السجن 3 أيام لضرب قط و45 يوما لقتل امرأتين

 


في موقفين يعكسان التناقض في المعايير القضائية الإسرائيلية، واستهانة الكيان الصهيوني بحياة الإنسان، عاقبت السلطات جنديا إسرائيليا عامل قط بوحشية بالإقامة الجبرية لمدة ثلاثة أيام، بينما اكتفت بالحكم على آخر قتل سيدتين فلسطينيتين بالسجن لمدة 45 يوما فقط.


فقد أخضع جندي إسرائيلي للإقامة الجبرية بعدما نشر صورة تظهره يمسك قطا من ذيله ، وقد يواجه الجندي تهم معاملة الحيوان بوحشية بعدما تسببت الصورة ، التي انتشرت على موقع فيس بوك للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت ، في عشرات الشكاوى .


وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجندي (20 عاما) والذي أشارت إليه فقط بالحرف "إيه" ، وهو من أشدود ، نشر الصورة أمس الأول الجمعة.


كانت الصورة التي أظهرت الجندي يمسك القط - وألوانه أبيض مع أسود وبني - من ذيله في حين رفعت أطرافه من على الأرض ، قد أثارت تعليقات إعجاب من أصدقائه على فيس بوك في البداية.


ولكن بعد أن نقلها مدون إسرائيلي ونشرت على صفحة معنية بالوحشية مع الحيوانات على فيس بوك ، بدأت الشكاوى تنهال لدرجة أنها نشرت على صفحة الشرطة الإسرائيلية مع طلب للقبض عليه "إيه"، وجرى استجواب "إيه" أمس السبت ، وقال مدافعا عن نفسه إنه لم يسيء معاملة القط ، ولكنه كان يداعبه . وأمرت السلطات بإخضاعه للإقامة الجبرية ثلاثة أيام ، ومن الممكن أن توجه إليه تهم لاحقا.


قال الجندي ليديعوت أحرنوت إن "الناس تبالغ دائما . إذا كنت أعلم برد فعل كهذا لما كنت فعلت شيئا"، وأصر على أنه كان يداعب القط . وقال "لقد أطعمته ، وبالنسبة  للصورة ، رفعت أطرافه قليلا عن الأرض . هذا لم يضايقه".


وفي موقف آخر توصلت محكمة عسكرية اسرائيلية الاحد الى اتفاق مع جندي اسرائيلي تورط في قتل امراتين فلسطينيتين في غزة كانتا تحملان راية بيضاء، وبات يواجه الان حكما بالسجن لـ 45 يوما فقط، حسب ما اعلن الجيش ووسائل الاعلام.


واتهم القناص الذي اطلقت عليه وسائل الاعلام الاسرائيلية اسم "السرجنت اس" بالقتل غير العمد في عام 2010 لقتله ريا ابو حجاج (64 عاما)  وابنتها ماجدة (37 عاما) خلال الحرب على غزة التي بدأت أواخر ديسمبر 2008 واستمرت 22 يوما.


من جهته قال الجيش الاسرائيلي أن التهمة خفضت الاحد من القتل غير العمد الى استخدام السلاح بشكل غير مشروع، وقال بيان عسكري "بعد الدرس وبعد فحص الادلة مع توصية المحكمة العسكرية توصل كلا الجانبين الى صفقة سيتم فيها تعديل لائحة الاتهام، وستتم إدانته باستخدام السلاح بشكل غير مشروع"، وأشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى ان السرجنت الاسرائيلي سيسجن بموجب الصفقة لمدة 45 يوما فقط.


وبحسب تقرير لمنظمة بيتسيلم الاسرائيلية لحقوق الانسان وقع الحادث في الرابع من يناير 2009 عندما قامت عائلة ابو حجاج باخلاء منزلها عقب غارة اسرائيلية عليه.


ويشير التقرير الى ان "اثنتين من افراد العائلة قامتا بالتلويج برايات بيضاء بعدما شاهدتا دبابات على بعد 150 مترا في حين جلس الاولاد على الأرض".


وأضاف التقرير "فجأة ومن دون تحذير تم اطلاق النار على المجموعة ما أدى الى مقتل ماجدة ابو حجاج على الفور، بينما أصيبت والدتها ريا إصابة خطرة" وتوفيت لاحقا متأثرة بجروحها، وكانت هذه الحادثة واحدة من الحوادث التي وردت في تقرير غولدستون التابع للأمم المتحدة خلال الحرب على قطاع غزة التي ادت الى مقتل 1400 فلسطيني.


وقام الجيش الاسرائيلي برفض التحقيق في عشرات من الحوادث الاخرى لانه "وفقا لقواعد الحرب لم يتم ايجاد اي اخطاء في تصرفات القوات".


وفي حالات أخرى قال الجيش انه "لا توجد أدلة كافية تثبت الحاجة إلى اتحاذ تدابير قانونية" وذلك في بيان أصدره عام 2010 عندما اتهم هذا القناص بالقتل غير العمد.