القاهرة : أماني ياسين
أكد مفتى الجمهورية الدكتور علي جمعة أن المزاعم التي أطلقها البعض حول عدم مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تنطع، وأن الاحتفال من أعظم الأعمال والقربات إلى الله، وهو أمر "مقطوع بمشروعيته".
وكان الشيخ مرجان سالم الجوهرى، عضو السلفية الجهادية، قد زعم إن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف "شرك بالله تعالى"، وشريعة الإسلام تخالفه، وهو بدعة أدخلها الفاطميون لمصر، وهم مجموعة من الشيعة الاثنى عشرية "المجرمين"، حسب وصفه.
وأضاف وتابع فى تصريحات نشرتها صحيفة "الوطن" أن الإسلام لم يكن يعرف شيئاً اسمه الاحتفال بالمولد النبوى، وكلها أمور ابتدعها أعداء الدين الإسلامى، والرسول الكريم نفسه أمرنا بألا نحتفل إلا بعيدين فقط «الفطر والأضحى».
وطالب الجوهري المسلمين بتحطيم جميع الأشكال المجسمة، التى ابتدعت للاحتفال بالمولد النبوى، من عرائس وأحصنة، لافتاً إلى أن مثل هذه الأشكال إذا وجدت بالمنازل تمنع دخول الملائكة، ويحسب أصحاب تلك المنازل من الكفرة، ويخرجون من ملة الإسلام ويجب استتابتهم.
وقال الجوهري أن السلفية الجهادية تطالب الرئيس محمد مرسى بإلغاء الاحتفال بالمولد النبوى، للحفاظ على المجتمع الإسلامى فى مصر من الشرك.
في نفس الاتجاه قال رئيس جمعية أنصار الشريعة بالإسكندرية، والقيادى بالسلفية الجهادية السيد أبوخضرة، ، إن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف أمر غير مشروع فى الدين الإسلامى، ولو كان عكس ذلك لكان الرسول الكريم دلنا عليه.
وأضاف أن هناك أموراً أكثر أهمية من الاحتفال بالمولد أو العام الهجرى، على رأسها تطبيق الشريعة الإسلامية، التى بتطبيقها بالشكل الأمثل فى المجتمع المصرى، تكون كفيلة بأن يطرح الناس بدعة الاحتفال بالمولد النبوى جانباً؛ لأنهم سيؤمنون أنها ليست من الإسلام فى شىء.
وردا على ذلك أكد مفتى الجمهورية الدكتور علي جمعة، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح، والحب، والمحبة للرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا أصل من أصول الإيمان، وقد صح عن النبي أنه قال: "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده"، ووصف جمعة، تحريم البعض، الاحتفال بالمولد النبوي، بأنه ضرب من التنطع المذموم.
وأضاف، إن الاحتفال بالمولد النبوي هو الاحتفاء به، وهو أمر مقطوع بمشروعيته لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، فقد علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه، فعرف الوجود بأسره باسمه، ومبعثه، وبمقامه وبمكانته، فالكون كله في سرور دائم، وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين.
وأشار جمعة إلى أن السلف الصالح، درج منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بالمولد النبوي والاحتفاء برسول الله بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام، وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار في الرسول محمد، مؤكدا أن ذلك أكده كثير من المؤرخين مثل الحافظين ابن الجوزي، وابن كثير والحافظ بن دوحي الأندلسي والحافظ بن حجر.
وأوضح أن أصل الاجتماع لإظهار شعائر الاحتفال بالمولد النبوي، مندوب وقربة لأن ولادته أعظم النعم علينا والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، وهذا ما رجحه ابن الحاج في المدخل، حيث قال: لأن في هذا الشهر منَّ الله علينا بسيد الأولين والآخرين فكان يجب أن يراد فيه من العبادات والخير وشكر المولى على ما أولانا به من النعم العظيمة".
ولفت إلى أن ما اعتاده الناس من شراء الحلوى، والتهادي بها في المولد من باب الفرح بمولد الرسول وإدخال السرور على أهل البيت وصلة الارحام، فذلك يعد مستحبًا ومندوبًا.
من جانبه استنكر الشيخ جمال قطب، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، تصريحات "مرجان سالم الجوهري"، عضو السلفية الجهادية، التي قال فيها بأن "الاحتفال بالمولد النبوي الشريف" شرك بالله، وشريعة الإسلام تخالفه، وأن "بدعة أدخلها الفاطميون لمصر"، رافضًا التعليق على تلك الأقاويل، ومنتقدًا وصف قائلها بـ"الشيخ".
وطالب "قطب" في تصريحه لـ"الوطن"، وسائل الإعلام والصحافة بعدم إتاحة المساحة لهؤلاء "المتشددين"، على حد وصفه، لـ"تضخيم حجمهم"، مشددًا على ضرورة ألا تصبح تصريحاتهم مثار تعليق من الأزهريين، وفقهاء الدين، مشيرًا إلى أن تلك الأقاويل تتردد منذ سنوات، مؤكدًا أن "تجاهلها" هو أنسب رد عليها، على حد قوله.