تونس .. آلاف المحتجين يطالبون بالإطاحة بالحكومة التونسية




احتشد عشرات الآلاف من التونسيين في وسط العاصمة تونس يوم الثلاثاء (6 أغسطس) للمطالبة بحل الحكومة في أكبر احتجاجات للمعارضة بالعاصمة منذ بدأت الأزمة السياسية في البلاد قبل نحو أسبوعين.
وتحاول المعارضة العلمانية الإطاحة بالحكومة التي يقودها الإسلاميون وحل المجلس التأسيسي الذي من المقرر أن ينتهي في غضون اسابيع من اعداد مسودة دستور وقانون انتخابي يدفع العملية الديمقراطية الوليدة نحو اجراء انتخابات جديدة.
وتواجه تونس أسوأ اضطرابات سياسية منذ الإطاحة بزين العابدين بن علي في أزمة زادت حدة بسبب الاضطرابات المتزايدة مع تكثيف متشددين هجماتهم.
وقال محتجون في ميدان باردو "الشعب يريد إسقاط النظام" مرددين نفس الشعارات التي كانت سائدة عندما أطاح التونسيون ببن علي في 2011 مما أشعل موجة من الانتفاضات في أنحاء العالم العربي.
وقال محتج اسمه صالح إن كل الشعب التونسي يحتج على ممارسات النهضة وممارسات حكومة الرشوة والاغتيالات وممارسات النهضة بصفة عامة.
وأضاف أن الحكومة تستمر في ممارساتها عبر شرعية زائفة وإن الشرعية الشعبية هي الشرعية الحقيقية. وقال محتج آخر اسمه عبد الرحمن إن الحكومة الإسلامية تخنقهم.
وفي خطوة مفاجئة قد تحول ميزان القوى لصالح المعارضة قام رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر بتعطيل عمل المجلس إلى أن تبدأ الحكومة التي يقودها الإسلاميون والمعارضة العلمانية حوارا. وقال بن جعفر انه امر بتعطيل المجلس لتسهيل حل الأزمة السياسية في تونس.
وقد يعزز تعطيل المجلس التأسيسي موقف المعارضة امام حركة النهضة الحاكمة التي كانت قد وافقت على تقديم بعض التنازلات لكنها رفضت حل المجلس أو إقالة رئيس الوزراء.
وقال محتج يدعى سامي إن هذه أنباء جيدة لبدء حوار وتغيير وضع البلاد.
وجاءت احتجاجات المعارضة يوم الثلاثاء في ذكرى مرور ستة أشهر على اغتيال السياسي اليساري شكري بلعيد وهو أحد شخصيتين بارزتين تم اغتيالهما في الأشهر القليلة الماضية.
وقالت بسمة بلعيد ارملة السياسي إن هذا يثبت أن رغبة التحرر من حكم الاخوان لن تنكسر. وكانت تشبه بذلك حزب النهضة بجماعة الاخوان المسلمين في مصر.
وفي يونيو حزيران استجاب الجيش المصري لاحتجاجات حاشدة نظمتها المعارضة وقام بعزل واعتقال الرئيس محمد مرسي وشن حملة اعتقالات لقيادات جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها.
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء قال مسؤول بوزارة الداخلية إن الشرطة قتلت متشددا إسلاميا بالرصاص في ضاحية رواد التي يوجد بها عدد من الفنادق الفاخرة التي يرتادها سائحون أجانب وتقع على اطراف العاصمة تونس.
وتصاعدت الهجمات المسلحة منذ قتل السياسي اليساري محمد البراهمي في يوليو تموز. وحمل محتجون يوم الثلاثاء صورا للبراهمي.
وبعد اسبوع من حادث الاغتيال قتل مسلحون ثمانية جنود بالقرب من الحدود الجزائرية في أحد أكبر الهجمات على قوات الأمن التونسية خلال عشرات السنين.
ومنذ ذلك الحين كانت هناك تقارير شبه يومية عن احباط محاولات تفجير أو مداهمات الشرطة ضد مسلحين في مختلف أنحاء البلاد.
وتشهد تونس استقطابا متزايدا من قبل الحركات المتنافسة. وفي استعراض للقوة قبل بضعة أيام نظمت حركة النهضة أكبر حشد منذ الاطاحة بالرئيس السابق بن علي خلال مظاهرة مؤيدة للحكومة قالت انها تجاوزت 150 ألف شخص.
وربما يسبب قرار بن جعفر تعليق عمل المجلس التأسيسي تعميق الأزمة السياسية في البلاد.
وقال الغنوشي لرويترز يوم الإثنين إن رئيس الوزراء والمجلس التأسيسي "خط أحمر" لن يتجاوزه وتحدى المعارضة بإبداء استعداد لاجراء استفتاء لاتخاذ قرار في هذا الشأن.
وقال شاهد لرويترز في احتجاج المعارضة يوم الثلاثاء إن الأرقام متقاربة لكنها ليست مرتفعة مثل تجمع النهضة.
وفي احتجاجات المعارضة احتفل المتظاهرون باشعال الألعاب النارية والهتاف للمشرعين المحتجين الذين صعدوا على المنصة ولوحوا بعلامة النصر.
وذهب إمام جامع الزيتونة التاريخي في مدينة تونس القديمة أيضا وسط الحشود وتلى آيات من القرآن الكريم.
ويأمل قادة المعارضة أن تبعث هذه الخطوة رسالة مفادها انهم مناهضون لحركة النهضة وليس للإسلام.