أغنيات تنتقد الطاقة النووية بعد أزمة المفاعلات في اليابان

أصبحت الأغاني التي تنتقد الطاقة النووية في اليابان مشهورة في أوساط النشطاء والشباب في أعقاب أسوأ حادث نووي تشهده البلاد.



ويتم تشغيل الأغاني التي تحتج على الطاقة النووية في المسيرات وعلى موقع اليوتيوب المصور،  في حين أن صناعة الموسيقى ومحطات التليفزيون والإذاعة تتجاهلها بشكل كبير.


وتنتقد أغنية عازفة الإيقاع كوما شي "قل لا!" وسائل الإعلام الرئيسية وقادة الحكومة لتقليلهم من مخاطر  الكارثة في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية.
وقد تسربت مواد إشعاعية من المحطة عقب تضررها من زلزال مارس وما  أعقبه من ظاهرة الأمواج العاتية المسماة "تسونامي".


وتقول أغنية كوما شي "يا وسائل الإعلام والمسئولين الكبار..نرجوكم قولوا الحقيقة فقط دون حجب أي معلومات. حتى لو كانت الحياة في خطر لا تقولوا شيئا. العالم يشعر باشمئزاز".


وتضيف "إذا كنت والد أحدهم نرجوك أن تشعر بغضب المواطنين. إنك تقول إن هناك خطرا غير منظور لا يشكل أخطار صحية فورية ، لكنها ضارة".


وفي مطلع مايو ، سافرت كوما شي إلى مناطق تقترب من نطاق المنطقة المحظورة حول المحطة النووية التى تبلغ 20 كيلومترا لتوصيل المال والسلع اليومية إلى سكان المنطقة وأيضا الغناء لهم.


وهناك أغنية شهيرة أخرى تنتقد الطاقة النووية اجتذبت أيضا مئات الآلاف من المشاهدين على شبكة الإنترنت، وهي "لا يمكن أن تراها ولا يمكن أن تشمها أيضا" لفنان موسيقى الريجا المخضرم رانكين تاكسي.


وتصف الأغنية كيف أن المواد الإشعاعية تلحق ضررا غير مميز، وتقول الأغنية "لا أحد يمكن أن يهرب منه ، فأنت تشمه وتراه".


وينتقد المغني شركات الكهرباء ومسئولي الحكومة الذين يبلغون الجماهير مرارا بأن الطاقة النووية آمنة بقوله "أسطورة السلامة انتهت في فوكوشيما". كما دفعت الأزمة أيضا نجم البوب كازيوشي سايتو إلى إعادة طرح ألبوم أغانيه في عام 2010 "أنا أحبك دائما" ، وأعاد تسميته باسم "كانت كذبة على الدوام".
وتقول كلمات أغنية سايتو "النصوص والإعلانات التجارية تقول "إنها آمنة  إنها آمنة" إنهم يخدعوننا. ومبررهم هو إنها تتجاوز نطاق الافتراض". وقد حذفت الأغنية على الفور ، حيث طلب الناشر الموسيقي الذي يتبع الشركة الأم،  وهي شركة لإنتاج الأجهزة الكهربائية من مسئول الموقع حذفها.


والأغنية الأصلية "أنا أحبك دائما" هي أيضا أغنية تجارية لصالح شركة مستحضرات تجميل كبرى هي شيسيدو.


وقال الناشر الموسيقي إن الفيديو الجديد سجل "لغرض خاص" ولكنه "تسرب بطريقة لم يقصدها سايتو" وفقا لما ذكرته صحيفة آساهي اليومية.


ومع ذلك ، لا يزال هناك نسخ يمكن مشاهدتها على اليوتيوب،  وتذاع في مسيرات الإحتجاج على الطاقة النووية.


وأغاني انتقاد الطاقة النووية ليست جديدة. فبعد مرور عامين على كارثة تشيرنوبل عام 1986 في الإتحاد السوفيتي آنذاك ، أنتج كيوشيرو إيماوانو ، وهو أحد نجوم الروك البارزين في البلاد أغنيتين في ألبومه "القرنفل"الذي ينتقد فيه المؤسسات العامة ووسائل الإعلام والحكومة.


وبعد رفض الناشر الموسيقي توشيبا إي أم آي  طرح أغانيه ، تم بيع الألبوم عن طريق شركة أخرى. وأفادت صحيفة "اساهى ان توشيبا" التي شركتها الأم تقوم ببناء محطات نووية فسرت قرارها في إعلان بالصحف وقالت إن الأغاني " عظيمة لدرجة عدم نشرها" . إلا أن كارثة فوكوشيما حدت بالمزيد من الناس إلى الاستماع إلى إيماوانو على الإنترنت واستعادة شرعية نجم الروك الذي توفي عام 2009 .


وتقول أغنية إيماوانو "لدينا الكثير من الكهرباء. لا نحتاج إلى طاقة نووية".


 


طوكيو : خاص