القاهرة: الصحافة. انتقد عدد كبير من المشاهدين الكليب الجديد لأغنية المطربة اللبنانية نانسي عجرم "ماتيجي هنا" الذي بثته منذ ساعات على قناتها الخاصة على موقع الفيديو العالمي "يوتيوب" الكليب رغم أنه حقق ٦٠٠ ألف مشاهدة في ساعات كان صدمة لجمهور نانسي الذي انتظر منها كليبا جديدا يتضمن فكرة مختلفة، ورؤية فنية عالية . ولكن كما توقع البعض من الصور التي نشرتها عبر صفحتها على "فيس بوك" وتويتر" من الأغنية المصورة، والتي تظهرها بمكياج صارخ، وفستان أحمر ، ونظرات حادة، وهي تحمل ثمرة كبيرة من البطيخ ـ جاء الكليب متواضعا من حيث الفكرة، والسيناريو، والرؤية الأخراجية . بدت نانسي التي قدمت عشرات من الأعمال الناجحة، في هذا العمل وكأنها تقلد الشخصية التي قدمتها في الكليب الأول الذي قدمته في بداية حياتها الفنية، وكان سر انتشارها كليب "أخاصمك آه"، وهي شخصية "عاملة المقهى" التي يتهافت عليها الزبائن. يؤكد ذلك أيضا مشهد الكاميرا التي تتبع ظهر البطلة في هذه الأغنية موجود بنفس الكادر بنسبة ١٠٠% في الأغنية القديمة .. نانسي أو "بائعة البطيخ" كما ظهرت في الكليب الجديد هبطت بصورتها الفنية من أعلى السماء إلى أسفل الأرض، والأسباب عدة . أولا . من عوامل نجاح أي أغنية أن يشعر المشاهد أن بطلة العمل قريبة منه حبيبته، أو أخته، أو حتى زميلته في الجامعة، ولكن نانسي كما ظهرت في الأغنية كبائعة للبطيخ قدمت نموذجا لا يخطر على بال أحد.، لقد اختفت شخصية نانسي المعهودة كفتاة الأحلام ، أو حتى حياتها الحقيقية ، وظهرت في شكل صادم يقطع دابر أي شعور رومانسي قد يخطر على بال المشاهد. ثانيا .. لأن نموذج "بائعة البطيخ" في بلادنا العربية غير موجود، فلم نعتد أن نرى فتاة تبيع بطيخا في الأسواق العربية . قد تبيع وردا، أو خضروات، أو حتى مناديل في إشارات المرور، ولكن أن تبيع بطيخا، فهذه شطحة من شطحات المخرج لا مكان لها في الواقع . ربما لأن حمل ثمرة البطيخ الكبيرة التي يصل وزنها في المتوسط ١٠ و ١٥ كيلو جراما تحتاج جهدا عضليا قد لا يتوفر للمرأة . ويتوفر للرجال . أيضا لأن الإمساك بالسكين وبقر بطن ثمرة البطيخ يحتاج أيضا للقوة، ولا يتوائم مع الأيدي الناعمة ، وقبل أن أنسى قدمت الأغنية أسلوبا غريبا لشق ثمرة البطيخ لم نره من قبل، حيث ظهر عامل وهو يضرب الثمرة بـ "الساطور" بيد واحدة وكأنه "جزار" يوجه طعنات قاتلة . نانسي بمكياجها الصارخ، وفستانها الأحمر الذاعق، ورقصها غير المبرر، ظهرت في العمل وكأنها فتاة لعوب، وليس مجرد حبيبة مخلصة لحبيبها كما تقول الأغنية. يعزز ذلك حركات الإغواء التي قامت بها طوال الغنية للزبائن، وخاصة في نهاية الأغنية للعسكري الذي قام بضبطها ومن ثم تقييدها . لأنها خالفت القانون ربما للبيع بدون تصريح، أو ربما لتلويثها الطريق بثمرات البطيخ المتناثرة . أما المشهد الأخير بارتداء البطلة الطرحة فهو ما لا أفهمه. فهل طلب منها حبيبها الشرطي ترك المهنة، فحولت نشاطها إلى بيع التين البرشومي؟، وماحكاية الطرحة؟، هل طلب منها حبيبها الالتزام؟، وهل هذا هو الالتزام ؟.. لا أدري؟!. أيضا من المشاهد المزعجة مشهد ثمرات البطيخ الكبيرة التي تسقط من السيارة، وتتكسر على قارعة الطريق . ولا ندري كم عربة بطيخ تكبدها المسؤولون عن إنتاج الأغنية ليصوروا هذا المشهد التافه الضعيف. كلام الأغنية أيضا لم ينجو من الانتقاد، فعلى الرغم من أن كلمات الأغنية جاءت في نفس إطار كلمات الأغاني السائدة حاليا .. مجرد كلمات مكررة ومعاني وردت في عشرات الأغنيات . كنا ننتظر من نانسي بعد هذه الرحلة الطويلة أن تغني كلمات جديدة تعيش. المخرج هو المدان بالدرجة الأولى في هذه الأغنية، وربما المسؤول الحقيقي من كتب سيناريو الأغنية الذي كان سطحيا غاية في الركاكة، ولا أدري كيف تفتق ذهنه عن نموذج "بائعة البطيخ"؟، ولاشك أن المدان في النهاية هي نانسي التي قبلت أن يتم وضعها في هذا الكليب التافه الضعيف الذي أعادها لنقطة الصفر. نانسي في هذا العمل الغريب المزعج تحولت من ملكة الأغاني الرومانيسية الجميلة إلى "ملكة البطيخ" كاسم المحل الذي كانت تعمل به، وحصدت في النهاية خسارة حقيقية.