خرجت المظاهرات الاحتجاجية في مصر عن السيطرة، بعد أن بدأت في الذكرى الثانية لثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، بعد أن خرجت من نطاق المحافظات الرئيسية مثل القاهرة ومحافظات القناة والإسكندرية إلى الدلتا ، حيث اشتعلت في المحلة وكفر الشيخ وطنطا وكفر الزيات إضافة إلى مدن أخرى عدة على طول البلاد وعرضها.
المحتجون رفعوا شعارات مناهضة للإخوان والرئيس مرسي . كان من أبرزها "يسقط حكم المرشد" في إشارة للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع الذييعتبره المصريون الحاكم الفعلي للبلاد . وأن الرئيس التخب ماهو إلا منفذ لأوامر لجنة الإرشاد.
في القاهرة ألقى محتجون في مصر زجاجات حارقة على قصر الرئاسة ورشقوه بالألعاب النارية والحجارة يوم الجمعة وردت القوات التي تحرس القصر بطلقات تحذيرية من داخله واستخدمت خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع لإبعاد المتظاهرين في حين شهدت عدة مدن مظاهرات واشتباكات بأنحاء البلاد.
وقال رئيس هيئة الإسعاف المصرية محمد سلطان إن 126 شخصا أصيبوا في الاشتباكات في القاهرة والمدن الأخرى وقال قائد الحرس الجمهوري إن ضابطين وثلاثة مجندين أصيبوا داخل القصر. وقال شاهد عيان من رويترز "المحتجون ألقوا خمس زجاجات حارقة من فوق سور القصر وقذفوا الحجارة داخله."
وأضاف إن نحو ألفي محتج رددوا هتافات مناهضة للرئيس محمد مرسي منها "ارحل" و"الشعب يريد إسقاط النظام" بعد أن أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع عليهم لإبعادهم عن محيط القصر.
وتحركت مدرعات الشرطة ضد المتظاهرين بعد أن أشعلوا النار أمام إحدى بواباته وحاولوا فتحها بالضغط الشديد عليها وبعد أن ألقى محتجون كرات لهب من فوق السور تسببت في حرائق صغيرة سرعان ما أخمدت.
وقبل الاشتباكات التي وقعت أمام القصر نظم نشطاء عددا من المسيرات في القاهرة توجه بعضها إلى القصر ووضع بعض المتظاهرين الذين احتجوا أمام القصر شارات على أذرعهم حملت عبارة "يسقط حكم المرشد" في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي.
لكن جبهة الإنقاذ التي تضم حزب الدستور ترفع مطالب أقل من مطالب معظم المحتجين بينها تشكيل حكومة وحدة وطنية وتعديل الدستور الذي أقر في استفتاء في ديسمبر كانون الأول بعد أن صاغته جمعية تأسيسية هيمن عليها الإسلاميون.
وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في عدد من المدن شمالي القاهرة بعد أن رشقها بعضهم بالحجارة والقنابل الحارقة في يوم جديد من الاحتجاجات ضد سياسة مرسي.
وقال شاهد عيان إن محتجين حاولوا الوصول إلى منزل مرسي في مدينة الزقازيق لكن الشرطة ردتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأضاف أن المحتجين رشقوا الشرطة بالحجارة وأشعلوا النار في إطارات السيارات وأن الاشتباكات استمرت لساعات انتقلت بعدها إلى أمام مبنى ديوان عام محافظة الشرقية الذي حاول المحتجون اقتحامه.
ويقول المتظاهرون الذين نزل ألوف منهم إلى الشوارع يوم الجمعة في القاهرة وعدد من المدن إن مرسي الذي انتخب في يونيو حزيران يساعد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها على الاستئثار بالسلطة وإنه لم يحقق أهداف الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.
وقال شاهد عيان من رويترز إن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على مشاركين في مسيرة بعد أن رشقوا قسم شرطة سيدي جابر بمدينة الإسكندرية الساحلية بالحجارة وإن اشتباكات عنيفة تلت ذلك.
ودعا نشطاء ينتمون لجبهة الإنقاذ الوطني التي تقود المعارضة إلى التظاهر بعد نحو أسبوع من مقتل عدد من النشطاء خلال اشتباكات مع الشرطة وتعرية محتج وسحله قرب قصر الرئاسة في شرق القاهرة.
وفي مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية قال شاهد عيان إن متظاهرين حاولوا اقتحام مبنى ديوان عام المحافظة ومبنى مديرية الأمن المجاور وإن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وأضاف أن قنابل حارقة ألقيت على مبنى مديرية الأمن وأن رجال شرطة اعتلوا المبنى وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وتلت ذلك اشتباكات عنيفة استمرت ساعات في عدد من شوارع المدينة.
وقال شهود عيان إن متظاهرين حاولو اقتحام مقر مجلس مدينة المحلة الكبرى التي تشتهر بصناعة الغزل والنسيج، وقال شاهد إن المتظاهرين رشقوا المبنى بالحجارة والقنابل الحارقة وسط هتافات يقول أحدها "إخوان كاذبون".
وفي مدينة كفر الزيات القريبة حاول متظاهرون اقتحام مجلس المدينة ورشقه بعضهم بالحجارة وردت عليهم الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم.
ورشق محتجون مبنى به مكتب لحزب الحرية والعدالة في مدينة السنطة مما أدى لتحطم واجهة متجر في الطابق الأرضي وإتلاف بعض محتوياته.
وشهدت مدينة كفر الشيخ أيضا اشتباكات مماثلة بين مئات المحتجين ورجال الشرطة استخدم خلالها المحتجون الحجارة والزجاجات الحارقة وردت الشرطة بالغازات المسيلة للدموع. وقالت مصادر أمنية إنه تم احتجاز عشرات المحتجين.
وهتف آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير بؤرة الانتفاضة التي أسقطت مبارك بعد 18 يوما من اندلاعها "الشعب يريد إسقاط النظام" و"يسقط يسقط حكم المرشد".
واستنكر رئيس الوزراء هشام قنديل العنف. وقال في صفحته على موقع فيسبوك "أعمال العنف لا يمكن تبريرها تحت أي مسمى وهى سلوك مستهجن يضر باستقرار البلاد ويعوق مصالح المواطنين؟."
وأضاف "أحمل منظمي المظاهرات والداعين لها المسؤولية عن منع العنف الدائر والحيلولة دون اندساس عناصر من المخربين والعناصر الإجرامية ممن يقومون بأعمال الشغب والتخريب؟."
وخلال الأسبوعين الماضيين قتل 59 مصريا خلال مواجهات بين الشرطة ومحتجين معظمهم في مدينة بورسعيد بعد قرار محكمة يمهد لإعدام 21 أغلبهم من سكان المدينة أدينوا في قضية قتل أكثر من 70 مشجعا للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي القاهري خلال مباراة في المدينة قبل عام.
وقال سكان إن الحكم سياسي بعد أن هدد مشجعو الأهلى بنشر الفوضى في البلاد إذا لم تصدر أحكام مشددة ضد المتهمين وعددهم 73 بينهم 12 من رجال الشرطة والموظفين.
وشارك ألوف من سكان بورسعيد في مسيرة مناوئة لمرسي في المدينة، ويسمي نشطاء مظاهرات الجمعة "جمعة الكرامة" أو "جمعة حق الدم" أو "جمعة الرحيل" في إشارة إلى المطالبة بإسقاط مرسي.