الجيش المصري يغير استراتيجيته للقضاء على الإرهابيين
القاهرة: الصحافة.
يعتزم الجيش المصري القيام بعملية في سيناء حيث تضاعفت اعمال العنف منذ اطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من يوليو الجاري.
وخلال الاسبوعين الماضيين، وقعت اعتداءات شبه يوميه على قوات من الشرطة والجيش في شبه جزيرة سيناء اوقعت العديد من القتلى كما قتل اثنان من المصريين المسيحيين.
وفجر الاثنين، قتل ثلاثة عمال يعملون في مصنع للاسمنت بمدينة العريش بشمال سيناء في هجوم شنه مسلحون على حافلة كانت تقلهم, وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري العقيد محمد احمد علي على صفحته على فيسبوك ان الهجوم كان يستهدف مركبة للشرطة الا انه اخطأ هدفه واصابت قذيفة ار بي جي حافلة العمال.
وقال المصدر العسكري لفرانس برس ان "الجيش سيقوم بعملية" في سيناء من دون مزيد من التفاصيل.
واضاف ان الجيش يعرف كل قيادات المجموعات المسلحة بالاسم ويعرف اين يقطنون و"معظمهم يقيمون مع اسرهم في القرى".
وتابع ان الجيش يخطط بحذر لعملياته لانه لا يريد ان تؤدي الى "مواجهة مع مدنيين" ولكنه لا يريد كذلك ان تصل هذه الاعتداءات الى "مرحلة تمثل تهديدا للامن القومي".
ويعتقد المحللون ان تصاعد العنف في سيناء عقب اطاحة مرسي من قبل الجيش ربما يرجع الى ان الاسلاميين المتشددين رأوا في اطاحة مرسي وحالة عدم الاستقرار السياسي في البلاد فرصة للتحرك.
وقال مدير الابحاث في مركز بروكينغز في الدوحة شادي حامد ان احد اسباب تصاعد العنف هو ان "المتشددين رأوا" ان اطاحة مرسي "فرصة بالنسبة لهم للتحرك بشكل اكثر عدوانية".
وتابع ان "التعاطف واسع اصلا في سيناء مع اي انشطة مناهضة للحكومة" المركزية في القاهرة و"عندما يكون هناك تعاطف على المستوى المحلي مع المتشددين يصبح من الاسهل لهم القيام بعملياتهم".
واعتبر حامد ان الاسلاميين المتشددين "استفادوا من تصاعد الغضب بسبب اطاحة مرسي".
وقال اوليفر كولمان الباحث في مركز دراسات مابلكروفت البريطاني ان "المجموعات الارهابية في سيناء تحاول الاستفادة من ان الجيش يركز جهوده" بعد اطاحة مرسي على "تأمين العملية الانتقالية وتشن حملة" هجمات جديدة.
واضاف كولمان انه "من المحتمل ان يعقد الناشطون المسلحون في سيناء صلات مع الاسلاميين الغاضبين في وادي النيل" خصوصا لو "استمرت الاعتقالات في صفوف جماعة الاخوان المسلمين وتم استبعادها من العملية السياسية".
ودعا الجيش المصري اكثر من مرة اخيرا جماعة الاخوان الى المشاركة في العملية السياسية الانتقالية التي اطلقت بعد اطاحة مرسي الا انها رفضت واكدت اصرارها على عودة مرسي الى منصبه مؤكدة انه يمثل الشرعية الدستورية واتهمت الجيش بتدبير "انقلاب ضده".
وفي ما بدا رسالة واضحة لجماعة الاخوان المسلمين، اعرب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الاحد عن الامل في ان "تدرك كل القوى بغير استثناء وبغير اقصاء ان الفرصة متاحة لكافة اطراف العمل السياسي، ولاي تيار فكري ان يتقدم للمشاركة بكل ما يقدر عليه من اجل وطن هو ملك وحق ومستقبل الجميع".
وثار جدل خلال الاسبوع الاخير في مصر حول ما اذا كانت صلات تربط جماعة الاخوان بالناشطين المسلحين في سيناء عقب بث القنوات المحلية مقطع فيديو يؤكد فيه القيادي الاخواني محمد البلتاجي ان "ما يحدث في سيناء سيتوقف في الثانية نفسها التي يعود فيها الرئيس مرسي" الى موقعه.
واعتبر خصوم جماعة الاخوان ان هذا التصريح يعد دليلا على ارتباط قوي بين الجماعة والمسلحين في سيناء.
غير ان البلتاجي عاد واكد في تصريحات لقناة الجزيرة ان جماعة الاخوان "لا علاقة لها بما يحدث في سيناء".