تهنئة تميم للسيسي تؤكد "الاستعباط القطري"
القاهرة: الصحافة.
عبرت فئات مختلفة من الشعب المصري عن الغضب لما تردد عن مصالحة يتم الترتيب لها بين قطر ومصر، بعد سنوات من التوتر الذي وصل إلى العداء . بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، ومحاكمته عقب ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ، حيث يؤمن قطاع عريض من المصريين بأن الدوحة تورطت في قتل مصريين.
وكانت مصادر مطلعة في كل من القاهرة والدوحة قد تحدثت عن إجراء أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، إتصالا هاتفيا بالرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، لتهنئته بالعيد، وذكرت وكالة الأنباء القطرية "قنا"، في تقرير لها الجمعة، أن أمير البلاد "تبادل التهاني بحلول عيد الأضحى المبارك، في اتصالات هاتفية اليوم، مع عدد من إخوانه قادة الدول العربية والإسلامية الشقيقة"، ولفتت إلى أن من بين هؤلاء القادة، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وفي القاهرة، أكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف أن الرئيس السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من أمير قطر، للتهنئة بعيد الأضحى، مشيراً إلى أن الاتصال اقتصر على التهنئة بالعيد فقط، ولم يتم التطرق إلى أي قضايا أو موضوعات أخرى.
ومنذ أسابيع كشف الرئيس المصري عن قيام أمير قطر بمصافحته خلال حفل عشاء على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك.
وبعدما تنامى التطرف القطري بعد سقوط الإخوان، سحبت القاهرة بسحب سفيرها من الدوحة، تلتها ثلاث دول خليجية، هي السعودية والإمارات والبحرين، وفي منتصف سبتمبر الماضي، ووسط تهديدات باحتمال طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي، قررت السلطات القطرية إبعاد عدد من قيادات الإخوان.
وتتهم دوائر عربية وخليجية وأخيرا بعض الدوائر الغربية قطر بدعم وتمويل الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، ولم يقتصر الدعم على إيواء قيادات جماعة الإخوان المصنفة في مصر والسعودية كجماعة إرهابية، ولكن دعم الحوثيين في اليمن، وجبهة النصرة في سوريا، وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا "داعش"، إضافة إلى تمويل جماعات متشددة مثل "فجر ليبيا" في ليبيا .
وحفلت مواقع التواصل بالتعليقات الساخرة على التهنئة القطرية . وقال الاعلامي عبدالعزيز الخميس رئيس تحرير صحيفة "العرب" اللندنية" في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" .. "عايز أفهم بس ..تشتمني في زفة وتصالحني في حارة .. الرئيس السيسى يتلقى اتصالا من أمير قطر يهنئه بعيد الأضحى"، وقال في تغريدة أخرى "أشتم في وسائلي الإعلامية شخصاً، وبكل برود أتصل به مهنئا إياه بالعيد.. يا عيد....عيد...عيد .. هل للنفاق مسمى آخر؟."، فيما وصفت تعليقات أخرى تهنئة تميم للسيسي بأنها دليل جديد على "الشيزوفرينيا القطرية"، وفضل آخر وصفها بـ "الاستعباط القطري".
ويرى مراقبون أن ما تردد عن مصالحة بين قطر ومصر يصب في صالخ الأولى ، بينما سيضر ضررا شديدا بالثانية ، حيث ستعتبر هذه المصالحة ـ إن صحت ـ طوق نجاة للنظام القطري الذي أصبح في بقاع عدة في العالم سييء السمعة . حيث تتهمه دوائر مختلفة عربية وغربية بتمويل الإرهاب في الشرق الأوسط، وفي المقابل سيضر ذلك الجانب المصري ضررا شديدا، حيث ستتسبب هذه المصالحة ـ لو تأكدت ـ في معارضة قوية للرئيس المصري من قبل فئات عدة من شعبه التي تعتبر الدوحة شريكا أساسيا في قتل المصريين ، بعد تمويل الدوحة لجماعة الإخوان الإرهابية، واحتضانها للشيخ يوسف القرضاوي الذي حرض مرارا على قتل جنود الجيش المصري . وهو ما يعد سببا أساسيا في رأي البعض في العمليات الإرهابية التي لازالت مصر تتعرض لها، والتي أوقعت مئات الضحايا.
وقد ظهرت بوادر هذه المعارضة على لسان رئيس نادي الزمالك المستشار مرتضى منصور الذي اعترض على مطالبة الرئيس للاعلاميين بعدم التعرض لوالدة أمير قطر الشيخة موزة المسند . ورد مرتضى قائلا "من يتعرض لأمي مصر سأتعرض لأمه".