أهدى البطل المصري والحاصل على الميدالية الفضية في المبارزة بأولمبياد لندن علاء أبو القاسم، ميداليته الأولمبية لروح والده الذي توفى قبل نحو ستة شهور، قائلا إنه لعب مباراته الأخيرة ضد رغبة طبيبه الذي نصحه بالانسحاب.
وأوضح أبو القاسم في مقابلة مع CNN بالعربية، أن "أصعب لحظات مشواره الأولمبي كانت عندما تعرض لإصابة في الكتف خلال مباراته الأخيرة مع البطل الصيني، ووقتها نصحه الطبيب بالانسحاب، إلا أنه رفض وصمم على اللعب."
واشتكى البطل الأولمبي المصري، من الإهمال الذي تعرض له طوال مشواره الرياضي، ولكنه الآن يشعر بالاهتمام، وطالب بضرورة إجبار الشركات ورجال الأعمال على رعاية أبطال الألعاب الفردية التي تحقق ميداليات أولمبية.
هل توقعت الفوز بميدالية أولمبية في لندن؟
كنت واثقا من الفوز بميدالية أولمبية في لندن، وقلت لأسرتي قبل السفر إلى لندن "رايح الأولمبياد أجيب ميدالية وأرجع" وكنت راغبا في العودة من لندن بإنجاز تاريخي بتحقيق ميدالية أولمبية لأهديها إلى روح والدي الذي توفى دون أن أراه لأني كنت في معسكر إعداد في ألمانيا، وعندما تعرضت لإصابة قبل المباراة الأخيرة، صممت على اللعب من أجل تحقيق هدفين وضعتهما في تفكيري، الأول هو رفع علم مصر في المحفل الأولمبي كأول مصري يحقق ميدالية أولمبية في لعبة السلاح، والثاني هو تحقيق حلم والدي قبل وفاته، فقد دخلت البطولة وكنت أصدق في نفسي أن بإمكاني الفوز بميدالية، لذلك ففرحتي في النهاية لا توصف.
بماذا فكرت عندما حصلت على الميدالية الفضية؟
أول ما طرأ في تفكيري هو الاتصال بوالدتي، إلا أني فشلت في الاتصال بها، ولكن توصلت إليها عن طريق أحد البرامج التليفزيونية، حيث كنت مشتاقا لسماع صوتها، وصممت على العودة للقاهرة فورا ورفضت الانتظار في لندن حتى العودة مع المسؤولين في اليوم الأخير.
هل حزنت لعدم حصولك على الميدالية الذهبية؟
مستواي ارتفع من مباراة لأخرى، حتى وصلت إلى المباراة النهائية، إلا أن الإصابة التي تعرضت لها في كتفي حرمتني من الحصول على الميدالية الذهبية، وبالتأكيد حزنت لعدم حصولي على المركز الأول، ولكني فخور بأني أول لاعب عربي وأفريقي يحصل على ميدالية أولمبية في لعبة سلاح الشيش، ونصحني الطبيب قبل اللقاء الأخير بالانسحاب بسبب إصابتي ولكني رفضت وقلت له أني سألعب المباراة حتى ولو كنت بيد واحدة، وأنتهز هذه الفرصة لأهدي الميدالية الأولمبية لكل الشعب المصري ولعائلتي ولروح والدي لأنه وقف إلى جواري كثيرا وشجعني بقوة على الاستمرار، والحمد لله أني حققت حلمه بإحراز ميدالية أوليمبية لمصر.
ما هي أصعب لحظة مرت عليك خلال الأولمبياد؟
عندما تعرضت لإصابة في المباراة النهائية أمام الصيني شينج لي، فإصابة الذراع في هذه اللعبة هي أسوء ما يمكن أن يحدث للاعب، فلا أستطيع تنفيذ أي من حركاتي للانقضاض علي المنافس، ولكني رفضت الانسحاب وفضلت أن أقاتل للنهاية.
كيف كان إعدادك لأولمبياد لندن؟
تعرضت لإهمال شديد قبل الأولمبياد، لكن الحمد لله حققت الحلم بالحصول على أول ميدالية فضية في تاريخ العرب وأفريقيا، وقد بذلت مجهودا كبيرا للوصول لهذا الإنجاز، ولم يرعاني أحد سواء من الإعلام أو من الشركات الراعية للأبطال الرياضيين، بل لم يكن أحد يعرفني قبل الحصول على الميدالية الأولمبية التي حققتها بفضل والدتي وعائلتي الذين ساندوني ووقفوا بجواري، أضيف إلى هؤلاء الكابتن عبدالرازق الشرقاوي، أول مدرب قام بتدريبي، وكذلك الكابتن محمد السيد الذي مكنني من الحصول على أول ميدالية في بطولة العالم للناشئين.
هل ترى أنك حصلت على التكريم اللائق بعد الحصول على الميدالية الأولمبية؟
نعم احتفت بي مصر بشكل لم أكن أتصوره، وسعدت بتهنئة رئيس الجمهورية محمد مرسي علي تويتر، وأيضا تهنئة رئيس الوزراء هشام قنديل، بالإضافة لتهنئه محمد البرادعي صاحب جائزة نوبل للسلام، كما احتفل بي وزير الدولة للرياضة العامري فاروق، أشكرهم جميعا مع كامل تقديري وشكري للشعب المصري الذي تابع المباراة النهائية وتشجيعهم له وكأنهم يشاهدون مباراة كره القدم.
متى بدأت مشوارك الرياضي؟
البداية كانت مع لعبة السباحة ثم الكرة الطائرة والكاراتيه وفكرت في لعب كرة القدم، ولكني لم أجد نفسي في كل الرياضات التي مارستها، وكنت أتمنى لعب كرة القدم التي أعشقها ولكني قررت الابتعاد عنها خوفا من مشاكلها، الصدفة قادتني لحمل السلاح لأجد نفسي أشعر بقمة المتعة مثل أي طفل يتمنى حمل السيف وارتداء القناع، واكتسب الخبرة في سن صغيرة من رحلاتي الخارجية وقضيت على الخجل الذي كان كنت أعانى منه.
هل حققت بطولات في السلاح قبل الأولمبياد؟
حققت العديد من بطولات العالم دون أن يشعر بي أحد، وكنت أدفع من جيبي الخاص وواجهت كثيرا من التحديات بلا أي مقابل، الأولمبياد كانت التحدي الأخير لي، أو بمعنى أدق الأولمبياد كانت بالنسبة لي حياة أو موت، إذا أخفقت فيها كانت نهاية مشواري مع سلاح الشيش.
ما حقيقة احترافك للعبة سلاح الشيش؟
احترفت قبل سنوات في نادي "إيكس أن بروفينس" الفرنسى بجانب نادي السلاح المصري، وكنت أسافر ثلاثة مرات في العام لأخوض البطولة المحلية هناك، رفضت منحتين دراسيتين بأمريكا حتى لا أشتت تركيزي، كما وصلني عرض للعب باسم المنتخب الجزائري لأن أمي جزائرية، إلا أنى رفضت وتمسكت باللعب باسم مصر.
ماذا تطلب الآن من المسؤولين عن الرياضة في مصر؟
يجب وضع قانون يجبر الشركات ورجال الأعمال على دعم الرياضات الفردية الأولمبية من أجل مزيد من الميداليات.
هل ما زلت تفكر في كرة القدم وتتابعها؟
قاطعت كرة القدم بعد مجزرة بورسعيد التي وقعت في فبراير/شباط الماضي، ولم أتخيل يوما أن تتحول متعتي بمشاهدة كرة القدم إلى أبشع منظر رأيته في حياتي، وللأسف لا أحد يأخذ حقه في هذا البلد والدم المصري أصبح رخيصا، وأشجع فريق الأهلي في مصر وبرشلونة على المستوى العالمي.