خرجت التلميذة الباكستانية ملالا من مستشفى برمنجهام حيث كانت تعالج، منذ ثلاثة أشهر، بعد إصابتها إصابات بليغة عقب إطلاق مسلحين من حركة طالبان الرصاص عليها في حافلة أثناء عودتها من مدرستها إلى المنزل. وذلك بسبب مهاجمتها حركة طالبان، ومطالبتها بحقوق المرأة.
ملالا يوسف زاي (15 عاما) خرجت من المستشفى وهي تمشي على قدميها، وابتسمت، ولوحت للعاملين بالمستشفى الملكة أليزابيث بالتحية وعانقت الممرضتين اللتين كانتا تعتنيان بها. حيث خضعت الفتاة إلى عمليات معقدة لإزالة رصاصة قاتلة من دماغها.
ووفقا لصحيفة "الديلي ميل" البريطانبية قالت ملالا أنها سوف تستمر في برنامج إعادة التأهيل لها منزل العائلة المؤقتة في ميدلاندز الغربية قبل أن تخضع لجراحة كبيرة في غضون بضعة أسابيع.
وذاعت شجاعة ملالا في العالم بعد استهدافها من قبل حركة طالبان في باكستان ، وصارت رمزا للفتاة التي تطالب بحقوقها وتناضل من أجل حرية المرأة وخاصة حريتها في الحصول على التعليم في البلاد.
في أكتوبر من العام الماضي اقتحم قاتلو طالبان حافلة مدرستها في وادي سوات بشمال باكستان، وأطلقوا عليها النار من مسافة قريبة، فأصابت رصاصة دماغها فوق عينها اليسرى .
على الفور نقلت ملالا إلى مستشفى، حيث خضعت لعملية عاجلة تمت خلالها إزالة رصاصة من قبل الجراحين في باكستان =، ثم نقلت بعد ذلك جوا إلى المملكة المتحدة، حيث أدخلت مستشفى الملكة أليزابيث في برمنجهام، وتعهدت طالبان باستهدافها مرة أخرى.
وقال مسعفون أن ملالا ستخضع في وقت لاحق من هذا الشهر أو بداية فبراير لعملية جراحية لترميم أجزاء من جمجمتها، وأوضحوا أن ملالا ستزور المستشفى كل أسبوع حيث سيتابع الأطباء حالتها ويقيمون التقدم الذي تحققه.
وقال المدير الطبي الدكتور ديف روسر: 'ملالا امرأة قوية . بل هي أقوى من الشباب، وتعاونت معنا ، وقدمنا رعاية كاملة لها لتحقيق تقدم ممتاز نحو شفائها، وبعد مناقشات مع ملالا وفريقها الطبي، قررنا أنها يمكن أن تتابع العلاج في المنزل مع والديها وأخويها".
وفي الوقت نفسه، يرجح حصول ملالا على إقامة دائمة في المملكة المتحدة بعد أن حصل والدها على وظيفة في القنصلية الباكستانية في برمنجهام.
ومنذ إصابة ملالا خرجت في باكستان العديد من المظاهرات المنددة بالإعتداء، كما نظمت في برمنجهام العديد من الوقفات الاحتجاجية على ضوء الشموع ، ونددت العديد من الدول بالحادث، ودعى الملايين من اجل شفائها. كما أعلن عدد من المشاهير دعمهم للفتاة الباكستانية الشجاعة، من بينهم المطربة مادونا، والممثلة أنجلينا جولي، وهناك دعوات متزايدة لمنحها جائزة نوبل للسلام.
شاهد الفيديو :