كشفت صحيفة خليجية عن وثيقة قطرية تثبت تقديم حكومة الدوحة دعماً مالياً عاجلاً إلى حركة حماس الفلسطينية، بقيمة 250 مليون دولار بهدف "المساعدة على تمكين الرئيس المصرى، والحفاظ على حياته، واستقرار إدارته للبلاد لأطول فترة ممكنة".
والوثيقة، التى نشرتها صحيفة "أخبار الخليج" البحرينيبة هي رسالة موجهة من على بن فهد الشهواتى الهاجرى مساعد وزير الخارجية القطرى للشئون الخارجية، إلى الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء، وزير الخارجية، تؤكد تحويل المبلغ، بناء على أوامر الشيخ حمد بن جاسم، إلى خالد مشعل عن طريق مصرف قطر المركزى.
ويقول نص الوثيقة:
"مذكرة للعرض على: معالى الشيخ رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، حفظه الله: تحية طيبة وبعد..
بشأن توجيه معاليكم الكريم الوارد بالكتاب رقم ت ح م/ 2013/01 / 9183، المؤرخ 23/01/2013 ، والمعنى بسرعة توجيه منحة عاجلة إلى حكومة حماس بقيمة 250 مليون دولار (تحت بند منحة أعباء إضافية للمساعدة على تمكين الرئيس المصرى، والحفاظ على حياته، واستقرار إدارته للبلاد لأطول فترة ممكنة).
أود إبلاغ معاليكم أن المنحة المصدق بها استخرجت من صندوق (الطوارئ والمنح العاجلة بوزارة المالية) بالشيك رقم (060622496) المؤرخ فى 27/01/2013 والمسحوب على مصرف قطر المركزى، باسم السيد/ خالد عبدالرحيم إسماعيل عبدالقادر مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)،
مرسل لمعاليكم للتكرم بالإفادة، وتقبلوا معاليكم فائق الاحترام.
على بن فهد الشهواتى الهاجرى، مساعد الوزير للشئون الخارجية".
الوثيقة التي لم يتصدى أحد لتكذيبها حتى الآن رغم نشرها وتداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، تقدم ـ في حالة صحتها ـ عدة مؤشرات ، أولها الآمال الكبيرة التي تضعها قطر على استمرار الرئيس محمد مرسي رئيسا لمصر، وهو يؤكد حجم الاستفادة الكبيرة التي ستحققها قطر من وراء ذلك، ويؤكد الشكوك الكبيرة والمعلنة حول دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين، ووجود خطة شاملة لتمكينهم ليس في مصر فقط، ولكن في دول عربية أخرى مثل تونس، وليبيا، ولاحقا سوريا . وذلك وفق أجندة سرية لقطر . لتحقيق أغراض معنوية مثل الهيمنة السياسية على الوطن العربي من ناحية، أو تحقيق أجندة أميركية وإسرائيلية من ناحية أخرى.
المؤشر الآخر الأهم يكمن في الجملة التي تقول "لأطول فترة ممكنة" والتي تعطي للقاريء مؤشرا عن عدم ثقة قطر نفسها في استمرار الرئيس مرسي، خاصة بعد الغضب الشعبي المصري العارم ضد مرسي والأخوان، والذي تصاعد في خلال الستة الأشهر التي مرت على تولي مرسي منصب رئاسة الجمهورية، وهو الغضب الذي لا يتكهن أحد بنتيجته.
هذه الجملة تؤكد أن طموح قطر ينحصر فقط الآن في بقاء مرسي "أطول فترة ممكنة" حتى تتمكن قطر من تحقيق أكبر حجم من المكاسب الاقتصادية والسياسية وغيرها .