تقول الفنانة وفاء عامر أنها لم تتردد لحظة واحدة في قبول تجسيد شخصية الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، لما لها من ثقل فني يعرفه الجميع، وبُعد إنساني وسياسي أكثر ثقلاً يجهله الجيل الحالي من الشباب.
ونفت عامر، في حوار خاص لموقع CNN بالعربية، أن يكون قد تم حذف بعض مشاهد الرقص في العمل، بسبب الخوف من التيارات الإسلامية التي تتصدر المشهد السياسي المصري، وإنما مراعاة لعرض المسلسل في شهر رمضان.
وأشارت عامر إلى أنها ابتعدت عن أدوار الإغراء، لأنها تغير جلدها الفني في هذه المرحلة، واعتبرت ذلك حقاً مشروعاً لأي فنان، فيما يلي نص الحوار:
- نبدأ معك بتجسيدك دور الفنانة الراحلة تحية كاريوكا في مسلسل يروي سيرتها الذاتية، فقد قيل إن المسلسل واجه صعوبات عديدة منها خلاف مع الورثة، ما مدى دقة ذلك؟
المسلسل كان من المفترض عرضه في شهر رمضان المنصرم، لكن بسبب التوترات التي شهدتها مصر تم تأجيل التصوير عدة مرات، ولم نستطع اللحاق بالموسم الماضي. أما عن موضوع الخلاف مع ورثة الراحلة كاريوكا، فلا علاقة لي به لأنها أمور إنتاجية، وكنت أركز في دراسة الشخصية، وأبتعد عن أي مشكلات أخرى، حتى لا أشتت تفكير ومجهودي. لكن ما يمكنني قوله إن الشركة المنتجة نجحت في حل جميع المشكلات التي واجهت العمل.
-هل فعلاً كانت هناك منافسة بينك وبين فنانات أخريات للفوز بالدور؟
لم يشغلني كل ما تردد حول الصراع على الدور، وعندما عرض الدور علي وافقت دون تردد.
- لماذا اخترت "كاريوكا" لعودتك بعد غيابك عن الساحة الرمضانية العام المنصرم؟
تغيبت عن الدراما التلفزيونية رمضان الماضي بسبب عدم انتهاء تصوير"كاريوكا"، واخترت هذا العمل لأسباب كثيرة، أولها أن الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، ليست مجرد راقصة أمتعتنا بفنها، لكن كان لها دور نضالي لعبته بصفتها مواطنة مصرية، وفنانة مهمومة بقضايا وطنها منذ عهد الاحتلال البريطاني لمصر، وإضرابها عن الطعام؛ من أجل قانون يحقق الاستقلال للنقابات الفنية ويرفع هيمنة وسطوة الدولة عنها. لذا تحمست عندما عرض علي الدور، خاصةً أنني من عشاقها على المستوى الشخصي والفني.
-قدمت من قبل دور "الملكة نازلي" في مسلسل "الملك فاروق"، ألا تخشين أن تقتصر أدوارك على "السيرة الذاتية" فيما بعد؟
هذا ثاني عمل فقط لي في مجال أعمال السيرة الذاتية، ولا يعتبر حصارا، فلدي عمل سينمائي بينهما هو فيلم "كف القمر".
-كيف قمت بالاستعداد للشخصية من ناحية الشكل الخارجي؟
الاستعداد للشخصية أخذ مجهوداً كبيراً، قضينا ساعات من العمل مع الماكيير، ومخرج المسلسل عمر الشيخ قبل أن ينجح في تقريب الشكل الخارجي بيني وبين كاريوكا. كذلك مصمم الأزياء الذي عكف على تصميم كل الأزياء التي تتوافق ومختلف المراحل السنية التي تمر بها الشخصية، حيث تبدأ الأحداث وهي في عمر السادسة عشرة، وتنتهي برحيلها، حيث كانت تعاني زيادة ملحوظة في الوزن، والذي استطعنا إظهاره بطريقة حرفية في العمل.
-هل فعلاً يركز العمل على حياتها الشخصية أكثر من أعمالها الفنية، كي تتجنبوا مشاهد الرقص ولا تتعرضوا لهجوم من التيارات الإسلامية المتصدرة للمشهد السياسي المصري؟
رغم أن تحية كاريوكا تركت أعمال فنية لا تزال محفورة بذاكرتنا؛ ونحن لم نتجاهل الإشارة إلى هذه الإبداعات ولا كيف خرجت إلى النور، إلا أن حياتها الشخصية مرت بأحداث أهم بكثير من فنها وهذا ما تجهله الأجيال. وهذا لا علاقة له بالتيارات الإسلامية، فهناك رقصات قليلة في الفيلم، لأننا نراعي انه سيعرض في شهر رمضان.
- ماذا عن مشاركة أختك ايتن في العمل؟
تظهر أيتن معي في حلقة واحدة، وتجسد دور الممرضة الخاصة بي.
- يشهد موسم رمضان هذا العام أعمالا درامية كبيرة، فهل يمكن لمسلسل كاريوكا المنافسة وسط ذلك؟ أعتقد أن الجمهور لديه الرغبة في معرفة كواليس حياة تحية كاريوكا، وعلاقتها بالسياسة والسياسيين، وكيف انتهت حياتها. وفي رأيي أن الأعمال الدرامية تظهر نجاحها أكثر مع تكرار عرضها على الفضائيات، وليس في العرض الأول فقط كما يظن البعض.
- لماذا ابتعدت فجأة عن الأدوار التي بدأت من خلالها؟
بداية مسيرتي الفنية مليئة بأدوار بعيدة عن الإغراء، ولا يمكن اختزال مسيرتي في هذه المشاهد، كما أن هناك فهماً خاطئاً للإغراء، حيث يربطه البعض بالعري والإسفاف، لكن الحقيقة الإغراء يمكن أن يكون بنظرة عين، وأهم سبب في ابتعادي عن هذه الأدوار، هو رغبتي في "تغيير جلدي فنياً"، وأعتقد أن هذا حق لأي فنان، إلا أنني لم أتبرأ من تلك الأدوار.
- وهل هناك خطوط حمراء لا يمكنك تجاوزها؟
بالتأكيد لدي خطوط حمراء، ومن المؤكد أنني لم أقدم ما قد أخجل منه، سواء أمام ابني أو زوجي.
- نفهم من ذلك أن انحيازك لأمومتك أكبر من الفن؟
لا يمكن ترجمة الأمور بهذه الطريقة.. فحبي للتمثيل لن ينته، لكن في الوقت نفسه لا يقارن بعشقي لابني.
- نود العودة بك إلى آخر أعمالك السينمائية "كف القمر"، ألم تشعري بالخوف من تجسيد دور الأم؟
إطلاقاً.. لكن في البداية هذا الفيلم أتاح لي فرصة استعراض قدراتي التمثيلية، لكن الدور مر بمراحل عمرية مختلفة، تبدأ من الثلاثينيات وحتى السبعينيات. ولم أتردد في قبول الدور، والفارق العمري كان تحدٍ لموهبتي، للآن الجمهور لو أقتنع بأنني أم للفنان خالد صالح فهذا نجاح كبير بالنسبة لي، كما أنني فنانة لا تهتم بمساحة الدور أو شكلي، المهم ما يضيفه الدور لرصيدي الفني.