القاهرة: الصحافة. أبدى عدد كبير من المشاهدين استياءهم من الحلقات الأولى من الموسم الجديد لبرنامج "على شط بحر الهوى" الذي بدأ عرضه على قناة "إم بي سي مصر" مؤخرا، وفي الوقت الذي تطلع فيه المشاهدون بشغف للتعرف على الحياة الخاصة لنجومهم المفضلين . جاءت النتيجة عكسية . البرنامج بدلا من أن يسلط الضوء على الفنان في حياته الخاصة، ويظهر تصرفاته العفوية الحقيقية، فضح دون أن يدري ممارسات وسلوكيات أهل الفن، فبدى بعضهم متملقا أحيانا، وسطحيا تافها أحيانا أخرى، وبدى بعضهم متحررا أكثر من اللازم ، تجسد ذلك في التخييم المشترك في العراء، وقبلات الرجال للإناث وبالعكس، دون مراعاة المجتمع الشرقي الذي يرفض مثل هذه السلوكيات. وعلى مستوى "الشكل" انهارت الصورة المثالية التي يرسمها المعجبون لفنانيهم، والتي تتشكل عادة على مدى سنوات تحت سحر المكياج، والديكور، والأضاءة اللافتة، فالمطربة الجميلة التي كانت تجذب العيون بدت في البرنامج نحيلة شاحبة لا تجيد التصرف السليم، والمطرب الذي كان يظهر في أعماله الفنية جادا وقورا، ظهر تافها كالعيال .. وهذه كلها انعكست سلبا على المشاهد الذي كان يضع هؤلاء الفنانين في مصاف القدوة. البرنامج الذي ابتكره متعهد الحفلات يوسف حرب، والذي توقع له البعض النجاح، بسبب فكرته الجديدة، سرعان ما هوى ، ليحظى بانتقادات عدة، وممن انتقدوا البرنامج عبدالرحمن الناصر الكاتب بجريدة "الرياض" الذي انتقد الفراغ.. والسطحية.. واللقطات الخادشة للحياء التي حفل بها البرنامج، وقال "وبعد عرض عدة حلقات من البرنامج جاءت النتيجة مخيبة للآمال، ومغايرة لكل التوقعات، حيث غلب عليه في كثير من الأحيان "الحشو" الذي بلا معنى, مثل استعراض النجمات لمواهبهن في "الطبخ"، وفلسفة السيد نيشان المقيتة، والذي كعادته لا يترك صغيرة وكبيرة إلا ويقحم نفسه فيها, كما لا يترك أي دورة برامجية لـ MBC إلا ويسجل حضوره فيها سواء عبر برنامج حِواري، أو برنامج ترفيهي كهذا؟". وتابع الناصر قائلا "وإن قبلنا "الحشو والمط" كوسيلة يلجأ لها المنتجون لكسب ساعات تلفزيونية إضافية، إلا أنه لا يمكن قبول بعض التصرفات التي يقوم بها نجوم البرنامج، والتي خرجوا فيها عن المألوف!. فنانون وفنانات جاؤوا من البحر إلى البحر، ليظهروا عبر الشاشة في لقطات غير لائقة، يجوز وصف بعضها بالـ "خادشة للحياء"، حيث "القُبل والأحضان" التي تنهمر من كل جانب لتعطي صورة سلبية عن الوسط الفني وأخلاقه، ناهيك عن تأكيدها على السطحية التي تحيط بحياة النجوم، حيث لا يبدو أنهم يملكون ما هو مفيد للناس". البرنامج بما يقدمه الآن لم يعط لنا فكرة عن الواقع الحقيقي للفنان، ولكنه أعطى لنا فكرة عن واقع متعهدي الحفلات الذي ينتمي إليهم صاحب فكرة البرنامج والمورد الوحيد للقطاته يوسف حرب، وهو واقع تجاري محدود وخاص جدا لا يمكن تعميمه . تماما مثل واقع متعهدي الأفراح الذين تنحصر مهمتهم في توريد "النمر" من المطربين والراقصات ولاعبي السيرك وألعاب خفة اليد للحفلات بغض النظر عن القيمة. يتأكد لنا ذلك عندما نتذكر أن هناك جانب مغاير تماما لهذا الواقع الفوضوي . وهو واقع جاد يتعامل فيه الفنانون مع الفن كرسالة وليس فرح ومرح واستعراض كاذب. ولدينا مئات النماذج على ذلك. الغريب أن معظم المشاهد التي قدمها البرنامج حتى الآن لم تخلو من الافتعال والتمثيل والاصطناع، فافتقد البرنامج بذلك السمة الأساسية التي كان يعول عليها لتحقيق النجاح وهو "الصدق".