مع زعماء العصابات التي تقوم بترويع الأبرياء مع المهق وأسرهم" .
وطالبت نيتما الشرطة في تنزانيا، وملاوي، وبوروندي باستجواب المشتبه بهم للحصول على معلومات حول من يستخدمون أجزاء الجسم البيضاء وعملائهم. وأضافت : "نحن جميعا بحاجة إلى الاتحاد، والعثور على الجناة الذين يختبئون وراء القتلة ... لماذا يقتلون المصابين بالمهق ؟"
وتفاقمت محنة الناس مع المهق شرق أفريقيا في السنوات الأخيرة، وفقا لأرقام الأمم المتحدة والشرطة، مما زاد المخاوف من أن الانتخابات في تنزانيا هذا العام ستشهد المزيد من الهجمات، حيث يتمني الساسة المزيد من الحظ في صناديق الاقتراع.
وحث سعيد زيد رعد الحسين، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الشهر الماضي الحكومات الأفريقية لمكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم ضد الأشخاص الذين يعانون من المهق.