الإخوان يطبقون وصية مرسي "أنا أو الفوضى"
نظم مئات من انصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي مساء الاثنين تظاهرات في عدد من مناطق القاهرة للمطالبة بعودته، نجحوا من خلالها على قلة اعدادهم في ارباك عموم العاصمة، بينما تخللت احدى التظاهرات اشتباكات عنيفة مع قوات الامن في ميدان رمسيس أوقعت حوالى 20 جريحا، بحسب مصدر طبي.
وتحت شعار "مليونية الصمود" خرجت في انحاء عدة من العاصمة تظاهرات لانصار الرئيس المعزول المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين، ورغم قلة اعداد المشاركين في كل منذ هذه التظاهرات قياسا الى تظاهرات اخرى، الا ان رقعة انتشارها الواسعة في العاصمة اربكت المشهد بشكل كبير.
ولم تشهد التظاهرات احداث عنف تذكر باستنثاء تلك التي جرت في ميدان رمسيس، احد اهم ميادين القاهرة وحيث توجد محطة القطار الرئيسية بالعاصمة والتي تحولت لساحة مواجهات بين انصار مرسي والشرطة.
ووقع خلال هذه التظاهرات الاحتجاجية 22 جريحا بينهم 19 في ميدان رمسيس تنوعت اصاباتهم بين الاصابة بالخرطوش او بحالات اختناق من جراء تنشق الغاز المسيل للدموع، بحسب ما افاد محمد سلطان نائب رئيس هيئة الاسعاف الذي لم يحدد هوية المصابين.
وفي الساعات الاولى من فجر الثلاثاء تجددت المواجهات وعنفت بين قوات الامن ونحو الفين من انصار مرسي في ميدان رمسيس بعدما كانت الشرطة نجحت مساء الاثنين في اخلاء المتظاهرين من اعلى جسر كوبري 6 اكتوبر الرئيسي في العاصمة.
واطلقت الشرطة المتمركزة فوق الكوبري العشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين هتفوا "الشرطة بلطجية" و"يسقط يسقط حكم العسكر"، في اشارة لعزل الجيش لمرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين. وخيمت سحابات الغاز البيضاء فوق الميدان المكتظ بالباعة الجائلين الذين اشتبكوا مع انصار مرسي الاسلاميين.
واشعل المتظاهرون حلقات نيران لتخفيف اثر الغاز المسيل للدموع الذي سيطر على الاجواء. وفي النهاية، ادى الغاز الكثيف لتفرق المئات الى الشوارع الجانبية، وحلقت طائرات مروحية عسكرية فوق الميدان طيلة وقت المواجهات.
وكان العشرات من انصار مرسي قطعوا مساء الاثنين جسر 6 اكتوبر الذي يربط اجزاء كبيرة من العاصمة في الاتجاهين في منطقة رمسيس الحيوية.
ووضع المتظاهرون الغاضبون حواجز حديدية وحجارة في منتصف الطريق ما شل حركة المرور تماما وجعل عشرات السيارات تتراجع في الاتجاهين وسط حالة من الغضب العارم للمواطنين.
وحمل العديد من المتظاهرين صورا للرئيس المعزول. وهتفوا "اسلامية اسلامية" و "مرسي الله اكبر"، كما ادى بعضهم الصلاة على الجسر.
وعلى الاثر، وصلت مدرعات للشرطة وسيارات لقوات مكافحة الشغب (الامن المركزي) لفض التظاهرة.
وقال ضابط شرطة في موقع الاحداث لفرانس برس ان "قوات الامن تلقت اوامر واضحة بفض اي تظاهرة تعرقل حركة المرور وتعطل مصالح المواطنين".
ومن فوق مدرعة للشرطة وعبر مكبر للصوت، طالب نقيب شرطة المتظاهرين بفتح الطريق مرتين قبل اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وفرقت الشرطة المتظاهرين انصار مرسي لاسفل الكوبري باتجاه ميدان رمسيس، وتبادل المتظاهرون وجنود الامن المركزي القاء الحجارة لدقائق عبر الكوبري.
وقال الشاب الملتحي حامد ابو السعود القادم من البحير (شمال البلاد) لفرانس برس "انا ادافع عن حقي قي الديمقراطية. الجيش اغتصب السلطة". اما الشاب احمد البنا فقال "لست من انصار مرسي ولكنني ضد عودة الجيش لحكم البلاد".
وقد اكد عدد من المتظاهرين في رمسيس نيتهم الاعتصام في الميدان الى حين عودة مرسي الى الحكم، وذلك على غرار ما يفعل منذ اسبوعين عشرات الالاف من مؤيدي مرسي المعتصمين قبالة مسجد رابعة العدوية.
وفي ميدان الجيزة المؤدي الى منطقة الاهرامات، عرقل تجمع لمئات من انصار مرسي حركة المرور بشكل كبير. وتكدست عشرات السيارات امام ممر صغير سمح فيع انصار الرئيس المعزول بمرور السيارات الواحدة تلو الاخرى. وهتف انصار مرسي "اسلامية اسلامية" و"مرسي رئيسي"، فيما اعتلى عشرات منهم جسرا رئيسيا في الميدان ملوحين باعلام مصر.
وقال كريم جوهر "نحن ننتشر في الشوارع اليوم للضغط على السيسي لاعادة مرسي للحكم"، وهو ما ايده احمد علي الذي قال "ليس امامنا سوى ايصال صوتنا للعالم بالنزول للشارع".
وقال مصدر امني ان مئات من انصار مرسي حاولوا اقتحام قسم شرطة الجيزة القابع في شارع البحر الاعظم القريب من ميدان الجيزة، لكن الامن تصدى لهم. وبحسب سلطان فان "3 مصابين سقطوا في تلك المواجهات".
وقال مصدر امني آخر ان "عشرات من انصار مرسي قطعوا طريق جسر السويس في اقصى شرق القاهرة للمطالبة بعودة مرسي للحكم"، واضاف "حدث قطع اخر للطريق في طريق صلاح سالم" الذي يعد ممرا رئيسيا للوصول لمطار القاهرة.
وكانت صفحات الكترونية مؤيدة للرئيس الاسلامي المعزول دعت الى تظاهرات ومسيرات في عموم انحاء البلاد اطلقت عليها اسم "مليونية الصمود" وهددت بشل الطرق الرئيسية بالقاهرة لممارسة مزيد من الضغط على الجيش المصري لاعادة مرسي للحكم.
وكان الجيش عزل مرسي في الثالث من يوليو الجاري عقب احتجاجات شعبية واسعة شارك فيها ملايين المصريين عبر البلاد، وقد قدم الجيش خارطة مستقبل تضمنت تعيين رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور رئيسا مؤقتا للبلاد.